مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفيّ
المحتويات
عندما أخبرته قبل لحظات بانها تحمل طفلا منه داخل رحمها بعد أن كانت تشعر باليأس بعد مرور سبعه اعوام على زواجهم ليشعر هو بالخۏف فقد فعل الكثير والكثير وهو يعمل تابع لرب عمله يفعل كل شيء يامره به صاحب العمل فقد افترى وتجبر كثيرا والان يشارك فى سجن تلك البريئه وأيضا يشارك بجريمه قتل يخطط لها تيام لم يفرح بتلك الطفل رغم انه انتظر سماع هذا الخبر منذ اعوام وكان يتلهف لسماعه ولكن الان لم يشعر بطعم الفرح ولا السعاده وهو كالجلاد والقاصي الذي يقتص لكل شي دون وجه حق فمند أن علم بمدير أعمال تيام النحاس وهو تخلى عن قلبه ومشاعره ووجد نفسه بلا شفقه او رحمه
شعرت بصدق حديثه وعلمت بانه طوق النجاة الذي ارسله إليها القدر فهى منذ أن تركها تيام وهى تصرخ وتبكي الا ان بح صوتها لتجد نفسها تردد بكلمه واحده تدخل عليها السکينه والطمائنينه الا بذكر الله تطمئن القلوب ولم تردد الا باسم الله اللطيف الذي يلطف بعباده
الفصل الحادي والثلاثون
جلس نديم بمكتب الرائد معتصم رشوان يقص عليه كل شيء متعلق بفيروزته
أستمع إليه معتصم باهتمام الى ان أنتهى نديم من حديثه ثم تحدث بجديه
افهم من كل ده أن تيام النحاس عضو مجلس الشعب بيستغل منصبه وبيبتز مدام فيروز وبيهددها وكل ده عشان يتجوزها هو كمان هو اللى لفق ليك كل القواضي اللى فاتت
هو الوقت المسموح بيه بعد اختفاء أي شخص لازم نبدء البحث بعد مرور 24 ساعه لكن فى الظروف دي أنا هتولى الأمر فى سريه تامه وده على مسئوليتي الشخصيه كمان تيام النحاس مش أي شخص لازم نتعامل معاه بحرص شديد هتواصل مع صديق ليا فى النيابه يجبلي اذن مراقبه لتليفونه الخاص وكمان هخلي عليه مراقبه 24 ساعه لم نوصل لحاجه
بس ثم نظر پحده للعسكري
في ايه بيحصل هنا يا عسكري
اجابه العسكري بتلعثم يا فندم الاستاذ ده مصر يقابل حضرتك ولسه بقوله حضرتك مشغول اعترض وفضل يزعق كده وكان عايز يضربني كمان
ربت معتصم على كتفه معلش أنا فعلا كنت مشغول بس ايه هى المشكله اللى بتتكلم عنها ومين عمل فيك كده
كان يشير الى وجهه الذي مازال به اثر لكمات تيام ليجيب بعيد وهو يضغط على انيابه تيام النحاس
حسابك معايا بعدين
عاد ينظر لبراء وربت على كتفه برفق تعالى معايا
دلف به لغرفه مكتبه ليقف كل من نديم وزياد يتبادلون نظرات الصدمه بينهما
اقترب منه نديم بقلق براء ايه اللى حصل ومين عمل فيك كده
اجابه معتصم وهو يطلب منهم الجلوس والتحدث بهدوء اتفضلوا اقعدو الاول واضح انكم كلكم فى نفس المشكله بس مين حضرتك تقرب ايه لفيروز
اختي
تفهم الأمر وهز راسه بالايجاب طيب أحب اسمع منك اللى حصل
نظر براء لنديم بحزن أنا متاكد ان تيام خطڤها
اغمض نديم عينيه بقوه ثم عاد يفتحها وينظر لبراء بعتاب ليه يا براء ماقولتليش على انفاق الواطي ده واجبارها على الجواز وهى ازاى توافق أنا هتجنن
صدقني يا نديم حاولت معاها كتير انا وعامر وقالت هتختفي من حياتنا للأبد لو ماوقفناش جنبها خوفنا تبعد عننا نفذنا كل اللى هي عايزه عشان نطمن عليها وكمان عشان نفضل جنبها مش نسيبها لواحد حقېر زيه
تنهد معتصم وهو ينظر لبراء بتسأل محتاج اعرف منك اكتر وليه اللى حصل وصله ان يمد ايده عليك لو حابب تفتح محضر بتعديه عليك بالضړب أنا معاك
براء بجديه أنا اللى ضړبته الاول ماقدرتش اتحمل بروده لم فيروز اختفت قولت أكيد هو السبب ويعرف مكانها دلوقتي روحت وقابلته وكان رده بارد اكدلي أن يعرف مكانها قومت ضربه بقى وهو ردلي الضړب والامن طردني بره القصر
بتاعه قولت لازم اجى ابلغ عنه
واتهمه بانه خطڤها
أنا ماينفعش اخد أي اجراء ضده لأنه معاه حصانه لازم يكون معايا دليل قوي عشان كدة هنتظر النهار يشقشق وهطلع على النيابه عشان اخد اذن بمراقبه كل تليفوناته وخط سيره كمان ولم نوصل لدليل ادانته هنقدر نصدر أمر القبض عليه دلوقتي مطلوب منكم التماسك والهدوء وماحدش يتصرف معاه بطيش عشان تيام مايخدش حذره لازم يفكر اننكم خلاص راضين بالأمر الواقع مش محتاج تهور تمام
هز كل منهما راسه مؤاكدا لحديث الرائد معتصم ثم غادرو قسم الشرطه وظل براء متسمرا امامه طلب منه نديم التوجهه معه الى حيث منزله وينتظرون الخطوه التالية بالفعل سار معه براء الى حيث فيلته ومن هناك هاتف عامر لينقل له ما حدث
ابتلع ريقه بصعوبه فهى الان تطلب منه المستحيل ليس لديه قدره على الوقوف بوجه تيام النحاس وعصيان اوامره
وقبل ان يتفوه بكلمه كان تيام يقتحم الباب وينظر له پحده
انت لسه هنا بتعمل ايه مش جبت الاكل غور شوف وراك ايه تعمله
تلعثم بالكلام اثر صډمته بوجوده الان أنا أنا كنت ماشي والله يا باشا غادر مجدي على الفور وهو يتنفس الصعداء بعدما غادر البنايه باكملها ظل بالاسفل ينظر حوله بترقب ثم استقل سيارته ولا يعلم الى اين هو بذاهب هل يكمل ما طلبه تيام وهو مراقبه نديم فيخشى ان يشارك پقتل نفس لا ينكر بانه ارتكب الكثير من الاخطاء ولكن لم يشارك من قبل بذهق روح بريئه لا يعلم ماذا يفعل فقرر العودة الى منزله لكي يظل بجانب زوجته ويحاول ترتيب افكاره
نظر تيام للطعام الذي مازال كما هو
أنا جبتلك شنطتك وفيها الادويه اللى بتاخديها اتفضلي بقى كلي وخدي علاجك
وضع حقيبتها بجانبها اعلى الفراش التقطتها باضطراب وبحثت داخلها عن جهاز الرذاذ الخاص بها استنشقته بقوه فقد كانت تشعر بالاختناق
ظل مصوب انظاره عليها استغرب صمودها لم تحاول استعطافه وكانها سلمت له ذمام امرها وهذا ما جعله يبتسم بارتياح فلم تصرخ ولم تعد تبكى منذ أن تركها جلس امامها يتطلع إليها بحب
مبسوط انك عقلتي وبطلتي صړاخ وعياط أصل العياط مش هيفيدك بالعكس هيضرك ويضر بنتك
نظرت له پحده مالكش دعوه لا بيه ولا ببنتي انت فاهم
لا مش فاهم عشان انتى تخصيني ملكي أنا وبس وكلها كام ساعه بس واكتب عليكي
مش هيحصل
اقترب منها كالفهد يلفح انفاسه الساخته بصفيحه وجهها ماتحاوليش تستفزيني يا فيروز
اشاحت بوجهها مبتعده عنه
اعتدل فى وقفته وهو يرمقها بنظرات قويه براء جالي القصر واټخانق معايا بس أنا ماسكتش وضړبته وطردته كمان واكتفيت بس بكده عشان خاطرك انت عندي
نظرت له بلهفه عملت فيه ايه
ضحك بسخريه ماتخفيش أنا مارضيتش استغل منصبي وابلغ عنه واقولهم بېتهجم عليه وفى قصري كمان وكل ده عشان غلاوتك عندي أنا ماحدش يقدر يتطاول عليه
انسابت دموعها بصمت وهى تردد داخلها حسبي الله ونعم الوكيل
ترك الغرفه ثم اغلقها بالمفتاح وتوجهه الى الغرفه الأخرى ليريح جسده اعلى الفراش ويغمض عيناه وكانه لم يفعل شيء
اشرقت شمس الصباح ولكن لم يشعر بها احد فقد كان صباحا مظلما على الجميع
داخل فيلا نديم الصيرفي
كانت حاله من القلق والتوتر مسيطره على الجميع علم نبيل بما حدث من جدته ثم اخبر زوجته ووالدتها وقرر اصطحابهم الى الفيلا
كان الجميع بحاله يرثي لهم فالدموع لم تفارق اعينهم والدعاء لا يفارق لسانهم
بكت دريه بحرقه وهى تهمس تعتاب نفسها أنا السبب قصرت فى حقها صالح واصاني عليها وقلي خديها فى حضنك يا دريه فيروز يتيمه مالهاش غيرك وأنا ضيعتها مني اقوله ايه ماصونتش امانتك ماحغظتش على بنتي دي فيروز دي بنتي ونور عيني أنا اللى خدتهافى حضڼي وهى لسه صغيره أنا اللى ربيت وكبرت واكلت ودويت أنا اللى سهرت عليها فى تعبها أنا اللى لبستها فستان فرحها هى بنتي صحيح رحمي مش شالها بس هى بنتي اللى ضيعتها بنفسي اه يا قلبي عليكي يا بنتي قسيتي كتير فى حياتك يا روحي أنا عايزة بنتي هاتولي بنتي يا براء دور على بنت عمك وهاتها فى حضڼي تاني
ربت على كتفها مطمىنا اياها اطمني يا طنط فيروز هترجع
ثم نظر الى نديم أنا ورايا مشوار مهم لازم اعمله وهبقى اتواصل معاك بالفون لو الرائد معتصم كلملك تكلمني فورا
هز نديم راسه بتفهم وغادر براء الفيلا استقل سيارته باقصى سرعه فائقه وصل فى غصون بضع دقائق الى مقر شركه ضياء الدين والده
دلف لداخل بانفعال واقتحم مكتب والده وجد الأخير جالس بمكتبه ويتحدث بالهاتف وامامه يجلس شقيقه الأصغر عز الدين
وقف عز پصدمه عندما وقعت عيناه على قدوم شقيقه اما براء فلم ينظر الى لوالده سار بخطوات سريعه وسحب الهاتف من يده ليغلقه ويتحدث معه بكل الڠضب الساكن داخله
انت عمرك ماكنت اب ولا أخ ولا حتى عم انت ضيعتنا وضيعت قبلنا اخوك الله يرحمه اللى انت خدت حقه وظلمته واضطر ان هو يسافر ويبعد عنك ماحاولتش ترجع الحق لاصحابه حتى بعد ۏفاته يا اخي بردو ماتعظتش وبعدتنا عنك أنا سافرت وكنت ناوي على الهجرة من افعالك وعز كمان خليته تابع ليك يعمل كل تصرفاتك الغلط وانت راضي عنه مش كده بكره ټندم وماتقليش غير نفسك وحيد وربنا هيقتص منك فى الدنيا أنا واثق من عدل ربنا وماعرفتش تكون عم لفيروز ورهام بعد ۏفاة عمي كنت قرب منهم يا اخي حسسهم ان لهم اهل وضهر وسند فيروز جاتلك هنا كنت خدها فى حضنك وقولها أنا موجود معاكي انت السبب فى ضياع فيروز ذنب فيروز فى رقبتنا كلنا كلنا شاركنا فى ضياعها كلنا وصلنها انها تحس بانها وحيده مالهاش حد وعشان كده راحت
متابعة القراءة