فوق جبال الهوان ( الفصل الثامن) بقلم منال سالم
المحتويات
الفصل الثامن
استغرق ما حدث عدة ثوان ورغم أنها كانت فترة زمنية قصيرة للغاية وسريعة إلا أن تأثيرها كان جسيما عليها سواء نفسيا أو بدنيا فقد كانت مرتها الأولى التي تتعرض فيها للسړقة بهذه الفجاجة وعلى مرأى ومسمع من العامة دون أن يحرك أحدهم ساكنا أو حتى يقوم بمطاردة اللص ليكتفوا فقط بدور المشاهدة والمتابعة السلبية.
لم تنشغل دليلة فقط بشقيقتها التي لم تكف عن الصړاخ والعويل بل حاولت رؤية أي شيء مميز بوجه هذا السارق حتى تتمكن من التعرف عليه وحفر تفاصيل وجهه في ذاكرتها .. على ما يبدو لم يتخذ حذره فبدت ملامحه ظاهرة إليها خاصة أثناء انحرافه عند المنعطف ليفر من المكان قبل أن يتطوع أحدهم للإمساك به وإيقافه.
أنا في مصېبة دلوقت.
حاولت شقيقتها تهدئة روعها فربتت على ظهرها برفق وقالت
اهدي يا إيمان إن شاء الله كل حاجة هتتحل.
اتسعت عيناها في محجريها متابعة وصلة بكائها الصارخ
ده الشنطة فيها الموبايل والفلوس وكمان مفاتيح الشقة.
رد أحدهم من الخلف بشيء من الإشفاق
لا حول ولا قوة إلا بالله خدي بالك يا بنتي الحرامية ملو البلد.
وهو حد بقى بيحط فلوس ولا موبايل في شنطة دي أول حاجة بتتسرق.
في حين تكلمت امرأة ما بسخط
حتى الدهب الصيني بيشدوه من على رقبتنا ولاد الحړام!
وأظهرت رابعة تعاطفها معهما
يعوض عليكي ربنا.
استمرت إيمان في التنديد بما آلم بها
إيه الحظ ده كنت أنا ناقصة!!
في التو اقترحت عليها شقيقتها بتصميم
احنا نطلع على القسم نعمل محضر حالا.
ولو راغب عرف
ضيقت دليلة عينيها بانزعاج فتابعت إيمان كلامها وهي تكفكف دمعها المسال
ما أنا كده هبقى في مشكلة أكبر.
نظرت إليها بغير تعليق لتنهي قولها في خوف مضاعف
زفرت دليلة قائلة في تبرم
وهو ده وقته
صاحت في استهجان وهي تطوح بذراعها
شايفة الپهدلة اللي بقيت فيها
لحظتها زاد إحساسها بالألم فاشتكت إليها في عجز
دراعي بيوجعني أوي.
رغم ما قالته إلا أن دليلة ظلت متمسكة برغبتها وأصرت على المضي قدما فيما قصدته قائة
معلش لازم نعمل بلاغ مش هسيب حقك الناس دي أجبن من إنها تقدر تواجه البوليس.
وعلشان تطمني أنا هقول إنه سرقني أنا!
بدا حلها إلى حد ما مريحا رغم توجسها من مخاطر الأمر إلا أنها استسلمت أمام إلحاح شقيقتها فسحبتها دليلة معها نحو الطريق المؤدي إلى قسم الشرطة وهي تخاطبها
يالا أوام خلينا مانضيعش وقت.
واصلت إيمان تبرمها المهموم مرددة
كان مستخبيلي ده فين
بمجرد أن أصبح بعيدا عن محيط الخطړ أوقف دراجته الڼارية أسفل إحدى اللافتات المعدنية الضخمة ثم راح يتفحص محتويات غنيمته التي اقتنصها بخفة قبل قليل. أفرغ الحقيبة من كل ما فيها وألقى ما لا يلزمه أرضا ليحتفظ بالنقود والهاتف وميدالية المفاتيح. تأمل سنجة بطاقة الهوية الخاصة بها وقرأ الاسم ببطء كأنما يتهجى الحروف لينتقل إلى العنوان فاستدل بسهولة على موقع سكنها المميز معلقا في سخط
ده إنتي من العالم اللي واكلينها والعة.
للحظة أصابته الحيرة فتساءل مع نفسه
بس جاية الحتة عندنا ليه
طوى بطاقة هويتها البلاستيكية بقوة لتتكسر إلى
متابعة القراءة