ميراث الندم
الطين وبهدلت فستانها هناك دي وانت يا معتز...... معتز.
التف على النداء باسمه فغمز له غازي بمرح
اديهم الكورة اديهم الكورة يا واد.
قهقه بصوت عالي حينما استجاب لطلبه قبل ان يعود لابنته
ياللا يا اية خاوو بعض وانتي يا شرووج العبي يا حبيبتي معاهم وبلاها الوجفة وحطة اليد على الوسط دي.
ظل يستمتع بهذه اللحظات الصغيرة تحت أعينها وقد كانت تطل كل دقيقة من نافذة الإستراحة لتطمئن على صغيرها واندماجه مع الفتيات الصغيرات مع انتباهاها الدائم لمعاملته الحانية للأطفال عكس واجهته الخشنة دائما.
أما فتنة فقد كانت في ألاعلى بأعين متربصة توزع اهتمامها على ثلاث اتجاهات جهة زوجها والأطفال وجهة الإستراحة وهذه التي تختفي وتظهر كل ثانية تنظر من النافذة والجهة الثالثة هي في الأسفل تتحين بانتباه شديد تلك اللحظة التي ستخرج فيها مدعية الاخلاق والثقافة العالية لتلتقي بهذا العائد من غربته.
تمتمت بها ساخرة تختم بمصمصمة من شفتيها والشغف داخلها ېقتلها لحضور هذه اللحظة الهامة مع مواصلة الغمغمة والإستهزاء ثم الغناء
يا ترى بعض ولا هيبجى سلام باليد مع الدموع...... يا ربي ع القصص اللي تجنن دي ولا افلام نجلاء فتحي ومحمود ياسين في السبيعينات يا ناس علمني العوم والنبي يا احمد .
في منزل فايز
والذي كان جالسا على كنبته الخشبية واضعا المبسم في فمه وېدخن بشرود ناظرا في نقطة ما في الفراغ مما لفت انتباه زوجته لتجاوره الجلوس وتسأله
مالك يا فايز ايه اللي شاغل عجلك
رمقها بطرف أجفانه متمتما بغيظ
مصمصت بشفتيها مردفة بثقة
ومغيرش ليه ان شاء الله ما يمكن تعملها صح بعد ما ورثت والفلوس خلاص هتجري في يدك مع انك لو لفيت الدنيا كلها ما هتلاجي زي مرتك حلى وجمال واهتمام.
اطلق ضحكة متحشرجة وعينيه تطوف عليها من رأسها وهذه اللون العجيب في شعرها الجامع بين اللون البني الطبيعي وبعد الخصلات التي شوهها التفتيح المبالغ فيه ثم نزل على وجهها الذي لا يخلو ابدا من مساحيق التجميل لينتبه على العباءة الضيقة على منحناياتها بشكل فج نظرا لامتلاء جسدها فعلق باستهجان
شهقت تنزل بعينيها على ما ترتديه ليخرج صوتها باستنكار
وماله اللي لبساه ان شاء الله ما انا طول عمري بلبس كدة انا واحدة مدلعة نفسي يا حبيبي وعيالي معودين مش زي الحريم المهملة اللي تلاجيها تنام بجلابية العجين ولا ريحة الطبيخ في چتتها.
طالعها بنظرة غامضة ماطا شفته على زاوية بابتسامة غير مفهومة بشكل اثار استيائها لتهتف به ساخطة
خبر ايه يا فايز انا ليه حاساك اليومين دول متغير معايا حتى بصتك مش مفهومة ايه يا ولد سکينة مرتك مبجتش تعجب ولا ايه
دمدم بها بتذمر لينهرها بضجر
لمي نفسك وحوشي شاطينك عني انا دماغي مونونة وطالبة معايا غباوة.
تابع وبظهر كفه التي امتدت نحوها يلطم ساعدها مرددا بفظاظة
وياللا بجى هوينا.... ياللا يا مرة اتحركي خليني ادخن الحجر على رواجة ياللاااا.
في الاخير اضطرت ان تنهض من جواره شاعرة بنوع من الأمتهان فهذا الأحمق يفاجئها هذه الأيام بأفعاله من بداية رفضه بيع الفدادين التي ورثها من أبيه رغم تراكم الديون عليهم ثم شروده المتواصل وفتور تعامله معها تجزم ان به شيئا ما.
أما هو فقد كان شاردا فيها ابنة عمه المتمردة المتعالية التي ظن قديما بهجرانه لها انه قد تمكن من كسرها ولم يكن يعلم انها اتخذت من غيابه عنها سورا لتحصن نفسها منه لقد صدقت حينما قالت انه كان ېحترق في البعد أكثر منها ليته غلب الحكمة على عنده ولو مرة واحدة حتى لا يخسر الكثير بخسرانها
فرسة يا سليمة فرسة
دمدم بها ليكركر في شيشته بقوة وعقله يعود لشروده
هي فين
بادرها بالسؤال فور أن وصل إليه بعد القاءه التحية على عجالة وقد احتلت مقعدها اليوم وعلى غير العادة اسفل المظلة في الحديقة وقد ملت الانتظار من شرفتها حتى قارب اليوم على الانتهاء وهذه الملعۏنة تتصرف بطبيعية داخل المنزل ولم تخرج حتى الان