فوق جبال الهوان ( الفصل الثامن) بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


عدة أجزاء ثم ألقاها عند قدميه مكملا حديث نفسه المنتشية
حظك أخد اللي فيه النصيب منك.
بعدما انتقى ما يلزمه طوح بالحقيبة وحافظة النقود الفارغة بعيدا ناحية مكب النفايات لينتظر وصول صديقه الذي يمتلك متجرا لبيع الهواتف المحمولة المستعملة في نطاق هذا الحي.
جاءه الأخير بعد برهة فأخذ خلسة منه الهاتف ليتفقده بتركيز ودقة في حين استطرد سنجة معلقا باهتمام

حتة حلوة أوي ومش متبهدلة.
سأله صديقه بلهجة شبه محققة
منين العدة دي يا سنجة
أجابه كالعادة بالمراوغة
رزق جالي على الطاير...
ثم غمز له بطرف عينه متابعا بابتسامة ماكرة
وعايزك تروقني فيه.
أتى رده سمجا
إنت جاي تبعهولي ده إنت سارقه!
لم تكن جملته مزحة سخيفة يمكن تمريرها بل كان الأمر مسيئا إليه فحذره سنجة مهددا
وطي صوتك ولا عايز اللي حواليك يعرفوا إنك شغال في الشمال!
رد عليه بعبوس وقد انعقد ما بين حاجبيه
يمين ولا شمال مش فارقة طالما بنطلع بالمصلحة في الآخر.
هز رأسه متمتما
مظبوط الكلام ها يستاهل نتراضى
وضعه في جيبه وهو يدور بعينيه حوله ليتأكد من عدم مراقبة أحدهم لهما مكملا بإيجاز
أيوه.
فرك سنجة كفيه معا وعلق بنبرة أقرب للتهليل رغم خفوتها
أهوو ده الكلام!
نظرا لكون قسم الشرطة يقع في نفس دائرة وقوع حاډثة السړقة وصلت الشقيقتان إليه بعد بضعة دقائق لتنتاب إيمان رجفة خفيفة في أطرافها حينما أصبح في مرمى بصرها تعلقت بذراع دليلة هامسة في صوت متردد وأمارات الخۏف تتجسد بشكل جلي على قسمات وجهها المبهوت
مش كنا استنينا لحد ما نعرف ماما ولا بابا
ردت عليها بتصميم معاند وهي تسحبها معها في الممر المستطيل المؤدي إلى الداخل
ونضيع وقت حلاوتها في حموتها وزي ما أنا قولتلك هقدم البلاغ باسمي.
استوقفتها في منتصف الرواق لتسألها في توجس متزايد
ولو راغب سأل
أجابتها بثبات
مش هنعرفه التفاصيل بالظبط.
نظرت إليها باسترابة متسائلة
يعني إيه
لفظت دفعة كبيرة من الهواء من رئتيها وأجابتها بعبارات مرتبة تبدو مقنعة لمن يسمعها من المرة الأولى
هقوله أنا فوت عليكي بعد الكلية وإنتي كنت راجعة البيت بعد ما جبتي طلباتك من السوبر ماركت واتقابلت معاكي وكنت شايلة عنك شنطتك وجه الحرامي وشدها مني فاتسرقتي ساعتها.
بدا سردها منطقيا ومقبولا فقالت وهي تومئ برأسها
ماشي وربنا يستر.
استوقفهما أحد معاونين القسم متسائلا في جدية
خير يا هوانم
في التو حادثته دليلة بنبرة ثابتة
أنا عايزة أعمل بلاغ سړقة.
نظر إليها بإمعان قبل أن يأمرها
طب تعالي ورايا.
من الناحية الأخرى لمحها أحد هؤلاء الذين يعملون سرا مع أتباع الهجام ممن ينقلون آخر الأخبار الأمنية المتعلقة بهم إلى كبيرهم. كانت ذاكرته جيدة فاستطاع أن يألف ملامحها بسهولة وتحدث مع نفسه في شك سرعان ما تحول إلى يقين
مش دي نفس البت! آه هي! هو أنا هتوه عنها
ظلت عيناه كالصقر تتابعان تحركاتها وهو لا يزال يسأل نفسه
بس يا ترى جاية هنا ليه المرادي
التقت بأحد الضباط المكلفين بمتابعة جرائم السړقة وراحت تسرد له تفاصيل حادثتهما وكأنها الشخص المنوط الذي تعرض للأمر وليست شقيقتها المڤزوعة كذلك أعطت وصفا إلى حد ما دقيقا عنه ليحضر الضابط ألبوما ضخما يحوي في صفحاته صورا فوتوغرافية لكل من ألقي القبض عليه في هذه النوعية من الچرائم. 
بعد فحص وتمحيص وتدقيق لما يقرب من ربع ساعة استطاعت دليلة التعرف إليه فأشارت إلى صورته صائحة بحماس
ده يا حضرت الظابط.
أخذ الألبوم منها وتأمل صورته مكررا سؤاله عليها
إنتي متأكدة إن هو ده اللي سرقك
العلامات المميزة بوجهه والمتمثلة في الندوب والچروح القديمة جعلتها قادرة على تمييزه والتعرف عليه لذا بما لا يدع مجالا للشك ردت
أيوه متأكدة مليون في ال 100 .. أنا عرفته
 

تم نسخ الرابط