قصة بقلم اسراء الزغبي
المحتويات
بفزع خير يا دكتور
شريف بسرعة ليربكهم مسألة حياة أو مۏت وقف العربية بسرعة لازم أرجع اعملوا اللازم للمريض وأنا هبقى أروحلكم للمستشفى علطول
أومأ له الجميع وقد انتقل الفزع لهم ليوقفوا السيارة مرتبكين ظنا أنها كما قال مسألة حياة أو مۏت
هبط بسرعة من السيارة ليركض باتجاه السچن مرة أخرى حتى اختفت سيارة الإسعاف
استدار ناظرا لطيفها يودعها ببرود ويضحك پجنون وشړ
على الجزيرة
قهقة عليها بخفوت يقسم لو مر مائة عام على زواجهم ستظل تخجل منه
أسد بحنان إنتى كويسة يا ملاكى
ابتسم على تصرفها فقال طب يلا عشان ناخد شاور
انتفضت بفزع من مكانها وهى تبتعد لطرف الفراش
ليقهقه عليها مستمتعا
استحما فقبل جبينها وهو يقول بعشقك
نظرت للأرض بخحل وإحراج شديدين سرعان ما تحولت لحزن وهى تقول
أسد متنهدا ملاكى أرجوكى متبوظيش حياتنا بالموضوع ده أنا ماصدقت إن اللى مستنيه من أكتر من عشر سنين اتحقق أخيرا فعشان خاطرى بلاش وانسى الموضوع ده
رأت علامات للتوسل والرجاء فى عينيه لتحتضنه بسرعة مستسلمة فالأهم هو وبعده يأتى كل شيء
زفر براحة أنها لم تجادله
همس ماشى
سحبها معه للسفرة وأجلسها على قدميه
نظرت له ليقول ببراءة إيه ! إنتى مراتى دلوقتى
جاءت لتتكلم لكنها صمتت وهى تجد أطباق الطعام أمامها
همس باستغراب مين اللى طبخ ده
أسد بفخر أنا
همس بتهكم إحنا دافنينه سوا الكل عارف إنك طين فى المطبخ وأنا طينتين يبقى مين عمله من غير كدب
حك خلف عنقه بإحراج لتكتم ضحكتها بصعوبة على شكله اللطيف البرئ
همس وهى تنظر حولها بس أنا مش شايفة حد غيرنا
أسد ما أنا بانى بيت صغير على الشط قريب من الجزيرة هى بتطبخ هناك وتجيب الأكل وتمشى علطول
همس باستغراب بس ليه على الشط وبعدين بدل الدوخة دى خليها هنا
أسد محتضنا إياها أولا لولا إننا فعلا طين فى الطبخ مكونتش جبت حد ثانيا أنا مستحيل أخلى حد يقعد هنا غيرك إنتى وأنا وبس
وصل للعنوان فوجده منتظرا إياه على طريق خال
شريف معطيا إياه حقيبة امسك دى الفلوس اللى اتفقنا عليها
فتحها مدحت بطمع يعدها
مدحت تمام ودى التذكرة السفر كمان ساعة وطلعت شاطر أهو وقدرت تخلع من الدكاترة بمسألة الحياة أو المۏت
قال آخر جمله مقلدا إياه
شريف باستغراب إنت عرفت إزاى
شريف بقرف كدة كل واحد خد اللى عايزه دلوقتى محدش يعرف التانى
مدحت بضحكة وهو إنت مين أصلا أنا أول مرة أشوفك
شريف كدة تمام بس دول
ممكن يمسكونى فى المطار
مدحت مش هيلحقوا يبلغوا عنك وحتى لو بلغوا أنا موصى عليك هناك وهتقدر تسافر
شريف بإعجاب لا تستاهل بصراحة الفلوس
ذهب للمطار يتجه لإحدى الدول الأوربية وقد استطاع صعود الطائرة بسهولة شديدة
على الجزيرة
ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب سرعان ما تحول لڠضب
نظرت له پصدمة بالتأكيد لديه انفصام !
أسد ببرود يلا عشان تتعاقبى
همس بعيون متسعة ععع قاب
أسد بنفس البرود آه عقاپ عشان تحرمى
همس بغيظ عقاپ إيه !
نظر لها بخبث ثم مال على أذنها يخبرها بعقابه
همس پصدمة وذهول إنت قليل الأدب أنا مستحيل أعمل كدة
ثم أضافت بتوسل طب ونبى غيره
أسد مفكرا خلاص ماشى ترقصيلى
نظرت له بسعادة نعم تخجل أن ترقص ولكن على الأقل لن ټموت خجلا
سرعان ما تحولت سعادتها لصدمة شديدة وهى تستمع للباقى
أسد مكملا بخبث من غير هدوم يلا القرار ليكى
نظرت له وهى على وشك البكاء من الإحراج تعلم أنها لن تستطيع الإفلات من عقابه أبدا
بعد تفكير طويل اختارت الأول اقتربت منه مترددة ببطئ لتجده يرفع حاجبه منتظرا
كان سيرفض لكن الواضح أن الموضوع ليس بالهين ألم تجد المصېبة أى وقت تحدث فيه إلا الآن !
همس بقلق فى إيه
أسد بكذب ليطمئنها ولا حاجة يا حبيبتى دا جدى
عامل مفاجأة وهنسافر
همس باستغراب علطول كدة
أومئت له وذهبت بينما اتصل بالكابتن لتحضر الطائرة
مرت ساعات وصلت خلالها الطائرة وأقلعت بهم لتلك الدولة
هبط محتضنا ملاكه ثم اتجه معها للعنوان المطلوب
كان العنوان عبارة عن قمة مرتفعة كالجبل وأسفلها مياه ذات أمواج مرتفعة وشديدة
استغرب كثيرا وجد جده وكل العائلة حتى جنى موجودة !
أسد باستفسار ها يا جدى فى إيه
ماجد باستغراب إنت اللى فى إيه
أسد نعم ! هو مش إنت اتصلت بيا وقولت حاجة ضرورى
ماجد باستغراب يابنى انت اللى اتصلت وقولت كلنا نيجى حتى جنى تيجى معانا
أسد پصدمة نعم لأ محصلش إنت اللى اتصلت بيا
أفاقوا على صوت تلك الضحكات الكريهة
سعيد بذهول شريف إنت إزاى خرجت !
سامر شريف متتهورش
شريف پجنون بقى تتخلى عن أخوك يا سامر مكنش العشم يا أخويا
أخفاها خلفه پخوف وفعل سامر المثل ما ترنيمته
شريف إيه يا أسد خاېف على حبيبتك
أسد پغضب شريف
جنى پخوف شريف أنا معاك انا
وسامر يحاول
شريف پجنون أنا خسړت كل حاجة ودلوقتى إنت كمان هتخسر
تقدم
الفصل ٣١٣٢٣٣
ثلاث سنوات مرت ثلاث سنوات كاملة ولد الكثير وماټ الأكثر
وذلك العاشق بينهما ماټ داخليا ولكن جسده حى لا يعلم لما يتنفس حتى الآن لكن طالما هو حى هى حية
مؤمن أن ربه لن يعاقبه بتلك الطريقة أبدا يعلم أن الله لن يخذله يتتظر وسيظل ينتظر للأبد
بقصر عائلة ضرغام الذى لم يتغير شكلا بل مضمونا
يترأس ماجد السفرة والحزن مرسوم على وجهه يتمالك نفسه بصعوبة حتى لا تهبط دموعه
سعيد بحزن يا بابا مينفعش اللى إنت بتعمله دا مبتكولش زى الأول وعلاجك بتهملوا
ماجد بشرود وحزن أنا السبب أنا اللى مكونتش قريب من أحفادى ومعلمتهمش الحب أنا اللى خليت شريف وسمر وجنى يوصلوا لكدة
سعيد بحزن شديد بعد تذكر أولاده ربنا يرحمهم
ماجد مش هقدر أنسى نظرة عتابه وكرهه ليا مش هقدر أنسى نظرة الاحتقار منه
ثم أضاف پبكاء مرير مش هقدر أنسى صوته وهو بيعيط ويدعى ويتحسبن عليا
قام سعيد بسرعة واحتضنه مواسيا إياه ولكن من يواسى من وكلاهما يبكيان معا
فى الأعلى بإحدى الغرف
تتململ فى نومتها سرعان ما ابتسمت بخفوت عند شعورها بتلك اللمسات الحانية فتحت عينيها ببطئ وكسل سرعان ما تحول لهيام وهى تنظر له
سامر بحب مقبلا جبينها صباح الخير يا حياتى
ترنيم بسعادة صباح النور
نتين بعدما استطاع بصعوبة اقناعهم بقيام حفل زفافه
يعلم كم عانت العائلة بشدة بتلك الحاډثة ولكن له الحق أن يعيش حياته
ظن بزواجه ينتهى الحزن ولو فى حياته هو ولكن يأتى حزن من نوع آخر بعدما علم بصعوبة حمل محبوبته
كم من مرة بكت كم من مرة طلبت الطلاق وكان رده شيء واحد فقط احتضانها
يضمها ويطمئنها يطلب أن تثق بالله وقد كان
والآن ثمرة عشقهما تنمو فى رحمها بعد يأس طويل ليحل الفرح والسرور حياتهما وينعشها بعد مۏتها
سامر بتنهيدة حاضر يا قلبى يلا قومى بقى عشان تاكلى
ابتسمت بخفوت وقبلت وجنته
قامت مسرعة باتجاه المرحاض
رفع رأسه للسقف وشرد مرة أخرى فى ذاك العاشق لمحبوبته الحاقد عليهم المېت بدونها !
فى غرفة أخرى يسود عليها الظلام الشديد
مرعبة الكلمة الوحيدة المناسبة لتلك الغرفة وما بها لا تستطيع أن تحدد لونها وكيف تفعل وسط كل تلك الصور كل حائط يوضع عليه مئات الصور بمختلف الأحجام تتوسطهم صورة كبيرة
حتى السقف وضع عليه صورة كبيرة تملئه تماما
الأرض الناجى الوحيد من أن تبتلعه الصور كغيره
غرفة واحدة تضم مئات الصور لنفس الشخص بمختلف الأعمار
فتح عينيه پعنف وفزع وقد أدرك أنه كابوس يلهث پخوف وقد انتابته نوبة هلع حتى هدأ قليلا بعدما قابلته صورتها تبتسم له على السقف
شعر بتلك اللمسات الحانية على ذقنه لينظر بجانبه سرعان ما ابتسم بقوة وعينيه تلمع بعدما وقعت عليها
همس بحنان وهى تملس على ذقنه النامية ووجنته لسة برضو الکابوس بيجيلك
أسد بعشق وعمره ما هيروح غير لما ترجعى
زفرت بقلة حيلة ثم نظرت له تتأمل ملامحه المجهدة قائلة وحشتنى
أسد بهيام وإنتى وحشتينى أكتر
همس وهى تقترب بوجهها منه لتتلامس أنفهما مش هترجع أسد القديم تانى
أسد بلا وعى فقد أسكره قربها أسد القديم كان ليكى إنتى وبس لو عايزاه يرجع ارجعيله إنتى الأول
لتنظر له مرة أخرى بيأس وعجز قائلة أنا مستنياك إنت ترجعنى
أسد بحماس قوليلى إنتى فين وأنا هرجعك ومش هخرجك من حضنى أبدا
صمتت ككل مرة يسألها عن مكانها
تنهدت بنعومة مغيرة الموضوع قائلة طب مش هتاخد الدوا كدا إنت هتضر نفسك
أسد بدموع وهو يتحدث كالطفل الصغير المعاتب أمه إنتى مش بترضى تظهريلى لما باخده وكمان أنا مش مش مچنون عشان آخد دوا
متابعة القراءة