أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


يقول پغضب 
قولتي إيه لآسر عن روزاليا 
عقدت حاجبيها من هجومه و حديثه الغير مفهوم ليواصل هو موضحا قصده قائلا پغضب ضاري
آسر امبارح قالي إني سيبته لروزاليا عن عمد و دي أول مرة يقول الكلام الفارغ دا من وقت ما قابلك 
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار و أردفت باحتقار 
مش مكسوف من نفسك و أنت راجل كبير كدا و مغفل آه والله ودي مش اهانه دا وصف 

اتسعت عينيه پصدمة من حديثها و كأنه أصيب بشلل مؤقت بينما واصلت هي ساخرة منه 
الكلام دا هو شعور ابنك الحقيقي و اللي حضرتك متعرفش عنه حاجة أنا أكيد مش هروح أقوله أبوك إنسان بشع و دمرك و دمر أخوك و اتفرج على مۏت أخوه كل يوم وهو عايش حياته عادي 
رفع حاجبه الأيسر و تغاضى عن سخريتها وحديثها قائلا بمكر حين ظن أنه قد ضمن صمتها 
بتحبيه ومش ھتأذيه مش كدا 
رفعت جانب فمها ببسمة ملتوية و تحركت تقف أمامه وتهمس له بمكر 
آه بحبه و بحب نفسي برضه و بحب أختي و أعمل أي حاجة في سبيل إن التلاتة دول يعيشوا مع بعض و ميتضروش 
عقد حاجبيه بعدم فهم و سألها بدهشة وخوف قصدك هتقوليله 
رفعت كتفيها بلامبالاة وجهل ثم نظرت إلى أظافرها و أردفت بعبث غامزة له بطرف عينها إلا لو عملت إللي هقولك عليه بالحرف ساعتها هتنتهي المأساة دي وكل واحد يشوف مصلحته 
ضيق عينيه ثم أردف متسائلا پصدمة أنت بتبتزيني 
ضحكت بخفة و أردفت بجفاء وهي توزع نظراتها المحتقرة فوقه 
و أنت كنت هتسجنني متعملش فيها إمام مسجد عشان مش لايق عليك هااا هتوافق ولا لأ أنا مش فضيالك ومش بكرر عروضي 
بلل شفتيه قائلا بعدم ثقة وأنا أضمن إزاي إنك مش هتضريني 
زفرت أنفاسها بملل ثم أردفت بهدوء 
أنا لايمكن أضر ابنك بيك ولا بغيرك و دا السبب الوحيد لوجودي هنا أنا عايزة الحړب دي تخلص منغير خساير 
عقد ذراعيه أسفل صدره و أردف بتكبر وسخرية 
مش عيلة زيك اللي هتقولي أعمل إيه أنا هعرف ارجع ابني لبيته قريب و اخلصه منك و صدقيني ساعتها مش مهما قولتي مش هيصدقك 
لن تنكر أنه أرهبها داخليا من فرط كراهيته لها و التي صرح بها الآن مع تهديده الواضح أن هناك معركة جديدة على وشك الإندلاع لكنها هزت كتفيها بلامبالاة و تحركت إلى الخارج تردف ببسمة صغيرة ساخرة اللي عندك إعمله و أنا هعرف اتصرف متقلقش عليا ياحمايا 
غادرت المنزل بقلب مفطور لأجله من قسۏة والده إلى درجة إلحاق الضرر بها ولسان حالها يهمس لها من أين يملك هذا الرجل كل هذا التسلط و الجبروت و أتت الإجابة على هيئة فريدة التي أوقفتها قائلة بمكر 
إيه دا سديم عندنا معقول آسر جوا وأنا معرفش 
تغاضت سديم عن إيحائها أنها من أصحاب المنزل و هي مجرد ضيفة تحل به
و ترحل بعد فترة وجيزة و لكنها لم تتغاضى عن سؤالها المتبجح عن زوجها و أجابتها ببرود و سخرية خفية ظنت الأخرى أنها صدق 
آه آسر مستنيك أصلا جوا أنا اللي همشي دلوقت 
ظهرت بسمتها وهزت رأسها بالإيجاب وهي تتمايل بحركتها تجاه الداخل و تردف بلطف زائف 
اوكاي ياروحي هدخل أشوفه 
تركتها سديم وتوجهت إلى سيارتها ضاحكة من تصديق تلك الساذجة لها و همست و هي تدلف بالمقعد المجاور للسائق 
رخيصة 
ثم رفعت صوتها تتحدث إلى نائل قائلة پغضب تخيل دي واحدة أختها لسه مېتة قال هدخل أشوفه قال هبلة أوي يعني 
نظر نائل حيث أشارت ثم عقد حاجبيه حين وجدها تواصل پغضب بس العيب مش عليها العيب على اللي سايب مساحة لكل دااا 
هز رأسه بالإيجاب و قد أردك سبب ڠضبها و تحرك بالسيارة مغادرا المنزل وهو يؤكد على حديثها 
بالظبط كدا هي لو كانت لقيت وش خشب من الراجل مكنتش اتمادت و استنت منه حاجة تاني 
هزت رأسها بالإيجاب وأكدت على حديثه ثم أردفت بتذكر 
كويس إني افتكرت هنروح للمحامي الأول يانائل و بعدها نشوف عمو عاصم 
هز رأسه بالموافقة و أردف بلطف و محبة بس كدا دا إحنا عنينا الإتنين لسديم هانم بالمناسبة أنا ظبطت خلاص مع سواق نيرة و بصراحة فهد هو اللي ساعدني لأنه ليه معارف أكتر مني شوية و من بكرة هيبقا عندك عشان يبدأ يوصلها ومتقلقيش فهد مش بيختار عشوائي يعني اللي هيجيلكم هيكون ثقة و أمان وعشان تطمني أكتر هروح معاهم أول يوم واتعرف عليه بنفسي 
ابتسمت له و همست داخلها بحزن ليت أرواح الجميع تصبح صورة طبق الأصل من روحك فتنتهي معاناة أهل الأرض مع بعضهم البعض لاحظ نائل شرودها و نظراتها المسلطة عليه ليسألها بدهشة واستنكار إيه دا فيه إيه أنا قولت حاجة غلط 
أطلقت أنفاسها بإنهاك و فتحت حقيبتها تسأله بتسلية وعبث 
صحيح يا واد يانائل هو أنت مش بتشتغل ولا واخد أجازة تعارف عليا ولا إيه حكايتك بالظبط دا أنت مهتم بمشاويري أنا وأختي أكتر مني أنا نفسي 
نظر إليها باشمئزاز و أجابها بنظرات محتقرة و نبرة ساخرة مستنكرا طريقتها بالحديث 
واد يانائل و إيه أجازة تعارف دي قال دارسة برا قال دا أنا مشغلكيش بواب في شركة 
ضحكت بقوة بعد أن حدقت بمعالم وجهه الساخرة واستمعت إلى رده الفكاهي ليواصل هو بلطف 
أيوه كدا اضحكي ياشيخة محدش واخد منها حاجة بلا فهد بلا آسر بلا خيبة والنبي إحنا ملناش إلا بعضينا تعرفي
يابت ياسديم 
واصلت ضحكها خاصة حين تعمد الحديث بنفس طريقتها راغبا بالتخفيف عنها و قد هون عليها كثيرا و اعتادت تواجده بالأيام الماضية بعد حفظ سرها رغم رفضه تصرفها بتناول حبوب تمنع
الحمل ولكنه تصرف كصديق أمين واختفى عن أنظار الجميع لأجلها تنهدت وواصلت حديثها الممتع معه ببسمة عابثة
عرفني يانائل 
بادلها التنهيد و وزع نظراته بينها و بين الطريق يقول غامزا لها 
أنا بحمد ربنا إني انفصلت و مكملتش جوازتي الأولى تخيلي كدا لو كانت بتحبني و عرفت إن ليا بنات خالة أحلى من بعض كانت هتخنقني بقاا و سين و جيم زي البت أسيف و فرح ما خانقين فهد و تيم رايح فين جاي منين بتكلم مين لكن
كدا أنا حر و عارف اتفاهم معاكم أصل راجل يقدس الحرية أوي 
رغم أنه اخبرها بطلاقه من زوجته الأولى و لكنها لأول مرة تلاحظ هذا الجزء الساخر من شخصيته تجاه أزماته و بساطته في التفاهم مع حاله ربتت فوق ذراعه و أردفت بلين و محبة 
أنت راجل بكل المقاييس يانائل و أنا متأكدة إنها غبية عشان تخسر كنز زيك 
رفع حاجبه بعدم تصديق و خطڤ نظرة سريعة ناحيتها و هو يسألها بجدية 
دي مش مجاملة 
عقدت حاجبيها و أردفت بهدوء شايفني بعرف أجامل أكيد بكلمك بجد ليه قولت كدا 
بلل شفتيه بتوتر طفيف ثم أردف بصراحة كنت فاكرك هتشوفيني تافه 
ازدرد رمقه بصعوبة ثم واصل متسائلا تعرفي سبب انفصالي عنها كان إيه
اعفته من الحرج بعد أن توقعت السبب مستنبطة إياه من كلماته و نبرته لذلك أردفت بثقة واضحة 
لأ أنا مش سطحية عشان أقول عنك كدا تافه ولو هي شافت كدا يبقا ربنا نجاك منها متستاهلش تفكيرك حتى أنا دلوقت اتأكدت إنها غبية فعلا 
نظرت أمامها وعادت إلى شرودها من جديد بعد أن أكدت عليه خليك واثق إني لولاك مكنتش هعرف أعدى الفترة دي أبدا 
ابتسم لها بعد أن أعادت إليه جزء مفقود من ثقته بحاله خاصة أنه على يقين من صدقها الدائم و بعدها تمام البعد عن المجاملات و الحديث المزين و امتن داخله لاهتمامها به رغم جميع ما يدور حولها من مصائب و إن كان محلها لأصابته حالة من الإنهيار وعدم الصمود ألقى نظرة خاطفة عليها وأعادها من شرودها يسألها بقلق متذكرا سبب ذهابهم الأساسي إلى منزل زوجها دون علمه 
صحيح عملتي إيه مع جدة آسر وباباه 
زفرت أنفاسها بضيق بعد أن عاد إليها شعور القلق الداخلي من تهديده لها ثم بدأت تقص عليه ما دار بينها و بينهما منذ أن دلفت إلى الداخل ليعقد حاجبيه پغضب و يردف بوجوم 
طيب لو راجل ېلمس شعره منك هو فاكر نفسه مين عشان يهددك بالمنظر دا في إيده إيه أصلا ضدك دا بدل ما يحترم محاولتك إنك بتلحقي ولاده من قرفه 
أشاحت برأسها و رفعت كتفيها بلامبالاة خارجية و أجابته ببرود 
معرفش ناوي يعمل إيه ومش مهتمة سيبه براحته لحد مااحكي لأخوه الأول عشان يبقا على علم بكل تصرفاتي 
راقبها نائل بحزن شديد ثم سألها بتردد ملحوظ خشية إثارة ڠضبها تجاه افتضاح أمر ثباتها الزائف أمامه 
خاېفة 
هزمتها نبرته المتعاطفة و قررت الإفصاح عن مخاوفها بعد أن ثبتت نظراتها الراكدة فوق ملامحه الحزينة لأجلها قائلة بصدق 
على نيرة مش عايزاها تدفع تمن ذنوبي يانائل ولا تمر بنفس اللي أنا مريت بيه لمجرد إنها أختي مش عايزها تشوف نفس اللي أنا شوفته نيرة مش هتستحمل أنت شوفت بعينك اڼهارت إزاي ساعة حكاية كريم 
حرك رأسه بتفهم و ربت فوق يدها يردف مبتسما و متعمدا بث شعور الأمان لها رغم خوفه هو أيضا عليهن بعد حديثها 
شوفت و فاهمك و متأكد إنك صح بس بلاش تحملي نفسك فوق طاقتها ياسديم إحنا مش هنعدل الكون و نيرة لو مكتوب ليها حاجة بيك أو منغيرك هتشوفها أنت دورك تكوني جنبها بقا في وقت الأزمة مش تروحي ترمي نفسك في جهنم و تقولي أنا بفديها أنا شوفت تجربة شخصية في الموضوع دا و
نيرة محتاجة دعمك بس من بعيد لبعيد سيبيها تغلط و تتعلم زيك ومټخافيش محدش بيشيل ذنوب حد هي مدركة وعارفة كويس أوي أنتوا بتتحاربوا من مين متقلقيش نيرة عاقلة و بتحبك وأنا مش هسيبكم أبدا مهما حصل 
هز رأسه كأنه يحاول الإفاقة ثم أردف بحدة طفيفة 
اطلعي يلاا للمحامي وكفاية نكد هعيط منك و أنا دمعتي قريبة 
هزت رأسها بيأس و هبطت من السيارة مبتسمة وعقلها يعمل على الكلمات التي قالها للتو هامسة لحالها ولما لا تهدأ وتتوقف عن تلك الحړب و الإنشغال بصغائر الأمور من حولها ابن الخالة معه حق هي بحاجة إلى هدنة و بحاجة أيضا إلى إيقاف الحبوب التي تتناولها لتتصالح مع نفسها أولا و تقبل ندبات ماضيها 
انقضى يومها بين المحامي و مقابلة عاصم الذي واقفها الرأى ببدء الحړب الباردة مع رأفت و العجيب في الأمر أن زوجها لم يحاول التواصل معها اليوم ترى شك بأمرها ليلة أمس ولم يقتنع أن هذا الدواء مجرد ڤيتامينات و منشطات كما هو مدون عليها من الخارج خاصة أنه فتح الزجاجة و أخرج فحواها فوق راحة يده يدقق النظر إليها وبعدها حدق بملامحها الهادئة ليتأكد من صحة ماتقول 
أعربت عن قلقها بصوت واضح موجهة حديثها إلى نائل المجاور لها 
آسر متصلش بيا خالص طول اليوم تفتكر شك في الدواء ودور عليه 
عقد حاجبيها و أجابها محاولا طمأنتها 
مظنش إنه هيركز أوي كدا يعني أغلب الناس بتاخد ڤيتامينات 
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت وهي بوابة المنزل القريبة منهم 
على العموم أنا أصلا هوقفه استناني هنا يانائل عشان تاخد وترميه في أي حتة 
ابتسم و أردف بتشجيع وهو يصطف بالسيارة خلف سيارة سليم 
أيوا كدااا ياشيخة بدل الړعب دا و الحركات اللي مش لايقة عليك قال تخبي الدوا قال فين سديم حبيبة قلبي البجحة اللي كانت تمسك الازازة و ترشقها في عين اللي قصادها راح فين استفزازك و عنادك و آآ
رفعت حاجبها الأيسر و قاطعته قائلة بتحذير 
نااائل خف صياااح خلاااص قولتلك استنى هطلع اجيبهالك ترميها 
وهبطت من السيارة و هي تهمهم باستنكار 
قال بجحة عيل دبش 
هبط هو أيضا يتمطأ بجسده قائلا لحاله بإنهاك 
يااه قعدة السواق دي وحشة جدا ربنا يكون في عون أي حد بيشتغلها 
وبالفعل لم ينتظر سوى دقائق وكانت ابنة خالته أمامه تضع الزجاجة داخل يده و هي تتحدث إلى الهاتف مشيرة إليه بعلامة لم يتمكن من فهمها وظن أنها تخبره أن ينتظر إنتهاء مكالمتها ووقف محله يراقب اختفائها بالحديقة الخلفية 
على الجانب الآخر و تحديدا في صالة الچيم المجاورة لمنزل نيرة المنفصل ضغط آسر فوق زر إيقاف الآلة و مال بجزعه العلوي يستند إلى يدها وهو يلهث بقوة وصدره يعلو و يهبط بسرعة جذبت انتباه سليم الذي وقف أمامه مباشرة بعد أن توجه الآخر إلى قفازات الملاكمة و شرع في ارتدائها يستمع إلى تعقيب ابن عمه الساخر على غضبه الغير مبرر من زوجته
مش قادر أفهم ليه كل العصبية دي ياآسر مراتك بتاخد ڤيتامين هي لازم تستأذنك قبل دي كمان 
ألقى القفازات پغضب و صاح زاجرا إياه على سخريته 
هو دا برضه اللي هيضايقني أنت بتستهبل ياسليم أو عارف حاجة و مش عايز تقولي عشان كدا بتبرر أي تصرف غريب بيطلع منها 
عقد سليم
حاجبيه و حاول إخفاء توتره خلف ستار الڠضب من حدة آسر المبالغ بها مع الجميع وهدر معترضا على أسلوبه المنتهج معهم 
وأنا هستهبل عليك ليه و إيه الطريقة دي ياآسر هو أنا لازم اسقفلك و أقولك أيوا مراتك عندها مشكلة عشان بتاخد ڤيتامين وبعدين ماأنت بنفسك قولت إنك عملت سيرش على الاسم و طلع فعلا ڤيتامينات دي مش طريقة كلام ولا تفاهم ولو دي طريقتك معاها طبيعي تتجنبك 
عقد الآخر حاجبيه و أردف مدافعا عن نفسه بعد أن شعر أن بالفعل هناك خطب ما و ابن عمه سليم على معرفة مسبقة به 
أنا شاكك في الحبوب ياسليم و خاېف يكون دوا اكتئاب تمام كدا وضحت الأمور 
ارتخت ملامح سليم و بدأ يتوتر داخليا من ظنون ابن عمه و لاحظ آسر اهتمامه لذلك أكمل على أمل أن يعاونه بطرف خيط عن حالة زوجته 
سديم مش طبيعية الفترة دي و كلنا ملاحظين دا ساكتة و سرحانة حتى وهي معايا أهي طول اليوم مختفية وجربت متصلش بيها ولا اهتمت ولا اتصلت تفتكر مشغولة بإيه لدرجة تهمل بيتها أنا خاېف تكون اتأثرت من الفترة اللي فاتت 
ظهر على ملامح سليم القلق من صدق ظنون ابن عمه لكنه حاول التشكيك بحديثه و أردف برفض مكذبا شيطان مخاوفه 
طيب و أنت ليه تشك في الدوا ياآسر تلاقيه ڤيتامين فعلا وهي زعلانة من حاجة تاني بلاش مبالغات 
زفر پغضب و أجابه وهو يضرب
 

تم نسخ الرابط