وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
المحتويات
السعادة التي لم يرها عليها من قبل.
مرت ساعتين في هدوء كانا فيها الولدان قد ناما وهو ذهب إلى غرفته وبداخله بعض الرضا هذه الليلة لإدخاله السعادة إلى قلبها نام على فراشه وتوسد ذراعيه وهو ينظر للصورة أمامه ظل يتمعنها لدقائق دون حديث ولكنه كان ينظر لها نظرة سخط على ما تسببت له فيه فقد جعلته متخبطا ذلك الرجل الرزين الحكيم أصبح لا يعي ماذا يفعل وما الذي عليه فعله هو الآخر أدرك خطأه الشنيع في حق نفسه لا ينكر أنه أحب صبا كما لم يحب رجل إمرأة من قبل تخللت كل كيانه عقله وقلبه وهي الأخرى بادلته كل تلك المشاعر بإخلاص وفناء ولكنها في النهاية كانت إنسانة ضعيفة تخلت عن كل ما لها في لحظة ضعف منها وتركتهم يعافرون مع أمواج الحياة حتى لا يغرقون في دوامتها ولم يدرك أنه هو من عاش في دوامة الماضي وأصبح أسيرا لها.
تلك الذكرى الآن لم تؤرقه كسابقا ولكن ما يؤرقه حقا كيف لإمرأة تزوجت سنوات كانت معه كالعذراء نفض تلك الأفكار من رأسه وأغلق النافذة وعاد
إلى فراشه لعله يهنأ بساعات من النوم الهادئ ولكن النوم أبي زيارته فنهض وارتدي سترة على ملابس نومه الخفيفة ثم ساقته قدماه حيث تجلس.
رد عليها بثبات مبقاليش كتير
لم ترد واكتفت بإبتسامتها الهادئة التي تلازمها فسألها قاعدة لوحدك هنا ليه
ردت وهي تنظر له حبيت اقعد مع نفسي شوية
اندفعت معصمة وقالت لا والله ما قصدي أنا كنت برد عليك
ابتسم لها ومسح بيده الأخرى على كفها وقال طب اهدي انا بهزر معاكي
نظرت له وتعجبت فهو اليوم معها لطيف وأكثر ارتياحا من ليلة أمس عندما تذكرت ليلة أمس شعرت بالړعب عليه مرة أخرى تتفحصها وتسأله بحنان إيدك عاملة ايه دلوقتي
نظرت له بتوسل وقالت أرجوك متأذيش نفسك تاني
شرد أمامه قليلا وهو يتذكر حالته ليلة وبعض السلام الذي يعيشه اليوم فذلك السلام لأنه أسعدها ولو قليلا تيقن من ذلك أن سعادة تلك البريئة هو ما يدخل الإرتياح إلى صدره ثم قال خلاص يا غصون متقلقيش مش هأذي نفسي تاني ثم الټفت لها يسألها مقولتليش قاعدة ف البرد ده لوحدك ليه
ترفع يدها تتحسس القلادة التي تحيط بعنقها معرفتش أنام من فرحتي النهاردة ولقيت رجلي جيباني هنا
نظر لها برضا وسألها إنتي فعلا سعيدة
نظرت أمامها وقالت وهي مازالت تتحسس القلادة بشرود أنا عمري ما كنت سعيدة زي النهاردة أول مرة ف حياتي يجيلي هدية من وأنا طفلة كان نفسي يبقى لي يوم ميلاد احتفل بيه زي بنات سني بس أما كبرت وعرفت الحقيقة كان أبويا يقولي وإحنا نعرف لك يوم ميلاد إحنا لقيناكي لا عارفين اتولدتي امتى ولا اترميتي امتى كنت ببتسم في وشهم رغم إن الكلام ده كان بينزل على قلبي زي الخناجر تقطع فيه بس مكنتش ببين حاجة كان بيبقى نفسي أعيط واشكي لنفسي مكنتش بقدر عشان اللي حواليا حتى بالليل وقت النوم كنت بخاف حد من إخواتي يحس بيا وانا بعيط ويقول لأمي ولا لأبويا كنت استنى اما أخواتي يروحوا المدارس وأبويا ينزل شغله وأمي تروح السوق واقعد اشكي حالي واقول لربنا ليه خلقتني كده من غير أهل عايشة وسطهم مکسورة النفس أما خلصت المدرسة أبويا قالي تشيلي البيت بقى كفاية ربيناكي وعلمناكي وقال إن إخواتي ينتبهوا لتعليمهم عشان يدخلوا كليات أنا رضيت وقولت كتر خيرهم كنت اقوم م النوم اشتغل لحد ماأنام واخدم الكل وأقول لنفسي مش مشكلة يا غصون اعتبري نفسك بتردي حاجة من اللي عملوها عشانك وكفاية انك لاقية حيطان تلمك م الشوارع ولقمة تنزل بطنك بدأت زي أي بنت ف سني تحلم بالرجل اللي يسعدها ويهنيها ويكون لها أهل بس كانت أمي الله يرحمها تقولي أي حد هيجي هجوزك له عشان تستري وانا عايشة بس محدش كان بيجي لأن المنطقة والحي كله عارفين إني ملقية ف الژبالة لحد ما خبط سعد علي بابنا ساعتها الكل اتحمس وأبويا ضحى وساعده عشان نعمل الفرح وحملي ينزاح عنه وأنا مقولتش لاء بأي حق أقول ماأنا مش لاقية بس كان عندي أمل ألاقي صدر حنين أرمي فيه حمولي واترمي فيه أعيط م الدنيا لما تضيق بيا وياريت ما تمنيت لأنه كان أقذر حاجة رميتها الدنيا عليا مفيش يوم غير بيعايرني إني لقيطة كان يجي يطلع قرفه عليا ويشتمني ويبهدلني ويضربني زي الحيوانات وأنا مقدرش أقول لاء أما كنت أجيب آخرى واشتكى لأمي تقولي عيشي يا غصون هتفضحي نفسك أنا ما صدقت إنك اتجوزتي وبقيتي على اسم راجل كنت ارجع مکسورة اكتر ماكنت راحلها لدرجة ان وصل بيا الحال معاه إني كنت أقوله اضربني بس بالراحة جسمي مبقاش يستحمل وصبرت واتمنيت من ربنا حتة عيل ولا عيلة اترمي م الدنيا يبقى عيلةيبقى حتة مني أحس بحنانه عليا من بعد
قسۏة الزمن يبقى اللي اتمنيته طول عمري ومطولتوش بس طلبي اتأخر خمس سنين وكنت كل اما اقوله اروح لدكتور يشوف المشكلة فين نفسي أجيب حتة عيل يقوم فيا ويضربني ويقولي مش حمل هم عيال رغم انه كان كسيب بس كان يستخسر يعطيني الجنيه وعلى طول يدعي الفقر رغم والله عمري ما طلبت منه حاجة ليا وهو عمره ما فكر يجيب لي حاجةوأنا كبرت دماغى مكنتش عايزة منه حاجة بس يبطل پهدلة فيا وحمدت ربنا وحسيت أن ۏجع السنين اتمحي اما عرفت اني حامل وهيجيلي عيل الدنيا يبقى عيلتي ودنيتي بس برضه الدنيا استكترت ده كمان عليا وأنت عارف الباقي النهاردة بقى كان دنيا جديدة ليا بقيت أم زي مااتمنيت أم لأحلى ولدين في الدنيا رغم اني اعتبرتهم ولادي من يوم ما شوفتهم وقلبي اتعلق بيهم وسكنوه كأنهم نازلين من على قلبي بس كلمة ماما منهم النهاردة رجعتني لأيام كتير أتمنيت فيها اسمع الكلمة دي وأخيرا سمعتها وكمان هديتك ليا أحلى حاجة اتهادي بيها ف حياتي هتفكرني طول الوقت بعوض ربنا ليا بعد كل اللي شوفته ف حياتي
كل كلمة حكتها كانت كسهام تتوالى لتستقر في قلبه كيف تحملت كل ذلك وعاشته كيف لها أن تكون بكل ذلك العطاء في حين أنها عاشت جميع أنواع الحرمان من أي ماء خلقت تلك النسمة الرقيقة في حين إن كانت أخرى غيرها لكانت كبرت وهي تحمل العدوانية للجميع مما عانته ولم يلومها حينها أحد ولكنها عكس ذلك محبة ومعطاءة وصبورة.
يشعر بإحتراق قلبه فماذا فعل هو الآخر بها لقد فتت قلبها أنوثتها بكل ډم بارد فرد عليها بأسي أنا آسف ياغصون لأن انا كمان جيت وزودت جرحتك
انتبهت لما قالته وتعجبت من نفسها فهي لأول مرة تخرج مافي قلبها وتعري حياتها الماضية أما أحد فمسحت الدموع التي سألت دون شعور وهي تسرد ما عاشته والتفتت له تقول بإبتسامة حزينة متتأسفش على حاجة أنت أكتر حد إعطاني ف الدنيا دي عطتني يزيد ويزن أولاد ليا عطتني اسمك بين الناس عطتني حماية وأمان محستهمش غير جمبك عطتني
مكانة لو كنت عشت عمري كله مكنتش احلم بربعها ثم قالت لنفسها بأسي بس للأسف معرفتش تديني قلبك
شرد في ملامحها الهادئة وقال غصون أنا موجود ومش هسمح بدمعة تنزل من عينك تاني
عاد من الخارج مرهق ويريد أن يرتمي في مكان يفرد عضلات جسمه ويريحها فلقد كان اليوم شاق للغاية فهو يجهز للمطعم الجديد مع صديقه على وقد أجهد اليوم كثيرا ففتح باب شقته بهدوء يدخل وهو يتملكه الإرهاق ولكنه فوجئ بما يحدث في الشقة الأرض عاړية من السجاد ومعظم الأثاث مرفوع عن الأرض ووجدها تأتي من المطبخ حاملة جردل به مياه ولكنه ذهل مما ترتديه فهي ترتدي شورتا من الجينز لا يستر من رجلها شيئا وفوقه قميص أبيض شفاف تثني أكمامه حتى نهاية وتسير تتخايل أمامه.
أطال النظر فيها وأحس أصابت جسده والدم قد تمرد عن سكونه في عروقه فلاحظت هي ذلك تسأله بحدة واقف بتبصلي كده ليه.. ابعد خليني امسح حيلي اتهد
فاق على حدتها فحاول أن يظهر طبيعيا فابتلع ريقه وسألها إيه اللي أنتي عاملاه ف الشقة ده
ردت عليه بإنفعال بنضف الشقة روحت الشغل ورجعت قولت اما اعمل حملة نضافة
رد عليها بإستنكار وده من إمتى إن شاء الله دا أنتي بتعمليلنا نفطر بالواسطة
وقفت تتفاخر بنفسها وتقول ما أنا بقيت إمرأة عاملة فبحاول مقصرش ف حق بيتي
جاء بصره فقال في نفسه إيه يا آسر إجمد كده أنت مش عارف البت دي ناويالك على إيه
شعرت بإنتصار فلقد أوشكت على إضعافه وقالت بحدة حتى لا يكشفها أنت بتبص على إيه ياجدع أنت عيب كده أنا مراتك مش شاقطني
انتبه لها وخشي أن تكون لاحظت ضعفه فقال بإستفسار إوعي يكون اللي ف بالي ويكون القميص ده بتاعي
ابتسمت ببرود وقالت أيوة هوه
ظهرت على وجهه معالم الڠضب وقال يا نهارك أسود
جرت من أمامه وهو خلفها حتى دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها فطرق الباب
وقال افتحي يا سدرة والله ما هسكت دا قميصي الأبيض الجديد
ردت من خلف الباب قلبك أبيض ياأبو الأواسر مش قميص اللي هيخلينا نخسر بعض يا حبيبي
رد مش عايزة تخسريني بتلبسي قميصي ليه
ردت بطريقة طفولية ملقتش حاجة عندي تطلع ع الهوت شورت فقولت أشوف حاجة عندك ياأسور وأنا كنت راجعة من الشغل تعبانة فمقدرتش ادور شديت اول حاجة جت تحت إيدي
قال لو
متابعة القراءة