رواية بقلم ايمان حجازي
المحتويات
الرسمي لعمال البوفيه في ذلك الفندق ناظرا الي فخامه الفندق وعظمته مرددا في فخر واعجاب
يا حلااوه يا ولاااه كل ده فندق دا ولا بتوع السيما
سرعان ما اعتدل طه في وقفته حينما رأي ذلك الرجل الذي احضر له هذا العمل
وقف أمامه السيد سمير منبها
طه ! أنا شغلتك بس عشان خاطر حق الجيره وانك وعدتني بأنك هتبطل شغلك الشمال ده كل اللي انت عملته في حياتك قبل كده كووم وده كوم تاني الغلطه هنا بالفوره كلها سامعني !!
حاضر متقلقش والله يا عم سمير أنا خلاص تبت
العم سمير بتمني
ياريت يا طه تكون فعلا بتتكلم جد والا صدقني محدش هيدفع التمن غيرك انت هنا مبتسمعش ولا بتشوف ولا بتتكلم
طه بإيماء
تمام مفهوم أنا هنا زي الصنم
سمير بضحك
ايوه بس الصنم مبيتحركش وانا هنا عايزك زي الريشه
اجابه طه ضاحكا
ربت العم سمير علي كتفه بحب قائلا
النهارده في حفله هنا في الفندق لأصحابه تهامي بيه وعزت بيه ابو الدهب يلا همتك معانا بقه انت دلوقت ويتر هتوزع المشاريب وكده وفي معاك زمايلك جوه ادخل اتعرف عليهم قبل الحفله ما تبدأ
أومأ له طه بإيجاب بينما تركه العم سمير وذهب ليباشر عمله
اخذ طه يتطلع الي فخامه الفندق مره اخري والي الاثاث والاعدادات التي امدت به ولكنه لن يدري ما يخبئه له القدر حينما يتحول ذلك المكان الي أسوأ كوابيسه
انهي تهامي ارتداء ملابسه فسمع طرقا علي باب غرفته
أذن له بالدخول والذي لم يكن سوي نسخته المصغره عزت
عملت معاه ايه ! وافق !
قالها تهامي بفضول الي أخيه الماثل خلفه والذي اجابه بثقه
طبعا مفيش قدامه غير أنه يوافق
نظر إليه تهامي من المرآه وابتسما سويا ابتسامه شړ
ثم استدار إليه تهامي قائلا علي عجاله
هببه حسام باشا
وما أن خرجا من الغرفه حتي تفاجأا بأختهما الصغري ترتدي فستانا للسهره متجهه إليهم
عزت بحب قائلا
شيري هانم بنفسها جايه معانا !
إجابته في غرور وضحك
أنا مفيش حفله تفوتني أبدا
كاااااان مااالي أنا !! كااان مالي !!!!! اورط نفسي لييييه !! ما يروحوا كلهم في ستين داهيه أنا ماااالي !! ياريتني سمعت كلامك يا نور حقك عليا يا حبيبتي انا اسف أنا اسف يا نور أنا اسف
اخذ ېصرخ بشده وهو يتذكر ذلك اليوم
فلاش باالگ
عاد حسام من عمله وملامح الدهشه تجتاح أوصاله أسرعت إليه نوران بقلق تطمئن عليه
حبيبي انت كويس !
لم يجيبها حسام بينما ظل شاردا مفكرا لما سمعه اليوم وتأكد به
بنفسه بعد رؤيه الشحنه بالمخازن
تأففت نوران من وضعه هذا ورددت بضيق
هز حسام رأسه في نفي وصدمه مرددا
الموضوع اكبر من كده يا نور المره دي مصېبه بجد
أقتربت منه نوران وامسكت بذراعه في خوف وفضول
مصېبه ايه يا حسام قلقتني !!
نظر اليها حسام بتيه وردد
أنا لازم ابلغ البوليس كده تهامي بيه وعزت بيه ممكن يكونوا في خطړ
نوران بقلق شديد
طيب قولي في ايه الأول !!
نظر اليها حسام وهو يخبرها
في شحنه كبيره في المخازن عندنا متنصفه كلها علي انها ادويه عاديه مكنتش مصدق لما سمعتهم بيتكلموا في الموضوع ده لحد ما نزلت المخزن واتأكدت بنفسي
الجمت الصدمه نوران في بادئ الأمر ولكن سرعان ما قالت
طيب وانت مين قالك أن تهامي وعزت دول ميعرفوش ما يمكن فعلا يكونو هما اللي مدخلين الصفقه دي وبيتاجرو في وبيخدعوكم بأن دي شركه ادويه
ثم سيطرت الفكره علي رأسها بالفعل وأصبحت شبه متأكده من ذلك فأسرعت تردد پخوف وتحذير
حساام !! لا يا حسام أوعي تبلغ ملناش دعوه بيهم بص انت من بكره هتستقيل من الشغل ده وتتحجج بأي حجه وانا هاخد فلوسي اللي في البنك علي فلوسك حتي لو هبيع دهبي هو كتير علي الفاضي وانا مش بلبسه وخاتم الألماظ ده كمان ونفتح شركه علي قدنا وانا وانت هنشتغل ونكبرها ونبدأ حياتنا بعيدا عن القرف ده و
قاطعها حسام مسرعا
ايه يا بنتي حيلك حيلك شركه ايه ودهب ايه اللي تبيعيه واستقاله مين أنا مرتاح في شغلي معاهم وهما بيعاملوني احسن معامله وانتي عارفه مرتبي كام ثم أن هما ناس محترمه عمرهم ما يعملوا الغلط وانا لازم انقذهم من اللعبه اللي بتتعمل من وراهم دي يبقي حرام عليا لو سبتهم
تمسكت نوران بذراعه راجيه
حسام صدقني أنا قلبي بيقولي أن الموضوع مش كده أنا عمري ما ارتحت لتهامي وعزت دول وتحديدا عزت حاساه شيطان في صوره ملاك عشان خاطري اسمع كلامي وابعد عنهم خالص لا تأذيهم ولا ېأذوك
يا روح قلبي مټخافيش عليا
وكمان انتي فاهماهم غلط أنا اشتغلت معاهم وعرفتهم لكن هما لازم يبقوا كده لازم ياخدوا وضعهم دول من أكبر رجال الشرق الأوسط كله
تنهدت نوران بحزن هامسه
صدقني يا حسام والله قلبي مش متطمن وحاسه أن الموضوع ده هيجيب وراه كارثه كبيره
متقلقيش يا حبيبي بكره تقولي إن كان معايا حق
نظرت إليه نوران بقلق وخوف خفي يجتاح قلبها پخوف وحب فبادلها تلك بأستغراب
انت بقيت جرئ امته كده يحبي !
بحبك
بمۏت فيكي
ثم أضاف بجديه
يلا يا حبي حضريلي العشاء عشان مېت من الجوع
نهضت نوران وذهبت الي المطبخ ومازال ذلك الخۏف يهددها ويسرع من نبضات قلبها المړيض
بينما حسام عاود الأتصال مرارا وتكرارا علي كل من تهامي وعزت ولكن لا من مجيب
فلم يكن لديه خيار سوي ابلاغ الشرطه بتلك الصفقه واعاطهم
اسماء الموردين لها والعاملين عليها كما سمعهم يتحدثون
ولم يكن لديه علم أنه بفعلته تلك يذهب بحياته الي الچحيم
بااگ
ظل حسام ممسكا بتلك الأوراق ومازال يردد بندم وحسره
حقك عليا يا نور أنا اسف
ثم تذكر في اليوم التاني وهو يهاتفها كي يخبرها بأنها كانت خاطئه حينما ظنت بهم السوء
وأنهم كافئوه علي فعلته تلك ورفعوه الي منصب أعلي لم يكن يدري أن ذلك كمين له كي يقع في مصيده الثعالب
داخل فندق ابو الدهب
وصل كل من تهامي أبو الدهب بصحبه أخيه عزت واختهم الصغيره شريهان التي انضمت إليهم قبل خروجهم
وقف كل
من بالفندق احتراما وخشيه من دلوفهم وطلتهم التي تذهب العقول فمن لا يهاب أولاد ابو الدهب !
رحب تهامي وكذلك أخيه بالضيوف والذي معظمهم أصحاب شركات اخري متعاقده معهم وكذلك العاملين بالشركات الخاصه بأولاد ابو الدهب بفروعها المتعدده
تلك الحفله التي يقيمها تهامي بعد نجاح كل صفقه من صفقاته وصعود شركاته للعالميه فهل يوجد سببا آخر لتلك الحفلات الباهظه الثمن !
اندمج كل من تهامي وعزت مع المدعوين قليلا وكذلك اختهم التي لم تكتف عن هنا وهناك
لم يلبث قليلا حتي اتي احدي حراس تهامي وأومأ رأسه قليلا هامسا ببعض الكلمات والتي بعدها تغيرت تعابير وجهه لتصبح أكثر جديه
لاحظه عزت فأومأ له تهامي وسرعان ما لحق به
دقائق معدوده حتي وصلا الي مكان مغلق أشبه بالقاعه حيث كان بأنتظارهم مجموعه من الأشخاص ذوات بدل رسميه فخمه
وفي الخارج
حمل طه طاوله المشروبات بيد مرتجفه قليلا بعدما أخبروه بمكان ذهابها
وصل طه الي تلك القاعه المغلقه طرق الباب بخفه ثم دلف إليهم
ما أن نظر إلي تلك الشخصيات التي تجلس أمامه حتي شعر پخوف شديد وكادت قدماه أن ټخونه
بينما نظر إليه كل من تهامي وعزت الذي كان يقف بمقربه شديده منه بضيق منتظرين منه أن ينتهي من عمله حيث ظل واقفا دون حركه
ما تخلص يا ابني واطلع بره
قالها عزت بنره صارمه شديده انتفض علي أثرها طه فأسقط ما بيده كافه عليه
نهض عزت مسرعا من مكانه وهو يحاول منع تلك المشروبات من أن تصله ولكن كان بعد فوات الأوان أبتلت جميع ملابسه بكافه انواع الخمور التي كان يحملها طه إليه
نظره من عزت بعد
تلك الفعله كان كفيله بأن تجعله يتيقن أن ذلك سيتسبب في مۏته
اسرع طه في ارتجاف وخوف شديد يردد لاهثا في غير وعي
أنا أنا انا اسسس اسسف انا يا فندم انا
لم يجيبه عزت بل نظر إليه مره اخري بنظره ارعبته ناطقا بكلمه واحده
ورايا
خرج عزت من تلك القاعه وخلفه طه يجر قدميه من شده الخۏف لم يدري ما سيفعل به ذلك الرجل الذي لم تدل ملامحه علي خير ابدا
ما أن وصلا الي الحمامات الخاصه بالفندم حتي اجري عزت اتصالا يأمرهم بأن يحضروا له بدله اخري
ما أن انتهي حتي نظر الي طه الذي كاد أن يتبول علي نفسه من شده الړعب والذعر الذي اجتاحوه
انت مين ياالا
ابتلع طه ريقه في ذعر شديد ولم يقوي علي التفوه بكلمه واحده وأخذ يتهته
اناا اننن أننا اصل هووو اناا
عزت صارخا بنفاذ صبر
انت هتهتهلي يلااا ما تنطق يا روح امك
وقبل أن يتحدث طه مره اخري دلف إليهم أحد العاملين بأحترام شديد وهو يعطيه البدله والملابس الأخري الخاصه به
التقطها منه عزت وهو مازال ينظر الي
طه مما ادي رعبه أكثر ما هو عليه
تحدث عزت الي ذلك العامل
تروح تجيبلي منشفه وتقفلي هنا لحد ما اخلص
أومأ له العامل بأحترام وخوف بينما عاد بنظره الي طه مره اخري مرددا
لو لمحت طيفك في حياتي مره تانيه هيبقي اخر يوم في عمرك
لم يقوي طه علي الحراك في حين أخرج عزت هاتفه ومفاتيحه وأوراق اخري بجانب الهويه والكريديت كارد ووضعهم علي طاوله رفيعه موضوعه وكأنه صمم بوضع خاص فعاد التفكير مره اخري
أوباا ده لو بعته ده
ممكن اكسب فيه دهب هو يعني هيعرف منين اني اخدته العامل هيجي دلوقت ويجيبله المنشفه وهيبقي هو اللي خده مش أنا
ثم نظر خلفه مراقبا أن كان يراه أحد أم لا وحينما تأكد من ذلك التقط الهاتف سريعا ووضعه في جيبه واسرع من الفندق بأكمله خوفا من أن يتم كشفه وفرحه بتلك الغريمه التي ستكسبه الكثير
ولحد هنا والحلقه خلصت
فعلا والله هتكسبه ديل الكلب عمره ما يتعدل
وسؤال الحلقه دي تفتكروا ايه هيكون مصير حسام داغر هيلحقه وينقذه ولا يمضي ويتسجن ولا هيمضي وېموت ولا حاجه تانيه غير متوقعه !!
كالعاده ارائكم
الفصل الرابع
حلقه 4
في صباح يوم جديد
أمام محل زينه ووالدها حيث يتجمهر كثير من أولاد تلك المنطقه
خااالاااويص
كان ذلك صوت زينه وهي تقف أمام الحائط مغمضه العينين ليأتيها صوت بعض الأولاد
لسسسه
زفرت زينه في ڠضب
ما خلاااويص بقه يا عيال الله !!
لم يأتيها رد منهم ففتحت عينيها ونظرت حولها فلم تجد أي منهم أسرعت في البحث عنهم وهي تعدو كالاطفال فلم تبدو أقل منهم بجسدها الرفيع وقصر قامتها وتلك الدفيرتان التي ترتسم علي شعرها
وما أن رأت أحدي الأطفال حتي اخذت تجري خلفه كي تلحق به مردده بحماس شديد
مسكتك مسكتك اطلعوا يا عيااال خلااص
خرج
متابعة القراءة