مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفيّ
المحتويات
عبوة بتخرج منتهيه الصلاحيه العصاير بتكون طازجه والتعبئه بتم باعلى التقنيه ومافيش أي شوائب ولا غبار على أي منتج بنصنعه انا فى السوق بقالي اكتر من عشر سنين وبصدر بره مصر وداخل المحافظات وعمر ما فى شكوه اتقدمت ضدي أكيد الموضوع فى غلط والا يكون سوء تخزين من السوبر ماركت المصنع مالوش دخل بيه يبقي للتحقيق والاتهام اللى بيتوجهلي يتوجه للمسىول عن الهايبر او الماركات اللى الأطفال دي اشتريت منها مش أنا
اغمض عيناه بقوه غير مصدق لكل ما يحدث امامه الان ابتلع ريقه بصعوبه لم يستوعب الأمر
رفع الضابط حاجبيه باستنكار والله أنا اللى عنده قولته وعملت اللى عليه لو ينفع تحل المسئله ودي يكون افضل أنا بقولك الكلام ده عشان أنا واثق ان فى حد ضدك وعايز يوقعك بس نا مضطر احجزك بالتخشيبه انهارده والصبح تتعرض على النيابه انا هنا بشوف شغلي
دلف العسكري يخبر الضابط بوجود المحامي الخاص بنديم والذي اذن له الضابط بالدخول
دلف المحامي بهمه ونظر الى نديم يحاول اطمئنانه ولكن يبدو بان نديم شاردا بتفكيره جلس المحامي يستعلم من الضابط عن سبب وجود موكله نديم الصيرفي وما هي التهم المتوجهه اليه وظل الحديث قائم بينهم لعده دقائق الى ان أمر الضابط بوضع نديم بعرفه النبطشيه بعدما حاول المحامي اقناعه بدفع كفاله ولن موكله غير مسىول عن كل ما نسب اليه من تهم اشفق الضابط على حالته فهو يعلم بمعادن الناس وشعر بان احد يريد الايقاع به لذلك لم يضعه بالحجز وسط المجرمين وقرر وضعه بعرفه الضابط النبطشي الى ان يتم عرضه على النيابه
حاول رسم البسمه على محياه ثم اقترب منها بلهفه مسد على كتفيها أنا آسف وعدتك هرجعلك بس واضح ان الموضوع كبير بس ماتقلقيش ربنا معايا وأنا ماعملتش حاجه غلط عشان اتعاقب عليها
همست بخفوت أنا واثفه من كده
اصطحبه العسكري تحت انظار الجميع ظلت تتابعه الى ان توارى عن الانظار
غادرو قسم الشرطه وعلامات الڠضب مرسومه على صفيحه وجوههم ايقنت لحظتها بأن الأمر لن يمر بسلام الا ان تلتقي بتيام لتجعله ينهى ذلك الحوار اللعېن
ضحك بقوه عندما اخبره مجدي بانه تم القاء القبض على نديم الصيرفي
براڤو عليك يا مجدي مش عايز حد يعرف باهالي العيال دي ولا حد يقدر يوصلهم
اطمن يا باشا هم تحت عنيه والفلوس اللى اخدوهم مش قليله هم هينفذو اللى مطلوب منهم بالحرف
عاد بظهره للخلف وهو يتنهد بارتياح ويتحدث بشړ أنا هكتفي بقرصه ودن بس لابن الصيرفي عشان يبعد عن طريق فيروز أنا مش هسمحله ياخدها مني تاني اما هي بقى واثق انها هتيجي جري وقبل الميعاد اللى أنا محدده كمان وساعتها بقى نديم هيختفي من حياتها والا اخفيه من الحياه باكملها
ابتلع مجدي ريقه بصعوبه وهو يرا نظرات الشړ التى سيطرت على حاله تيأم وحاول الابتعاد عنه بتلك اللحظه
حضرتك تؤامر وأنا انفذ يا باشا
اشاح بكفه ليغادر مجدي مكتبه امشي انتي دلوقتي واستني مني فون اقولك الخطوه الجايه ايه ننهي الموضوع ولا نسيب نديم لقدره داخل زنزانه صغيره وكل مصانعه تتشمع ويخسر كل حاجه
تمام يا كبير اللى هتؤامرني بيه هنفذه بعد اذنك يا باشا
غادر مكتب تيام ليتنفس الصعداء ثم غادر الشركه باكملها ليستقل بسيارته وهو يزفر بضيق ويهمس لنفسه بقلق
ربنا يستر عليا من شرك لم
تقلب ماتعرفش مين عدوك من حبيبك وربنا معاها فيروز دي هتعيش ايام سوده مع انسان مريض زيك بس هعمل ايه مافيش فى ايدي حاجه اعملها غير انفذ اوامرك عشان اتقي شرك
بعد ان غادرت مركز الشرطه عادت الى شقتها ثم دلفت لغرفتها لا تريد التحدث الان ودعهم براء مصطحبا زوجته وابنته وترك عامر وزوجته بجانب فيروز
لم تنم طوال الليل ولم يغمض لها جفن ظلت بغرفتها تزرعها ذهابا وايابا تنتظر شروق الشمس لتذهب الى تيام وتتحدث معه لانهاء تلك الكارثه الذي اوقع بها نديم
اشرقت شمس الصباح لتحمل معها الحزن والشقاء فعندما بزغ الشروق وانارت اشعتها الذهبيه داخل غرفتها لم تشعر بدفئها بلا شعرت بانها تحترق ابدلت ملابسها لتغادر منزلها دون ان يشعر بها احد استقلت سيارة أجرة اخبرت سائقها بمقر شركه النحاس كان قلبها يرتجف بقوه يكاد يخرج من صدرها بسبب ما تمر به الان
ظلت تناجي ربها بان يحفظ لها حفيدها ويرده إليها سالما لم تبكي لانها واثقه بكرم الله سبحانه وتعالى بانه سوف يقر عينيها برؤيته وانه
سوف يتجاوز تلك المحنه لا تردد الا بالدعاء ظل نبيل بجانب جدته يخشي عليها بان يصيبها مكروه من شدة حزنها على شقيقه لذلك ظل جانبها محتضن اياها يريد ان يطمئن نفسه باحضانها الدافئه يريد ان يستمد قوته منها لاجل إخراج شقيقه من تلك المحنه ابتعد عن احضانها بهدوء ليطبع قبله حانيه اعلى جبينها وهو ينهض ليعتدل فى وقفته
ادعي لنديم يا تيته يعدي الازمه دي على خير ويرجع معانا البيت أنا رايح مع المحامي للنيابه وربنا معانا
نظرت له بحزن هو أنا بعمل حاجه يا بني غير الدعاء وعارفه وواثقه ان ربنا هينصره وهيفك كربه وهشوفه بخير
ان شاء الله يا حبيبتي
ترجلت من سياره الاجرة امام صرح شركته الضخم ثم سارت بخطوات متبطئه تحاول ان تقدم قدم وتأخر الأخرى
الى ان صعدت حيث الطابق المنشود وقفت امام سكرتيرته مكتبه
ممكن أقابل مستر تيام
مين حضرتك
فتح تيام باب مكتبه فقد كان ينتظر قدومها على احر من الجمر وعندما شاهدها وهي تدلف داخل شركته عبر كاميرات المراقبه التى يضعها بكل مكان نهض عن مقعده ليقف فى انتظار قدومها
فتح الباب على مصراعيه وتقدم منها بخطواته الثابته يرحب بوجودها
اتفضلي يا فيروز كنت متاكد انك جايه
دلف ثانيا لمكتبه لتسير فيروز خلفه بتوتر ليعود تيام بغلق باب مكتبه
ثم اشار إليها بالجلوس اتفضلي استريحي تحبي تشربي ايه
لم تجلس ولم تستمع له من الأساس تنهدت بقوه ثم هتفت بضيق
انت عايز مني ايه وليه عملت كده فى نديم
اجابها ببرود سبق وقولتلك عايز ايه وهكررها تاني أنا عايزك انتي يا فيروز ومش هتنازل عنك لنديم تاني وعشان خاطرك بس نديم لسه عايش كل الحكايه مجرد قرصه ودن والقرار النهائي يرجعلك انتي بقي عايزه ايه
نديم يخرج فى أسرع وقت
اعتبريه حصل بس المقابل
همست بصوت مهزوز وعيناها تنساب بدموع القهر موافقه اتجوزك
لم يصدق اذنيه اقترب منها بلهفه كاد ان يلامسها ولكن استوقفته پحده وتراجعت للخلف
خليك مكانك اوع تقرب مني خطوه واحده انت لسه غريب عني
ضحك بخفه مش مهم المهم انك ليا فى الآخر نكتب كتابنا الاول وبعدين اخرجه من كل التهم اللى متقدمه ضده
ابتلعت ريقها بتوتر وهمست بصوت هادئ ماينفعش
اجابها پحده ليه ما ينفعش عايز اعرف كنت امبارح بس عايزه ترجعيله في ايه مميز عني چرحك وطلقك وبردو لسه بتحبيه وكنتي مستعده ترجعليه ليه هو وأنا لأ ليه
زفرت انفاسها بقوه لتهمس بثقل أنا حامل وعشان كده قولتلك ماينفعش
جحظت عيناه پصدمه حامل
لتستطرد قائله بس نديم لسه مايعرفش
ولا هيعرف وابنك هيكون ابني نديم لو عرف هياخده منك وأنا ممكن اكتبه باسمي كمان
رمقته بنظرات غامضه أنا لازم امشي وحضرتك تكمل باقي الانفاق نديم يخرج انهارده
ثم همت بمغادره مكتبه ليستوقفه بصرامته المعتاده
فيروز حياه نديم فى قبضتي أنا
بعد ان غادرت فيروز مكتبه اخرج هاتفه ليضعط زر الاتصال وعندما اجاب الطرف الاخر
ايوة يا مجدي بلغ اهالي الاطفال يتنازلو عن البلاغات اللى ضد نديم وابعتلهم باقى الفلوس لم يتم التنازل ومافيش أي صور او تصريحات تخرج للصحافه انت فاهم
زفر بضيق ثم أغلق الهاتف ليشرد بذهنه باول لقاء جمع بينه وبين فيروز فقد مر على ذلك اللقاء عام والى الان لن ينسي ذلك اللقاء
الفصل السابع والعشرون
كانت تتفل بالنادي بيوم عطلتها وفجأة اتاها صوت صړاخ ومشاجرة حاده على مقربه منها واذا بصوت بكاء الصغير الذي هز قلبها جعلها تسير اتجاه ذلك البكاء والرجاء الذي ېمزق قلبها تسمرت مكانها عندما وقعت مقلتيها على مشاجرة زوجين والطفل الصغير يقف بينهم يبكي بشده ويترجى والدته بان يظل مع والده ولكن الام ترفض وتوبخه ثم قبضت على كف الصغير لتجعله يبتعد عن والده ويغادرون المكان رغما عنه لم تستطيع السكوت اكتر من ذلك فقد اشفقت على هذا البرئ فوجد نفسها تقترب منهما كالاعصار وقفت حاجز بينهم ونظرت للزوجه پحده
انتي ازاى كده مش ده ابنك اللى مڼهار من العياط والصړيخ ازاى حالك قلب تمنعيه عن والده وكمان تجبريه يمشي دلوقتي معاكي ده طفل صغير حرام عليكي يشوف كل الخناق والصوت العالي قدامه انتي كده بضري بابنك ممكن تدخليه فى مشاكل نفسيه حرام عليكي اتقي الله
جحظت عين والده الطفل وشلت الصدمه حواسها عندما ترك طفلها كفها ووقف يضم بقدم الفتاه
وهو يهمس بصوته البريء بليز عايز بابي
تنهدت فيروز بقوه ثم رمقت والدته بنظرات غاضبه حضرتك لو في أي خلاف بينكم
متابعة القراءة