ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
قائلة
عڼف إيه بس يا دكتور دي بنت أختي قبل ما تكون مرات ابني وجوزها بيحبها الموضوع وما فيه كانت نازلة تشتري حاجات من السوق وقعت على السلم فأغمى عليها
رمقها الطبيب غير مصدق فسألها باستنكار
هي على طول بتوقع من على السلم يا حاجة
أصل يعني
لم تجد ردا مقنعا فقال الطبيب
على العموم
أنا هكتب لها على علاج تستمر عليه ومقويات عشان واضح جدا حالتها الصحية ضعيفة ودا ما ينفعش لحالتها وغلط عليها وعلى الجنين المدام حامل
هاتسيبيني واقفة على الباب كدا كتير يا مريم
أشارت إليها مريم بالدخول فدخلت وهي تتأمل الأثاث والفرش
زي ما توقعت عامل الحلو كله ليكي وأنا بقى اللي اتجوزها عشان يغيظ بيها مراته
زفرت مريم بضجر فسألتها
عايزة إيه يا أمنية مش اتجوزتيه خلاص
اتجوزته آه بس أنا اللي المفروض أحق بيه في كل حاجة هو يكون ملكي أنا من غير واحدة تانية تشاركني فيه حتى لو
كانت الواحدة دي انتي
وأنا مستغنية عنه ومش عايزاه وروحي اسأليه بنفسك قولي له مريم طلبت منك الطلاق كام مرة وهو هيقولك فبلاش بقي دور اللوم والعتاب لأني ماخطفتهوش منك وعلي يدك اللي حصل
ماشي يا مريم لو انتي فعلا صادقة خليه يطلقك أو خلي أبويا يرفع لك قضية طلاق عليه
اقتربت منها ابنة عمتها ووضعت يديها على كتفيها قائلة بنبرة لكسب ودها واستعادة صداقتها من جديد
من غير ما تقولي ده اللي هيحصل وأوعدك إنها هتكون آخر ليلة ليا هنا بس بالله عليكي سامحيني وبلاش النظرة اللي بشوفها في عينيكي كأني غدرت بيكي
أنا فعلا كنت متضايقة منك قوي وكنت خاېفة لأكرهك بس ماقدرتش هقولك على حاجة وتصدقيني فرحتي امبارح كانت نقصاكي
عانقتها مريم في الحال وربتت عليها بحنان وحب بين أخوة وأصدقاء تعاهدوا على الوفاء بينهما لذا قررت أن تنفصل عن هذا الأحمق الذي يحاول أن يجعلها تخسر حبيبها وصديقة عمرها
أن ذهبت أمنية إلى منزلها سمعت مريم صوت الباب يفتح بالمفتاح فعلمت إنه هو وقفت تنتظره داخل الغرفة حتى تسمعها ابنة خالها وتتأكد من صدق حديثها
دخل إلى الغرفة ورآها تقف وتنظر إليه ودون أي مقدمة في الحديث قالت
طلقني يا جاسر
ابتسم بتهكم وقال
قديمة شوفي لك حاجة غيرها
قررت استخدام لهجة أشد حدة ربما كلمات تهينه وټجرح كرامته لعله يفعل ما تريده
مرت لحظات قاطعها صړخة حادة خرجت من حنجرتها وهذا لأنه جذبها من خصلاتها وأخذ يصفعها
أنا عندي كرامة مش عند أهلك ومش هطلقك ومن هنا ورايح هعملك زي الخدامة
وكاد يضربها للمرة العاشرة تمكنت من دفعه عنها صاړخة
ابعد عني يا مچنون
جذبها من ذراعها قائلا
أنا فعلا مچنون وهطلع جناني كله عليكي يا بنت ال
قامت بعضه من يده فتأوه پألم فاستغلت تلك اللحظة وركضت إلي الباب قامت بفتحه قبل أن يلحق بها وجدت أمنية تحدق إليها پخوف وشفقة عليها صړخت مريم إليها
كلمي خالي بسرعة
أغلقت الباب خلفها وتشبثت بالمقبض حتى لا يمكنه فتح الباب فأخبرتها أمنية
اهربي يا مريم بابا لو جه هيخليك ترجعي لجاسر أبويا وأنا عارفاه ضعيف الشخصية
الباب يهتز خلفها تنظر إليه تارة وإلى ابنة خالها التي تحثها على الهرب تارة أخرى و صياح جاسر من الداخل كالۏحش الكاسر جعلها تحسم قرارها فوجدت أنها لا تملك سوى الفرار
الفصل السادس عشر
ما أجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق وبعد سيل من الأشواق إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر لحظة يزاد فيها نبض القلب وتتجمد المشاعر من فرح القلوب لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس
لا تغيب عن ذهنه المنشغل بها يلوم نفسه آلاف المرات بسبب تعامله معها بهذه الحدة ربما چرح قلبه وكبريائه هما المسئولان لذلك يجب عليه
في أقرب فرصة أن يصلح ما أفسده كليهما
صدح رنين هاتفه فرأى رقم العم عرفة الوحيد الذي أعطى له رقمه لكي يطمئن عليه من حين إلى آخر وكذلك يطمئن عن زوجة أبيه وأشقائه
ألو أزيك يا عم عرفة
أجاب عرفة بصوت أضناه الحزن
الحمد لله على كل حال معلش لو اتصلت بيك أنا عارف إنك مشغول ربنا يعينك بس كان لازم أكلمك و أقولك إلحق شقى وتعب أبوك وتعبك طول السنين هيروح بسبب أخوك المستهترالضرايب بعتت إنذار وهو عمال يتهرب ويرشي المندوب عشان يقولهم مش موجود
زفر ويشعر بالعجز فسأله
طيب دلوقتي المحلات باسم أخويا أنا هتصرف ازاي
أجاب عرفة
مصلحة الضرايب أهم حاجة عندهم الدفع وعشان دي
سلسلة محلات هتبقي الغرامة كبيرة جدا فلو ليك سكة أو معرفة عند حد فيهم كلمهم وادفع المطلوب من غير غرامات أو حجز على المحلات لا قدر الله
تنهد الأخر ثم قال
اطمن يا عم عرفة هروح لهم بكرة إن شاء الله وهشوف المبلغ كام وربنا يقدرني وأسدده
ليهم
ربنا يعينك يا ابني و يهدي لك أخوك
و بعد تبادل السلام أنهى المكالمة فصدح رنين الهاتف الخاص بالشركة والاتصال على العملاء أجاب بجدية يظن أن
المتصل أحد العملاء
ألو
أجابت بصوت باك ومرتجف
إلحقني يا يوسف أخوك نزل فيا ضړب وهربت منه أنا في الشارع وخاېفة أروح لخالي وخالي ما بيقدرش يقف قصاده أنا خاېفة قوي
سألها بلهفة وخوف عليها
قولي انتي فين كدا وأنا جايلك حالا
وبعد أن ذهب إلى المكان الذي وصفته له أخذها داخل سيارته ووصل أمام البناء الذي يمكث فيه نظر إلى ملامحها وآثار أنامل شقيقه على خديها فقال لها
أنا آسف يا ريتني ما كنت انشغلت عنك ولا سيبتك فريسة له
نظرت إلى الأمام ولم
تملك أي رد سوى الصمت فأردف
ده مفتاح الشقة تالت دور أول شقة على اليمين
سألته على استحياء حتى لا يظن خطأ
هو أنت هتبات فين
أجاب وهو ينظر إلى الأمام لا يتحمل رؤية وجهها في تلك الحالة المزرية
أنا هبات في الشركة وكمان أحسن كدا عشان عندي شغل كتير لسه ما خلصتهوش
ابتسمت فقالت
ربنا معاك وآه صح نسيت أقولك ألف مبروك على الشركة ربنا يبارك لك فيها
عاد ببصره إليها وبادلها الابتسامة ثم أجاب
الله يبارك فيكي هي شراكة
ما بيني وما بين صاحبي اسمه ماجد وأخته آية هاجي أعدي عليكي بكرة إن شاء الله هاخدك في الشركة تتعرفي عليهم وهتحبيهم جدا
شعرت بغصة عندما سمعت اسم فتاة أخرى غيرها في حياته لاحظ ملامحها التي تبدلت في لحظة من الفرح إلي الغيرة والحزن فأردف
على فكرة آية زي أختي بالظبط
تنفست الصعداء لكنها تظاهرت بنقيض هذا قائلة
وأنا مسألتكش
جز على فكه بحنق ثم أردفت
عن إذنك مضطرة أسيبك عايزة أطلع أنام هبقي أكلمك أول ما هصحى سلام
ترجلت من السيارة تحت نظراته إليها لوحت بيدها إليه ثم دخلت إلى البناء
في صباح اليوم التالي ذهب إليها ينتظرها أسفل البناء ليعود معها إلى الشركة وعندما وصل كليهما قابل ماجد صديقه الذي سأله بمزاح
مش تعرفنا بالقمر اللي معاك
لكزه يوسف في كتفه وبتحذير قال له
اتلم دي قريبتي
كانت تخشى أن يخبره أنها زوجة شقيقه يا لها من كلمة كريهة تمقتها بشدة وكأنها أبشع لقب أجاب صديقه معتذرا
بعتذر أنا معرفش والله كنت فاكر إنها عميلة
رد يوسف وهو يشير نحوها
اسمها مريم
مد ماجد يده ليصافحها قائلا
أهلا وسهلا يا مريم الشركة نورت
ابتسمت وأجابت
منورة بيكم معلش ما بسلمش على رجالة
كم أسعد يوسف هذا فأشار إليها نحو صديقه
وده يبقى ماجد فؤاد صديقي طول أربع سنين الجامعة
هاي أزيكم يا شباب
الټفت ثلاثتهم إلى صاحبة الصوت الناعم فأخبر يوسف مريم
ودي آية أخت ماجد والشريك التالت لينا
وأشار لآية نحو مريم وأخبرها
مريم قريبتي
لم تمد يدها لمصافحتها واكتفت بالنظر نحوها بشبه ابتسامة بل تجاهلت وجودها بينهم فقالت
يوسف عايزة أتكلم معاك خمس دقايق
رد الأخر بعفوية
اتفضلي اتكلمي براحتك مريم مش غريبة
نظرت إليها من طرف عينيها وأخبرته
معلش الموضوع خاص
معلش يا مريم خمس دقايق وراجع لك خليكي مكانك
أخبرها يوسف بذلك فهزت رأسها بالموافقة فذهب مع آية ووقفوا على بعد أمتار لا تسمع حديثهما لكنها على يقين أن هذه الآية تحبه كثيرا من خلال الغيرة الواضحة لديها وكذلك نظراتها إليه وهي تتحدث معه داهمها غصة في فؤادها عندما رأتهما معا
ولدى يوسف وآية
أنا خلاص هسافر بكرة وجيت عشان أسلم عليك
كانت تخبره وكأنه وداعا أكثر من كونه لقاء فأجاب
ربنا يوفقك وبتمنى ليكي حياة أحسن وحبيب يقدرك ويحبك
حدقت بشبه ابتسامة ثم قالت
إن شاء الله
ثم نظرت نحو مريم وسألته
حبيبتك
اكتفى بهز رأسه ولم يجرؤ البوح بالوضع الحالي بينهما حتى لا يعطي أملا واهيا لها فأردفت
ربنا يسعدكم ويتمم لكم على خير
وبالعودة إلى مريم التي تراقبهما انتبهت إلى رنين هاتفها وجدت المتصل ابنة خالها فأجابت وتخشى أن يكون قد أصابها مكروها على يد جاسر
ألو يا أمنية
انتبه يوسف إليها وهي تركض إلى الخارج فذهب وترك آية قائلا
معلش يا آية هروح
أشوف مريم مالها
ترجلت من السيارة أمام المستشفى ودخلت إلى ردهة الانتظار فوجدت ابنة خالها في انتظارها وتبكي بشدة سألتها بقلق وخوف
فيه إيه يا أمنية خالو حصله حاجة
ارتمت بين ذراعيها وأجابت من بين دموعها الغزيرة كغيث الشتاء
ماما ماما تعبت فجأة وجبناها على هنا الدكتور بعد ما طلب تحاليل وأشعة اكتشف عندها کانسر في العضم
رددت مريم بحزن وهي تربت على أمنية
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يشفيها ويعافيها هي فين دلوقتي
أجابت وهي تشير نحو الرواق
لسه منقولة في أوضة هناك سيبتها ترتاح وتنام حبة الۏجع كان صعب عليها قوي الدكتور حقنها بمسكن و نامت من حوالي ساعة
مش تقولي إنك ماشية عشان جاية على هنا
التفتت مريم إليه فأجابت
معلش يا يوسف أصل أمنية كانت عمالة ټعيط ومافهمتش منها غير إنها هنا في المستشفي
أنا قابلت عم عرفة برة بيشتري حاجات وراجع ألف سلامة على طنط أم محمود يا أمنية
أجابت وما زالت تبكي
ادعي ليها بالله عليك يا يوسف
أنا خاېفة يحصلها حاجة أنا بحب ماما قوي وماقدرش أعيش من غيرها
قامت مريم بمعانقتها وقالت بمواساة
يا حبيبتي ربنا يديها الصحة ويبارك لك فيها ادعي ليها وهي هتقوم بالسلامة
اقتربت نحوهم ممرضة لتسألهم
مدام أمنية والدتك صحيت
متابعة القراءة