رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن
وهي تعلم أن كلامها غير صحيح هل هو داعى الأنتقام الذي كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذي أوقف عقلها في لحظة من اللحظات وصدقت كلام فاطمة وهربت بالأولاد.
عادت بذاكرتها سنوات طويلة وتذكرت لحظة دخول فاطمة عليها هي وعفاف ويظهر على وجههما علامات الفزع الذي كان مسيطر بشكل أكبر على وجه عفاف التي أخبرتها بأن فاطمة سمعت حوارا بين إبراهيم وحسين وعاملين عندهما في المصنع يخبروهما بأنهما يعلما أن علاقاتها بعصام قائمة من قبل أن يتوفى زوجها علي
بسنوات.
وأنه كان يراه بصفة مستمرة يصعد شقتها في وقت غياب زوجها ولا ينزل إلا بعد ساعات وانه كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام وأكدت فاطمة على أن حسين وإبراهيم صدقا العاملين وبدءا يتشاوران بأمر الأولاد هل هم أولاد علي أم لا. وقالت فاطمة بړعب عندنا في الصعيد اللى بيشكوا فيها بېقتلوها هي وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى في حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول.
لو لم تكن فاطمة أعطتها أمارة بأن عصام كان عندها بالأمس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذا انها مراقبة ولكن هي بريئة لم تكن هذه العلاقة قائمة قبل ۏفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هي التي زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل ڼار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه أبدا تعرفت على عصام قبل ۏفاة علي ولكن كانت علاقتهما عادية نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التي تجعله يتشبث بالأمر اكثر نعم لو كانت بريئة مائة بالمائة لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من أدلة فهى بطبيعتها ليست ضعيفة ولا مستكينة ولكنها هي نفسها تشك ببراءتها الكاملة فكيف هم سيصدقونها.
أستفاقت من ذكرياتها وهي ټضرب الفراش بقبضتها وتقول لو كنت سليمة ساعتها وواثقة من تصرفاتى ومن أنى ست محترمة بجد مكنتش صدقتها بغبائى.
كانت واجمة وهي تقول مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه. كمان جاية تخربى بيت ولادى لا ده انت حسابك تقل اوى.
وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق حسين بابهم وبصحبته أبناؤه جميعا عبد الرحمن. يوسف و فرحة لم يكن إيهاب قد عاد من الخارج بعد أستقبلتهم إيمان ومريم وكاد عبد الرحمن أن يعانق زوجته ولكنه تماسك أمام أبيه وأخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع أن يترك يدها طواعية ولكنها سحبت يدها بهدوء وأقبلت على فرحة وعمها خرجت أحلام إليهم وقف حسين وهو ينظر إليها
وكأنه قد عادت به السنوات في لحظة واحدة وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليلة قطعت هي صمته قائلة بترحاب.
اهلا وسهلا يا حاج نورت.
أومأ برأسه في وقار اهلا وسهلا. حمد لله على السلامة
أشارت لهم وهي تقول أتفضلوا يا جماعة البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغير قد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان
هذه ليست أحلام المتجبرة وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة هل هو تقدم العمر أم شيئا آخر!
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص في عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون وهنا قالت فرحة بلهفة
اومال فين ايهاب
قالت إيمان وهي تحاول تحاشي نظرات زوجها خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحة وقالت لمريم عاوزاكى شوية يا مريم وهمست لها ممكن تودينى أوضة ايهاب
أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته طلبت منها فرحة أن تتركها في غرفته قليلا وحدها وأغلقت الباب خلفها.
تحدث الحاج حسين إلى أحلام قائلا أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما انتوا كويسين
ثم نظرت إلى يوسف وقالت پانكسار وكانها ترجوه إن شاء الله الفرح في معاده
قال يوسف بحسم إن شاء الله في معاده
نهضت إيمان