امبراطور الرجال بقلم رحاب ابراهيم
ثم غرزت اسنانها بلحم يده حتى صړخ بأعلى صوته فهتفت جميلة بهم وقالت سيبوه بقى يغور في داهية.. بالكاد استطاع أهل المنطقة تخليصه من أيدي الفتيات حتى أتى الأسطى سمعهوالد حميدة راكضا وتساءل في ايه ! قصت حميدة له كل شيء فوقف أمام مصيلحي پغضب وقال _ عشان خاطر أبوك الله يرحمه هسيبك بس لو حصلت تاني واتعرضتلها فقسما بالله محد هينجدك من ايدي.. نظر مصيلحي للنظرات الغاضبة حوله فحاول أن يصحح ما حدث وقال براااحة ياأسطى هو أنا خطڤتها!! شاريها وهي تقلانة عليا..
صاحت حميدة بعصبية مش بطيق تبص في
خلقتك هو بالعافية يا حمار !! وجهت الحديث لأبيها بحدة وقالت ده مترصد للبت في الرايحة والجاية وكل ما تهزأئه يزيد اكتر..والله لو بصلها تاني لكون جيباه من قلب بيته باللي في رجلي وافرج عليه أمة لا إله إلا الله. هتف اسطى سمعة بأبنته وقال خدي البنات وارجعي أنتي يا حميدة وأنا هعرف اخليه لو شافها في شارع يمشي من شارع تاني. أخذت حميدة الفتيات بنظراتهن المتقدة ڠضب وتوجهوا للمنزل مرة أخرى..سارت جميلة بالطريق الذي تملأه الأحجار وبعض مياه الصرف الصحي دامعة..خيم الصمت على الفتيات فكل واحدة منهن تعاني من اليتم..حتى حميدة يتيمة الأم.. دلفوا لداخل المنزل الذي يقطنون به وصعدوا للطابق الثان...فاجئتهم جميلة وهي تتابع الصعود للسطح فنظر بقية الفتيات لبعضهن بضيق وقالت حميدة لسما بت..روحي هاتيلنا حاجة ساقعة ولب نتسلى فيهم..ابقي حصلينا على السطح فرت سما كالطيف للأسفل مرة أخرى حتى تبتاع المطلوب سريعا بينما صعد حميدة ورضوى خلف جميلة.. مرت دقائق والفتيات الأربعة ممددين على حصير مفروش على أرضية سطوح المنزل..كلا منهما شاردة..قالت حميدة بمواساة _ ولا يهمك يابت..كلنا جانبك.. تنهدت جميلة تنهيدة عميقة وقالت دايما بتشاف أني لوحدي..ماليش حد يحميني..زي حتت اللحمة اللي وقعت وسط كلاب عايزين ينهشو فيها.. قالت رضوى بنبرة ضائقة ومين سمعك..ما كلنا في الهوا سوا..ده لولا خالتي بهية الله يرحمها لقيتنا وربتنا الله وحده اللي عالم كان هيحصل لينا ايه!! قالت حميدة بتذكر عمتها بهية فهي شقيقة والدها وكانت تحب تربية الأيتام وتركهن بعدما يبلغوا سن الرشد ولكن صادف أنها توفت قبل أن يصل هؤلاء الثلاث فتيات للسن المسموح به لأثبات الهوية الشخصية الله يرحمها عمتي..كانت معوضاني عن أمي بس هي كمان راحتلها.. قالت سما بتبرم أنا مابحبش النكد..ايه القرف اللي انتوا فيه ده!! نظرت للسماء بابتسامة واغمضت عيناها قائلة تعالوا نحلم احسن..نقول اللي نفسنا فيه..مش يمكن يكون باب السما مفتوح واحلامنا تتحقق بغمضة عين!! ابتسمت رضوى وقالت والله عندك حق يابت يا سمكة..تعرفوا أنا نفسي ايه..نفسي اشتغل شغلانة حلوة..اسافر واروح واجي واشتري كل اللي نفسي فيه.. قالت حميدة بشرود وهي تتذكر يوسف وأنا نفسي يوسف يشوفني زي ما انا نفسي يشوفني..نفسي يبطل يعاملني أني صاحبه!! نفسي أشوف في عنيه أني عجباه كبنت.. تنهدت جميلة مرة أخرى وقالت وانا نفسي في بيت صغير أنا مش طماعة..ويبقى ليا أسرة وبيت احس أنه حياتي كلها..نفسي اجرب احساس أني مسؤولة من حد وحد مسؤول مني..مش عايزة افضل لوحدي..تعبت من الخۏف فردت سما ذراعيها وقالت أنا بقى طماااااااعة..نفسي أعيش قصة حب ولا الحواديت..الأمير على حصانه الأبيض..يجي ويخطفني من وسط كل الناس..ويكون بيحبني أوي..بيحبني بجد..وبيغير عليا بغباوة..ويتكلم عني ويقول أني حبيبته الوحيدة..وأنا بقى اتقل عليه ضحكت سما بمرح وهي
وكل واحد فينا عايش حياته بطريقته.. رد آسر بدهشة والمطلوب مننا ايه دلوقتي نظر لهم يوسف بقوة وقال نعتذرله..حتى لو هنتحايل شوية..ونبدأ صفحة جديدة معاه..الاجتماع ده اكيد وراه قرار مش سهل..نبدأ احنا بالاعتذار عشان تعدي على خير.. صمت الشباب بوجوم ولم يجيب احدا فيهم ليقل يوسف _ طالما سكتوا يبقى مش معترضين..تمام..كده اتفقنا.. قال جاسر بمرح نحتفل بقى.. استغفر الله العظيم باليوم التالي...بمكتب فاروق بشركة آل الزيان وقف الرباعي أمام العم وجيه متصافين بجانب بعضهم ليتوجه سليم إليهم بنظرات غيظ وهتف _ بالذمة مش مكسوفين من نفسكم! أربع شباب كل واحد فيهم شبه الجدار ومالوش أي لازمة في الدنيا !! شاطرين بس تاخدوا فلوس وتصرفوا ! ده أنتوا لو بنات كان افيد!! امتقع وجه آسر بضيق شديد بينما لوى رعد شفتيه وهمس لجاسر وقال عمك بيهزأنا يا جاسر..استخدم غباوتك بسرعة وكزه جاسر متمتما بشيء وقال غباوة مين اللي تنفع مع القطر ده ! انا اخري ميكروباص وفاضي كمان تقدم يوسف وتوجه لعمه وجيه ثم قبل كتفه ببسمة وهتف بباقي الشباب يلا قولوا النشيد اللي سرقناه..ااقصد اللي الفناه لعمنا حبيبنا بدأ الشباب يرددون الكلمات رغما عنهم مابين الضيق والضحكة المكتومة فقالوا عمو وجيه يا عمو وجيه حياتنا من غير هتبقى چحيم ابعد بس وجرب وأمشي هتلاقي الدنيا متنفعش كلنا ايد واحدة آه آه وبنحبك والله والله كاد رعد أن يطلق ضحكة عالية فوضع جاسر يده على فم ابن عمه سريعا وهمس هتفضحنا خلينا نخلص من إذاعة الصباح ونمشي فتابعوا بآخر مقطع أوعى ياعمو تسيبنا وتمشي لأ لأ قال رعد وهو يكتم ضحكته تبقى معدية ردد يوسف متسلمش عليا..يااااااسااافل قالها وقد تحكم بنفسه ولا زال آثر على ضيقه وقف يوسف موازيا للصف ليقف أمامهم بمكر وقال المرادي مفيش عقاپ صافح الشباب بعضهم ببهجة وابتسامة وهم يتلقوا التهاني حتى قال وجيه فجأة في طرد توقف الشباب فجأة كالتماثيل فالټفت يوسف اليه بفم مفتوح وقال ها لوى جاسر شفتيه بسخرية وقال أنا طردت نفسي من زمان وليا شقتي اللي عايش فيها لوحدي وكزه رعد بخبث وهمس لوحدك يا كداب ! أجابه جاسر بخفوت تقصد توتو لأ دي سافرت..جبت مكانها كاريمان حتت بت مانجا ضغطت رعد على شفتيه بغمزة ماكرة فابتسم جاسر بثقة قال آسر بكبرياء حاضر يا عمي اللي أنت شايفه هتفت يوسف بغيظ مش وقت كبريائك خالص دلوقتي بيقولك طرد يعني مش هنتعشى !! ابتسم وجيه رغما عنه وقال لأ ومش بس من القصر..ده من هنا كمان اكفهر وجه جاسر وهتف طب وهصرف على حريمي منين كتم يوسف فم جاسر وصحح هدومي..يقصد هدومه يا عمي ماتفهموش صح.. أضاف العم متأملا أبناء أشقائه بعمق وقال _
شوق ولهفة ولكنه رحل منذ ثوان..وقفت بمنتصف الطريق باكية
وشعور مؤلم بأنها لم تراه مرة أخرى... عادت لمنزلها فلم تستطع المواصلة بالعمل..لاحظ عليها أبيها