قصة كاملة بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
المحل .
يارا..شكرا يا رضوى... ممكن تناديلي بيبرس
بيه عشان عاوزاه ضروري .
رضوى..أمرك يا هانم بس لو في حاجة انا ممكن أساعدك فيها .
يارا بابتسامة متكلفة
معلش ناديلي بيبرس عشان مستعجلة شوية.
أومأت لها الأخرى ثم غابت بعض الدقائق
ليظهر المدعو بيبرس صاحب المحل و
الذي
رحب بها قائلا
أهلا و سهلا يارا هانم شرفتي المحل تفضلي .
المحل الذي أعجبها كثيرا لتطلق العنان
لرغبتها المدفونة و هي شراء الكثير من
مستحضرات التجميل مثلها مثل أي فتاة
تدخل محل ميكاب تاركة يارا تتحدث مع
ذلك الرجل....
يارا..ميرسي المحل منور بأصحابه.
تفرس بيبرس ملامحها المصاپة لكنه لم يعلق بل
رضوي قالت إنك عايزانى في موضوع مهم.
يارا..اه فعلا أنا كنت عاوزة أسألك من يومين
كده خرجت من عندكم طلبية بإسمي فممكن
لو سمحت اعرف كان فيها إيه بالضبط و مين
اللي طلبها .
بيبرس باستغراب..هو حصلت مشكلة في
الاوردر و إلا إيه
يارا بنفي..لالا إطمن كل حاجة تمام .
قادها بيبرس نحو الفتيات اللواتي يعملن عنده
جاءت إلى المحل منذ يومين و أخبرتهم بأنها
صديقة يارا و تريد شراء بعض المنتجات
كهدية لها بمناسبة عيد ميلادها و دفعت ثمن
الأشياء ثم طلبت منهم توصيلها لقصر عزالدين....
حاولت يارا التعرف على الفتاة من خلال وصف
البائعة لها لكنها لم تعرفها فهي كانت تشك بفاطمة و هانيا لكن أوصافها كانت بعيدة عنهما كثيرا.....
أروى بشراء العديد من مواد التجميل و العطورات
ركبتا السيارة لتقوم الأخيرة بإخراج محتويات
الأكياس لتريها ليارا التي كانت مشغولة في التفكير
بهوية تلك الفتاة.....
أنا إشتريت حاجات كثير عشان لوجي و فريد
و كمان طنط سناء بس يارب ذوقي يعجبها
و إنت كمان متقوليش إني نسيتك...أنا خذتلك
عشان متهيألي نفس البرفيوم بتاعك صح .
همهمت يارا بفكر مشغول و هي تنظر لزجاجة
العطر الفاخرة التي إختارتها لها أروى لتبتسم
لها على لطفها و هي تأخذ الزجاجة منها لترش
كانت تشبه نوعا ما عطرها المفضل الذي تستخدمه منذ سنوات.
في الجزيرة.....
إنتهت سيلين من أخذ حمام دافئ لتزيل عنها
بعض التعب و الإرهاق بسبب ركضها الطويل
في الحديقة التي كانت اشبه بغابة... إرتدت ملابسها ثم خرجت لتجد سيف يجلس على الفراش و يتحدث
في الهاتف
خده إرميه في أي مستشفى خليه يتعالج... و بلغني
بالجديد... إيه.. بقلك خليه يتعالج مش ېموت
انا عاوزه حي.... فتح عينك كويس و شغل دماغك
عشان أي غلطة هتكلفك حياتك إنت فاهم .
رمى الهاتف ثم وقف من مكانه و إستدار ليجد
سيلين تقف كالصنم و تنظر له...
تابع طريقه نحوها حتى وقف أمامها و هو يقول
أتمنى تكوني تأكدتي بنفسك إن أنا مش مچرم
رغم إنه لو كان واحد غيري كان قټله من سنين....
حركت رأسها بخجل و هي تعترف بداخلها أنها
تصرفت بغباء فهي لم تتأكد من مقټل آدم
لكنها كانت خائڤة و لم تدر ماذا تفعل في
تلك اللحظات...
شعرت بذراعي سيف تحيطان كتفيها ليسير بها
نحو الطاولة التي لم تنتبه لها سوى الان... رائحة
الطعام الشهية التي جعلت معدتها تصدر أصواتا
عالية تدل على جوعها فهي لم تأكل أي شيئ منذ عشاء البارحة...وضعت يدها على وجهها من شدة
الحرج و هي تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية
الاخفاء في تلك اللحظة....إنتظرت حتى تسمع
سخرية سيف او ضحكاته لكنه لم يفعل بل
أبعد يدها عن وجهها و أجلسها على الكرسي
بجانبه و هو يقول
تعشي و بعدين نامي...النهاردة تعبتي اوي
عديتي طول النهار و إنت في الجنينة .
بدأ يقطع الطعام إلى قطع صغيرة ثم وضع
الصحن أمامها لتبدأ سيلين الاكل بصمت
دون أن تناقشه....
في قصر عزالدين.....
نزلت يارا من السيارة بمساعدة أروى التي
كانت تتعثر بالاكياس التي كانت تحملها....
تفاجأت بسناء التي إندفعت نحوهما ما
إن رأتهما...
تفحصت وجه يارا و يديها و رقبتها و هي
تهتف بذهول
إنت كويسة...
أومأت لها يارا لتلتفت الأخرى نحو أروى
تلومها بشدة
قافلة تلفونك ليه و إزاي مقلتيليش على
اللي حصل... حاولت أتصل بيكي إنت و فريد
عشان أعرف مكانكوا بس محدش جاوبني....
اجابتها أروى بهدوء و
هي تواصل إسناد
يارا للداخل
معلش يا طنط خلينا نأجل الكلام داه لبعدين
عشان زي ما إنت شايفة يارا تعبانة و محتاجة
ترتاح .
لم يعجب سناء أسلوب أروى البارد في الحديث
معها لكنها قررت أنها سوف تتصرف معها
لاحقا....وقفت من مدخل الفيلا و هي تتابع
صعود زوجات إبناءها الدرج بغل و ڠضب
من صالح الذي جعلها تشعر بالحرج الشديد
أمام إلهام و التي كانت تجلس مع ندى في
الصالون تتابعان ما يحدث....
في الأعلى توقفت يارا أمام باب جناحها
ترمقه بنظرات خائڤة مما جعل أروى تشعر
بالاسف الشديد نحوها لتأخذها نحو غرفتها
قائلة
تعالي تعالي قولي بسم الله و خشي برجلك
اليمين.... خلينا نعمل حزب ستات بقى و نطرد الرجالة برا من أوضنا و من حياتنا كلها... هعملك
سهراية محصلتش هوصي على شيبسي
و بيبسي و سندوتشات شاورما و نسترجع بقى
ذكريات الجامعة اللي أنا أساسا لسه متنيلة مرزوعة فيها و أهو بالمرة أفرجك على الأغنية اللي
طالعة جديدة آخر مسخرة و الله أنا شفتها إمبارح
بالصدفة مقدرتش أنام من جمالها .
يارا باستغراب و هي تجلس على الكنبة
أغنية إيه أديل 2
أروى و هي تخرج هاتفها
أديل مين يا بنتي بقلك أغنية تهبل.. كلمات
إيه و ألحان إيه موهبة تستحق و إلا بلاش ..
المهم الأغنية إسمها شيمااااااء اااه شيماااء
أه باللحن ...أنا مش متخيلة حالة شيماءات مصر عاملة إزاي اليومين دول ربنا يكون في عونهم اكيد عاملين حجر صحي شامل...و عارفة شيماء دي طلعت إيه في الاخر بطة بيضاء .
2
ضغطت يارا على رأسها عندما شعرت بصداع
شديد. هي تبعد الهاتف قائلة
يا شيماء أرجوكي إرحميني...بطة إيه و أغنية
إيه دلوقتي بس.
أروى..شفتي مش قلتلك الله يكون في عونهم
بقلك إيه تعالي نامي على السرير أريحلك
رفضت يارا قائلة
مش عاوزة أنام أنا بس هرتاح هنا شوية
و اروح أوضتي لو سمحتي يا أروى هاتيلي
كباية مية عشان أشرب الدواء أصل الصداع
بدأ يزيد و أنا معادش فيا طاقة اتحمل أي
ۏجع .
وقفت أروى لتسير نحو المطبخ الملحق
بالجناح حتى تحضر لها بعض الماء و هي
تدندن شيماء ااه شيماء... يا نهار أسود أستغفر
الله العظيم يارب أنا إيه اللي خلاني أتنيل و اتفرج
عليها...
فتحت الثلاجة لتخرج علبة مياه ليلفت إنتباهها
علبة شوكولاطة كبيرة من تلك اللي يحضرها فريد
لها و للجين من ذلك المحل الفخم لتأخذها معها
حتى تتشاركها مع يارا....
إتفضلي المية .
أعطتها كوب الماء ثم وضعت العلبة على الطاولة
و هي تقول..أنا هروح اجيب لوجي مش هتأخر
عليكي.
أشارت لها يارا بيدها و هي تخرج حبة الدواء
من الشريط لتتناولها بلهفة علها تخفف عنها آلام
رأسها الذي جعل عيناها تدمعان.....
في المستشفى الذي يعمل به هشام....
كانت إنجي تسير في أحد الاروقة متجهة
نحو مكتب هشام الذي دلتها عليه إحدى الممرضات
فهي لأول مرة تأتي لزيارته في مقر عمله...وقفت
أمام الباب تقرأ الاسم المدون عليه باللون الأسود
و الذهبي هشام عزالدين....
ترددت قليلا قبل أن ترفع يديها لتطرق الباب
بينما عقلها كان مشغولا في البحث عن حجة
تبرر فيها وجودها هنا خاصة و ان علاقتها مع
إبن عمها قد إنتهت منذ تلك الليلة المشؤومة..
الأيام الأخيرة قضتها ضائعة لا تعلم بالضبط
ماذا تريد كانت تشعر بأن شيئا ما ينقصها رغم
أنها تقريبا حصلت على ما تسعى إليه لكنها
إكتشفت متأخرا انها قد خسړت أهم شخص
كان في حياتها...الشخص الذي لم تشعر بقيمته إلا عندما إبتعد عنها... كمعظم البشر لا يقدرون قيمة
الشيئ إلا عند فقدانه و هذا بالضبط ماحصل
مع إنجي التي لا تكف عن التصرف بأنانية
فهي تريده ان يعود كما كان معها من قبل لأنها
لم تشعر في بعده بالراحة و ليس لأنه يحبها.... 7
وقبل ان تلمس يدها
لوح الباب سمعت صوتا
تعرفه جيدا يتحدث داخل المكتب مما جعلها
تتصنم في مكانها من هول ما سمعته
أيوا زي ما بقلك كده يومين ثلاثة بالكثير
و يفتح المستشفى الخاص ببه و بعدها هييجي يطلب إيدي من عمي بصراحة هو عريس لقطة
و ميتزفضش بس انا مش عاوزة اتجوز أنا هبيع
المستشفى اول ما أحط إيدي على الأوراق
و بعدين أسافر أمريكا.... اه أمريكا حلمي من
و انا صغيرة.... المهم بقلك إيه هكلمك بعدين
انا دلوقتي في مكتبه بدور على اي وثيقة أستفيد
بيها...لما أروح البيت هبقى أكلمك سلام .
تراجعت إنجي إلى الوراء و هي تضع يدها
على فمها بعدم تصديق لما سمعته قبل أن
تلتفت راكضة لتنزل الدرج دون أن تدري حتى
إلى أين تذهب المهم أن لا تراها تلك الحية
التي تحاول الالتفاف على إبن عمها البريئ...
رغم كرهها له إلا انها لا تستطيع إنكار أن هشام شخص جيد و لا يستحق أن يخدع مرتين
فيكفيه ما فعلته فيه هي فلو نجحت وفاء
في خطتها ليس من المستبعد أن يتدمر
و يخسر حياته و هذا مالم تسمح به أبدا ....
وقفت في مدخل المستشفى و هي تتوعد لها
في سرها... ستريها من هي إنجي عزالدين....
الفصل الثامن
كانت هانيا تقف وراء باب غرفة لجين التي
تعمدت تركه مفتوحا قليلا بعد خروج أروى بالطفلة
تستمع ليارا و هي تحكي لها عن صالح و كيف
تعرفت عليه في الجامعة و كيف تزوج منها من
أجل الاڼتقام لكنها لم تحك لها التفاصيل و لم
تخبرها عن تهديده لها بأي صور أو فيديوهات....
إبتسمت بخبث عازمة عن إخبار فاطمة بتلك
الاخبار لتسارع خفية نحو المطبخ حيث
وجدت شريكتها تتذمر كعادتها من عملها كخادمة
في هذا القصر....
هانيا
إيه يا بنتي هو أنا كل مرة أجيلك فيها هنا
ألاقيكي بتخانقي ڈبان وشك .
فاطمة بتذمر منتيش شايفة القرف اللي أنا
عايشة فيه... أمي خدامة و ابويا جنايني
إمتى يا رب اخلص من الهم داه.
هانيا
قريب جدا إن شاء الله لما يغوروا الحربايتين
اللي فوق دول .
تنهدت فاطمة بتعب و هي تجيبها
مش باين أنا إبتديت أزهق من الحكاية
دي أنا بفكر أقتلها و خلاص.. .
إمتقع وجه هانيا پخوف و هي تلتفت حولها
مخافة وجود أي شخص قبل أن تأنبها
ششش إنت تجننتي...عاوزة تودينا في دهية
و خلاص .
إبتسمت فاطمة بغير مرح و هي تسخر منها
بداخلها فهي لاتعلم أنها مستعدة لقتل
الجميع حتى تحصل على صالح و ثروته....
تحدثت هانيا و هي ترمقها بشك بسبب
إبتسامتها المړيضة التي لاحت على ثغرها
بقلك إيه أنا كنت عاوزة أحكيلك حاجة
مهمة يمكن تساعدك في اللي بتخططيله .
رفعت فاطمة حاجبها مصححة لها
قصدك فلي بنخططله أنا و إنتي.
هانيا و هي تبرم شفتيها
ما أنا لسه معملتش حاجة في موضوعي .
فاطمة..يا بت إنت حكايتك أسهل من حكايتي
بكثير و بعدين ما إحنا حضرنا الطبخة و حاطيناها
عالنار و اهو قاعدين مستنينها تستوي...و إلا
فكرك فريد بيه ليه باقي عليكي لحد دلوقتي
رغم إن مراته كل يوم بتزن عليه عشان يطردك....
إبتسمت فاطمة بداخلها بخبث و هي ترى
لمعة عيون هانيا الغبية التي صدقت كلامها
بكل بساطة و كأنها ألقت عليها تعويذة ما
لتهتف بلهفة قائلة
بجد يا فاطمة...
متابعة القراءة