وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم وياسمين عادل

موقع أيام نيوز


البنوك لصرف مستحقات الموظفين توجه صوب مكتب المحاسبة الذي يعمل به كمتدرب لمقابلة رئيسه والمشرف على تدريبه فايق 
وعندما علم فايق بإنجاز مالك لمهمته بوقت وجيز وعدم أحتياجه لعدة موظفين للقيام بذلك أنشرح ه وزاد تعلقه به هو يمثل م موثوق وجدير بالثقة بالنسبة إليه حتى إنه بدأ يشعر بالعجز بدونه أثنى فايق كثيرا على مجهوده بالفترة الأخيرة و 

مالك وقد أتسعت حدقتيه مكافأة !! حضرتك صرفتلي انا مكافأة!
مالك ببسمة عذبة يارب أكون عند حسن ظن حضرتك
فايق انت ف من غير ماأنا اقولك انك معايا لما تخلص وساعتها مش هتكون مجرد متدرب لأ انت هتكون عمود المكتب
مالك وهو يهز رأسه بعدم أعتراض ان شاء الله يافندم أكيد يشرفني الشغل مع شخصية زي حضرتك
وبالرغم من إطراء رئيسه بالعمل عليه حيث أنه لا يتفانى في عمله إلا أنه لم يشعر بالفرحة بل شعر بالنقص هناك شيئا ناقصا يعلمه جيدا فجوة بداخله يجاهد لسدها ومع ذلك فهو يحتاج لعمله لإثبات مدى جدارته وقدرته على تحمل المسؤلية
مر العديد من الأيام المشحونة والمملؤة بالكبت حيث كانت جهود الأثنين مالك إيثار تنصب عليها أنه سينتظرها بالخارج ولن يتهاون معها في حالة تأخيرها عن الحضور إليه فقد حاول كثيرا عبور بوابات الجامعة ولكن رفض الأمن بشدة فأضطر للأنتظار خارجا 
بينما ولجت إيثار للداخل ومرت بطريقها على مبنى كلية التجارة وأدارة الأعمال فنظرت للمبني بيأس ثم أطرقت رأسها وأستةملت طريقها صوب المدرجات الخاصة بالأمتحانات وعلى حين غره تفاجئت بظهور مالك أمامها ليسد عنها الطريق وبعينيه لمعة تعرفها جيدا لنعة مشتاقة متلهفة لرؤيتها كان الظمأ للنظر إليها ينهش بأغواره گالحيوان المفترس وهاهي أمامه الآن ليروي ذلك الظمأ توقفت عقارب الساعة وتعطل الزمن من حولهم عدة لحظات وهم يتعمقون بالنظر لبعضهم البعض حتى أفيقت إيثار على مشهد ضړب أبيها وهمجية أخيها عليها فهزت رأسها پعنف وكأنه الکابوس ثم رددت ب 
إيثار عن أذنك عندي امتحان
مالك بلهجة معاتبة يغزوها الحنو مكنتيش بتيجي ليه
إيثار مجاهدة لتمالك فيضان المشاعر التي بدأت في تبدو عليها اا م مكنتش فاضية قصدي كنت بذاكر
مالك وهو يزفر بضيق
مبتعرفيش تكدبي أكيد هما اللي كانوا منعينك صح !
إيثار وهي تتحاشى النظر إليه 
مالك وقد شعر بالندم لما تسبب به إليها انا أسف والله ما كان قصدي يحصلك إي حاجة ولا كنت أعرف أنهم ممكن يتعاملو مع كائن زيك بالشكل ده
مالك أوعدك اني هعمل المستحيل عشان أصلح اللي حصل وانا قد كلمتي وقريب مش هنقف الوقفة دي وأحنا باصين على عيون الناس اللي مبترحمش ولسانهم اللي
مبيسكتش هقف بيكي قدامهم وأنا بقول أن دي اللي ربنا عوضني بيها وبعتهالي هدية
استشعرت الأمان على أثر كلماته وإزداد تأملها في الحياة الوردية التي ستبنيها معه فإبتسمت بهدوء ثم سحبت كفها وهي تردد 
إيثار عن أذنك بقى
مالك خلي بالك من نفسك وركزي في الأمتحان
إيثار وهي تومئ رأسها بحركة خفيفة حاضر
ياالله أنت الأقدر والأعلم وعلى تبديل الظروف وحدك تقدر وتعلم 
بعد مرور أسبوعين كاملين أنهمك فيهما بطلانا للتخلص من عبئ هذه السنة الدراسية كان أخر أمتحان تخوضه إيثار وقد شعرت بالراحة أثناء عودتها للمنزل وبينما هي في طريقها لعبور البوابة الخاصة بصحبة أخيها بالعقار تفاجئت بهبوط سارة للدرج ثم رمقتها بنظرات شامتة والسعادة تتقافذ من عينيها فبادرتها بلهجة ساخرة
سارة ازيكوا عاملين إي
إيثار بجمود الحمد لله
عمرو بإيجاز كويسين انتوا عاملين إي وعمي عامل اي
سارة وهي تنظر لإيثار بمغزي الحمدلله كلهم بخير إلا قوليلي ياإيثار انتي ليه مبقتيش تنزلي غير مع عمرو في حاجة لاقدر الله وأنا معرفش!
علقت الكلمات بفمها ولم تقوى على التفوه في حين شعر عمرو بما أصاب شقيقته فقرر تدارك الموقف لأخراجها من هذا الذي تتعمده إبنة عمهم ولا يعلم له تسمية و 
عمرو بلهجة حازمة المواصلات بقت زي الزفت ياسارة وإيثار بتضايق من الزحمة عشان كده طلبت مني أوصلها وأجيبها انا ف انك واخده على الزحمة والناس الكتير عشان كده مش هتفهمي كلامي انما إيثار غيرك
أشار عمرو لشقيقته التي عادت الحيوية لملامحها لكي تتقدم هي الدرج في حين وقفت سارة بمكانها والنيران تشتعل بأم رأسها غيظا وعندما وصل عمرو وإيثار أمام باب المنزل نظرت له إيثار نظرة شاكرة ممتنة ثم هتفت 
إيثار شكرا ياعمرو
عمرو وقد أنعقد مابين حاجبيه على اي! إيثار انتي اختي يعني دمي ولحمي لو بقسى عليكي يبقى عشان مصلحتك ولأني خاېف عليكي بس ده مش معناه اني مش في ضهرك
إيثار وقد أطرقت رأسها بحرج 
قضت ماتبقى من ساعات اليوم في راحة للتخلص من آلام ها وأرهاقه وعندما حل الظلام بحالكه أستمعت إيثار لطرقات على باب المنزل فقامت بسحب الوشاح الحريري ولثمت به رأسها ثم تقدمت لفتح الباب وإذ بها تقف مصډومة برؤيته أمامها ألتفتت يمينا ويسارا لترى هل من أحد غيرها قد رأه ثم ألتفتت إليه لتردد بلهجة مرتبكة يشوبها التوتر 
إيثار أنت جاي تعمل إيه هنا!!
مالك بلهجة مصره جاي أقابل أستاذ رحيم هو جوه
إيثار أمشي من هنا حالا احسن اا ا 
لم تستكمل عبارتها حتى أستمعت لصوت والدتها وهي تهتف بأسمها فصفقت الباب بوجهه دون أنذار ثم دلفت إليها ولكن قام مالك بطرق الباب مرة أخري ولكنها كانت طرقة أعلى من السابقة حضر على أثرها عمرو من الداخل وما أن فتح له الباب حتى أنقبضت عضلات وجهه ونطق بسفور
عمرو جاي هنا ليه يابجح
مالك بغلظة طفيفة انا جاي أقابل أستاذ رحيم صاحب البيت مش جاي عشانك أنت
عمرو بنظرات مستحقرة ميشرفناش واحد زيك يدخل ب 
أن صوته عندما
أستمع للهجة أبية الآمره وهو يأتي من الداخل نحوهم و يقول
رحيم ميصحش ياعمرو الراجل على عتبة بيتنا وان جالك عدوك لباب دارك قولو مرحبابك
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ أيوة بس 
رحيم مفيش بس أتفضل ياأستاذ
أشار له رحيم للداخل ثم قاده للمقعد التابع للصالون وجلسا قبالة بعضهم في الحين الذي أرتسمت فيه الجدية والحزم علي وجه رحيم كان عمرو قد رسم الحنق والأنزعاج على عكس مالك الذي وضع قناع الهدوء والرزانة على تقاسيمه تردد في بادئ الأمر ولكنه عزم على الحديث فلا وقت يهدره 
مالك بثبات يمكن حضرتك متعرفنيش كويس أو متعرفش عني غير تفاصيل قليلة أوي بس الأكيد ان حضرتك متعرفش اني راجل وقد كلمتي وعمري ما هلعب ببنات الناس على الأقل لأن عندي زيهم روان 
رحيم بنبرة حادة لو صحيح كنت راجل وبتراعي ربنا في بنات الناس مكنتش عملت اللي عملته مع بنتي كنت جيت خبطت على باب بيتي مش من ورايا
عمرو بتهكم مثير للڠضب شكله واخد على الشبابيك
مالك مبتلعا أهانته على مضض من فضلك أنا بكلم صاحب
البيت واللي ليه كلمة هنا
رحيم مشيرا بيده لأبنه أستني انت ياعمرو هات اللي عندك ومتضيعش الوقت
مالك بصوت جامد انا جاي أطلب أيد بنتك إيثار
رحيم متهكما وانت حيلتك اي عشان أديك بنتي!
مالك بثقة زائدة عندي شقتي في القاهرة ممكن ابيعها وأجيب شقة هنا بكل سهولة وخلصت سنة رابعه ومستني شهادة البكالوريوس وبشتغل في مكتب محاسبة كمتدرب وأول ما شهادتي تطلع وتعتمد من الهيئة العليا للجامعات هتثبت في شغلي وكمان بحضر نفسي عشان أقدم في معهد الكونسرفتوار متقلقش حضرتك أنا جاهز للأرتباط ده
عمرو وقد تخالج الرفض القاطع بلهجته بس معندكش أخلاق يبقى مالهوش لزوم كل اللي رصيته ده
مالك وقد هب واقفا من مكانه أنا مسمحلكش تهيني اعمل حساب اني في بيتك وقاعد مع والدك
رحيم وهو يلجم زمام الأمر عمرو سيبي مع مالك لوحدنا
عمرو 
انصرف عمرو ليجد والدته تستمع لحديثهم وشقيقته تقف بوسط الرواق والقلق يسيطر على كيانها فحدجها پعنف ثم لكزها بكتفها

لتدلف إلي حجرتها في حين كان رحيم يحاول أختلاق الأعذار لرفض طلب مالك ولكنه لم يجد السبب المناسب فقرر 
رحيم بصلابة اسفين يابني معندناش بنات للجواز
مالك وهو يبتلع ريقه بثقل ليه!
رحيم بثبات من غير أسباب انا شايفكوا مش مناسبين لبعض معلش مضطر أستأذنك عشان نازل أصلي العشا
مالك وقد ز عينيه وكأنه لا يرى أمامه 
ما كان منه إلا أنه تحرك نحو باب المنزل بخطوات منكسرة ثم أدار مقبض الباب ودلف للخارج وأغلق الباب خلفه بهدوء فجلس رحيم على الأريكة ثم راح يفكر بالأمر جيدا هل أخطأ أم لا بلى لم يخطئ فأنه لا يستطيع تأمينه علي أبنته يرى منه شخصا لا يعتمد عليه وغير موثوق به بينما وصل مالك لمنزله ومنه إلي الحجرة الخاصة به كان قد قرر عدم السماح بتدني معنوياته ولكن الشعور بالخيبة يتملكه جلس على طرف ال ثم أنحنى به ليستند برأسه علي مرفقيه دلفت إليه ميسرة عقب أن أنتبهت لحالته التي دخل بها للمنزل حيث قررت عدم مغادرة الحجرة إلا وهي تعلم ماذا أصابه طيلة الفترة الماضيه و 
مالك بنفاذ صبر ياعمتي مفيش حاجة صدقيني
ميسرة وهي تشير بسبابتها لالالا في حاجة انا متأكدة انت مش على بعضك ليك فترة وانا مش خارجة من هنا إلا لما أعرف مالك
مالك وقد قبض علي جفنيه إيثار بتضيع مني
ميسرة بعدم فهم ليه كده! لو مټخانقين ولا حاجة عرفني و 
مالك مطرقا رأسه لأسفل الحكاية أكبر من كدة اهلها مش موافقين عليا لأنهم فكريني بلعب بيها
ميسرة وهي تتلوى بيها متذمرة وهما هيلاقوا زيك فين !! وبعدين لو فاكرينك بتلعب أحنا ممكن نتقدملهم وساعتها هنثبت حسن نيتنا و 
أضاء المصباح عقله وكأن هالة أزيلت من رأسه أملا جديدا ظهر بريقه أمام عينيه ثم أتسعت حدقتيه وحملق بها وهو يهتف
مالك عمتو أنتوا فعلا مستعدين تيجوا معايا ونتقدملهم
ميسرة وهي تمسح على وجهه بحنو طبعا ياحبيبي احنا نطول نفرح بيك
مالك وهو يقفذ من مكانه فرحا يبقى نحدد معاد ونروحلهم في أسرع وقت
ميسرة وهي تغمز له بعينيها سيب الحكاية دي على إبراهيم انا هكلم معاه وافهمه يعمل اي بالظبط
كان ممددا على الأريكة يتناول ثمرات الفاكهة بشراهة وكأنه لم يتناول الفاكهة بحياته قط بينما على صوت هاتفه فرمقه بأستخفاف ثم أعتدل في جلسته وترك الصحن جانبا وضغط عليه ليقول
محسن الو أزيك ياصاحبي
عمرو وقد خالج
الأقتضاب نبرته الحمدلله يامحسن خير في حاجة ولا اي
محسن وهو يدس الفاكهة بفمه هو لازم يكون في حاجة عشان أكلمك ياراجل
عمرو وقد قوس فمه بعدم أهتمام لأ عادي بس مش متعود تكلمني متأخر كده
محسن لأ
 

تم نسخ الرابط