اسرار عائلتي بقلم اروى مراد

موقع أيام نيوز


نافذة السيارة ولم تنطق بحرف طوال الطريق فقد كانت لا تزالمحرجة من فعلتها رغم أنه لا يعلم عنها شيئا. توقف أخيرا أمام بيتها الذي أملته عنوانه مسبقا .. همت بفتح الباب لكنه أقفله بسرعة من عنده. إلتفتت إليه بإستغراب تحول إلى ڠضب عندما رأت إبتسامة مستفزة ترتسم على شفتيه وقالت بنبرة حاولت أن تكتم فيها ڠضبها

_ ممكن تفتح الباب
حرك رأسه يمينا وشمالا بنفي
_ مش هفتح قبل ما تعتذري عن الي عملتيه.
لوت شفتيها في تذمر
_ اعتذرلك عن ايه انا معملتش حاجه!
_ انتي فعلا معملتيش حاجه انتي عملتي حاجتين.
عقدت حاجبيها پغضب
_ طب ممكن تقولي انا عملت ايه
أجاب ببرود
_ اعتذري الاول وانا هقولك.
أشاحت بوجهها بعناد
_ وانا مش هعتذر عن حاجه انا معملتهاش.
رفع حاجبه ببسمة ساخرة
_ يعني مش هتعترفي انا كدبتي عليا وقلتي انك بتحبي افلام الړعب وانتي پتخافي منهم
بلعت ريقها بتوتر
ثم قالت
_ انا مقولتش بدور هي الي قالت كده.
وانتي مقولتيش لا يبقى كدبتي برضه.
أخفضت رأسها وقالت بصوت سمعه آدم بصعوبة
_ آسفه.
إبتسم بإنتصار قبل أن يضيف
_ والحاجه التانيه
رفعت رأسها إليها ولم تنطق فنظر إليها بخبث
_ مش فاكره برضه الي عملتيه وكنتي متوقعه اني مش هعرف
تطلعت إليه پصدمة ووجه محمر كالطماطم من شدة الإحراج وهي تفكر هل علم بذلك أومأ برأسه وكأنه فهم السؤال الذي يدور بعقلها
_ ايوه عرفت طبعا. عرفت من اول ما راحت الخدامه وانتي كنتي بتبصي لحجرك.
إزداد إحمرار وجه إيلين وحاولت فتح الباب مرات عديدة رغم علمها بأنه مقفل كان آدم يبتسم لمحاولاتها الفاشلة إلى أن رحمها وفتح قفلالباب لتندفع إيلين خارج السيارة وتتجه إلى باب منزلها وتقف أمامه ثم تمسك بحقيبة يدها وتبحث بها عن المفاتيح توترت كثيرا عندما لمتجدهم وهي تشعر به يقف بالقرب منها. أخذت نفسا عميقا لتهدئ نفسها ثم بحثت ثانية لكنها توقفت فجأة حين شعرت بأنفاسه خلفها ويدهتمتد أمامها حاملة المفاتيح. لعڼته في سرها كثيرا قبل أن تسحبهم من يده ثم تفتح الباب وتدخل سريعا وتغلقه في وجهه. إبتسم بشدةلمنظرها المحرج ثم إبتعد ليركب سيارته ويعود إلى القصر.
_ اتأخرتي ليه
أشارت لها بيدها للسكوت ثم توجهت نحو سريرها وجلست عليه وغرست وجهها في الوسادة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة إقتربت منها توأمها وتساءلت بقلق وهي تضع كفها على كتف إيلين
_ مالك يا إيلين حصل ايه
خرج صوتها بصعوبة بسبب غرس وجهها بالوسادة وقالت بنبرة شبه باكية
_ سيبيني دلوقتي يا سرين.
نظرت إليها الأخرى بعناد وأصرت على معرفة ما حدث فسحبت وجهها وجعلتها تنظر إليها لتتفاجئ ببعض الدموع تزحف على وجنتيهالكنها قالت بحزم مصطنع
_ قوليلي في ايه والا هخلي ماما وبابا يعرفوا منك.
لوت إيلين شفتيها بتذمر
_ انتي كل مره بټهدديني بماما وبابا انتي اخت انتي
أومأت ببرود فتنهدت إيلين ثم بدأت تحكي لها كل ما حدث منذ إتصالها ببدور إلى عودتها للبيت وفور إنتهاءها من سرد ما حدث إنفجرتسرين في الضحك تحت نظرات الغيظ من إيلين. هدأت قليلا ثم قالت بغمزة
_ بس قوليلي هو مز وقمر والا ..
رمتها بالوسادة وصړخت بغيظ
_ بقولك مش هقدر ابص في وشه تاني وانتي تقوليلي مز وقمر!!
ثم جلست بشرود قبل أن تتمتم بصوت مسموع
_ بس هو خطڤ قلبي بصراحه.
توسعت عينا سرين پصدمة قبل أن ټنفجر في الضحك ثانية أمسكت إيلين بوسادة أخرى وهمت برميها لكن سرين كانت أسرع في الهروب فركضت الأخرى خلفها وضحكاتهما تملأ البيت لتمنع سكانه من النوم بسبب هاتين المزعجتين ..
أطفأت نور غرفتها إستعدادا للنوم ليبقى فقط نور القمر الذي يخترق زجاج شرفتها. وقفت أمام الزجاج لبعض الوقت وهي تنظر إلى القمربشرود قطعه فجأة صوت طرقات متتالية على الباب. إتجهت إليه وفتحته لتجد والدها يقف خلفه بإبتسامته الحنونة بادلته الإبتسامة وإبتعدتقليلا لتسمح له بالدخول وفور إغلاقها للباب 
_ في ايه يا بنتي انتي كويسه
أومأت برأسها قبل أن تبتعد وتقول بإبتسامة 
_ اقعدي الاول عشان اوريكي المفاجأة.
_ مفاجأة
تساءلت بإستغراب فأومأ برأسه وإتجه ليجلس على السرير ثم أشار لبدور أن تجلس بجانبه أخرج ما كان يخفيه خلف ظهره وقدمه لها .. حاول ألا ينفجر ضاحكا على ملامح بدور التي ظهرت عليها الصدمة عندما رأت تلك العلبة .. أخذتها منه وفتحتها ببطئ قبل أن تهمس بعدمتصديق عند رؤيتها لمحتواها
_ اييه ده ده آيفون 13
أمسكت به وقلبته بين يديها لتتأكد من أنه حقيقي ثم إلتفتت إلى والدها وتساءلت پصدمة
_ ده ليا
أومأ لها بتأكيد فصړخت بفرحة وعانقته بإمتنان
_ شكرا شكرا اوي يا بابا كنت بتمنى يبقى عندي سمارت فون من زمان.
بادلها العناق قائلا
_ المره الجايه لما تبقي عايزه حاجه قوليلي ومتتكسفيش.
أومأت برأسها ثم أمسكت بالايفون ونظرت إليه قليلا قبل أن تحول أنظارها إلى أكرم قائلة بتذكر
_ اه افتكرت المفروض اروح الجامعه بكره لاني اخر سنة في كلية الهندسة لو مش عارف بس مين هيوديني
_ عارف بس ممكن مقدرش اوصلك لاني بروح الشغل بدري بس هخلي واحد من اخواتك يوصلك.
_ اوك.
قالتها بصوت منخفض قبل أن تشرد قليلا .. لاحظ شرودها فأفاقها منه متساءلا
_ سرحتي في ايه
قالت ببعض القلق
_ انتو بجد بتكرهوا الستات
حدق بها قليلا قبل أن يضحك بشدة تحت نظرات الاستغراب من بدور .. توقف عن الضحك ثم قال
_ اعمامك كانو بيهزروا معاك على فكره.
_ طيب مرات عمي أحمد اڼتحرت ليه وعمي محمد طلق مراته ليه
أجاب بجدية
_ دي حاجات شخصيه مكنش لازم تسألي عليها خاصة
انك لسه جايه انهارده.
أخفضت رأسها بإعتذار
_ اسفه بس كان فضول مش اكتر.
عم الصمت لثوان قبل أن ترفع رأسها ثانية وتتساءل
_ طب ليه حاسه ان الشباب مش مرحبين بيا
_ لانهم مبيثقوش في الستات بسرعه.
لوت شفتيها ببعض الحزن
_ أمجد برضه قالي كده بس ده مش مبرر للطريقه الي استقبلوني بيها.
سكت لبعض الوقت ينظر إليها بنظرة غريبة قبل أن يتنهد ويقول
_ انا كنت متجوز وحده تانيه قبل ماتجوز مامتك وخلفت منها رسلان.
تطلعت إليه پصدمة بينما واصل هو بهدوء
_ بس طلقتها بعد سنه من ولادته.
_ ليه
_ لاني اكتشفت انها كانت پتخوني مع اقرب صاحب ليا.
توسعت عيناها پصدمة أكبر لاحظت ملامح والدها التي تخلو من الألم أو الحزن فتساءلت
_ كنت بتحبها
هز كتفيه بجهل
_ مش عارف بس انا دلوقتي مش بطيقها اصلا.
_ طب ورسلان
_ ماله
_ رد فعله كان ايه
_ مكنش عارف الحكايه اصلا لما طلقتها كان عنده ست شهور بس وبعدها اتجوزت مامتك وهي عاملته على أساس انه ابنها وهو كبر علىانها امه وعرف الحقيقه لما كبر ومراتي الاولى جت بحجة انها تشوف ابنها رغم انها مسألتش عنه طول السنين الي فاتت.
ضحك بسخرية وهو يتابع
_ كانت محتاجه فلوس فجت عشان تطلب منه فلوس بعد ما عرفت انه بقى مهندس قد الدنيا وساعتها اضطريت اقوله الحقيقه.
نظرت بدور أمامها بشرود ثم تحدثت
_ يعني تصرفاته بارده عشان كده
_ الكل عرف الحكايه ومن ساعتها كل الشباب بقوا شكاكين اوي ناحية الستات وعشان كده مفيش حد منهم اتجوز لحد دلوقتي.
نظرت إلى ملامحه التي يظهر عليها تأنيب الضمير بينما قال
_ مكنتش عايز اقولهم عشان متسببش في عقده ليهم بس الي حصل حصل.
_ بټعيطي ليه يا بنتي
أجابت من بين شهقاتها
_ مكنتش عارفه ان كل ده حصلك وانا مش معاك.
إبتعدت عنه وهي تمسح دموعها بكف يدها بطفولة وتضيف
_ انا اسفه.
رفع حاجبيه بإستغراب
_ على ايه
سكتت قليلا ثم قالت بغباء
_ معرفش.
إبتسم لها ثم مد يده ليمسح دموعها قائلا بشرود
_ بريئة اوي .. شبه ليليا!
إنتبهت بدور لذكره
لإسم والدتها فقالت بتلقائية
_ شبه ماما
أومأ برأسه بهدوء فإبتسمت قائلة
_ كلهم بيقولولي كده وانا فخوره لاني شبهها.
إبتسم ولم يجب سكتت قليلا قبل أن تفاجئه بسؤالها
_ كنت بتحبها
أومأ بهدوء وبسمة تحمل الحزن في طياتها مطت شفتيها بحيرة وقالت متسائلة
_ امال انفصلتوا ليه
حدق بها قليلا بصمت ثم قلب الموضوع فجأة قائلا
_ انتي مرتبطه او .. في حد بتحبيه
تضايقت من تهربه عن الإجابة لكن سؤاله فاجأها فتوترت قليلا وكادت تجيبه لكنه قاطعها بنظرة جادة
_ متكدبيش!
أخفضت رأسها وقالت بصراحة
_ ايوه .. حدق بها قليلا بصمت ثم قلب الموضوع فجأة قائلا
_ انتي مرتبطه او .. في حد بتحبيه
تضايقت من تهربه عن الإجابة لكن سؤاله فاجأها فتوترت قليلا وكادت تجيبه لكنه قاطعها بنظرة جادة
_ متكدبيش!
أخفضت رأسها وقالت بصراحة
_ ايوه ..
رفع حاجبه ونظرة حادة ظهرت في عينيه فسارعت بالحديث
_ انا مش مرتبطه والله بس معجبه بحد ..
سكتت قليلا تلاحظ نظراته التي إحتدت أكثر لكنها واصلت بتردد
_ وو .. هو طلب اننا نرتبط .. بس انا لسه موافقتش.
_ وانتي ناويه توافقي
_ معرفش .. انا لسه متردده ..
زفر بهدوء قائلا
_ أنا عارف انك متربيتيش على الدين بما ان ليليا ماټت وانتي لسه صغيره بس لازم تعرفي ان ارتباطك بأي حد كده من غير خطوبة ولا جوازمحرم في ديننا.
لاحظ عدم إقتناعها فواصل
_ بس خلينا نتكلم بالعقل اولا هو عايز يرتبط بيك ليه
أجابت بإستغراب من سؤاله
_ عشان .. بيحبني وعايز يتجوزني!
_ وانتي عرفتي ازاي انه بيحبك
قاطعها بنظرة ذات مغزى
_ وانتي صدقتي كلامه مش ممكن يكون بيكدب عشان ياخد منك الي هو عايزه
عقدت حاجبيها بضيق وقالت
_ ده تفكير قديم يا بابا مفيش حد 
قاطعها مرة أخرى
_ بس لسه موجود للأسف وفي كتير بيفكروا كده وانتي مش هتقدري تقرئي نواياهم طبعا بس انا راجل وعارف تفكيرهم كويس وعشان كده بحذرك منهم.
أخفضت رأسها مردفة بحيرة
_ اعمل ايه يعني دلوقتي
_ قوليله يجي يقرا معايا الفاتحه لو عايز يتجوزك بجد ولو قالك انه عايز يكون
نفسه قوليله اني موافق تتخطبوا لحد ما يبقى جاهز وإجابتهبعدها هتحدد نيته.
أومأت برأسها بطاعة
_ حاضر.
إستيقظت صباح الغد على صوت إحدى
الخادمات يناديها قامت بكسل بسبب نومها بالأمس في وقت متأخر أخذت حماما سريعا وإرتدتملابسها قبل أن تنتبه إلى حقيبة كبيرة لا تعلم متى ومن جلبها لكنها تحتوي على كل حاجياتها التي كانت في بيت خالها. إبتسمت براحةلتخلصها منه ثم نزلت إلى قاعة الطعام ظنا منها أنها ستجد الجميع مجتمعا هناك لكنها وجدت فقط أدهم وأمجد يجلسان سويا ويتناولان فطور الصباح .. لاحظ أمجد وجودها فقال بإبتسامة
_ صباح الخير يا قمر!
ردت له الإبتسامة قائلة وهي تجلس بجواره
_ صباح النور.
وضعت الخادمة
أمامها الفطار لتبدأ في تناوله بهدوء قبل أن تسأل
_ هو بابا والباقي فين
أجابها أمجد
_ كل واحد راح لشغله.
رفعت حاجبيها وتساءلت بإستغراب
_ مش لسه بدري اوي كده
_ في الي شغلهم بعيد عن البيت عشان كده بيطلعوا بدري.
أومأت بفهم ثم تساءلت ثانية
_ امال مين الي هيوصلني للجامعه
_ هو المفروض اوصلك انا بما اني دكتور في نفس
 

تم نسخ الرابط