صړخة على الطريق بقلم الكاتبة ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


انت نشمر ايدينا وننضفها بعدين هطلعلك فيها سرير وشوية لوازم مؤقتة تمشي نفسك بيهم لحد ما ربنا تفرجها.. 
حدجه جسار بامتنان كبير وتمتم شكرا يا أشرف علي وقفتك معايا والحمد لله إن الصاحب مش بيتغير.. علي الأقل انت الحقيقة الوحيدة دلوقت في حياتي مطلعتش وهم زي أهلي. 
بلاش عبط احنا اخوات ومفيش بنا الكلام ده.. 

وأكتر يا أشرف.. وأكتر.
الفصل السابع
مسيرين أم مخيرين أحيان لا ندري وجهتنا. 
تقودنا رياح الأقدار حيث شاءت لنا السير. 
فنتكيء بكل قوانا على صولجان الإيمان والأمل. 
لعلهما يعصمانا معا شړ السقوط. 
أهلا بيك يا أستاذ جسار
قالها رضوان مرحبا به وتبعه ابنه الأكبر حمزة اعتقد أننا كسبنا مستشار قانوني مميز لشركتنا. 
ابتسم جسار أنا اللي كسبت بانضمامي ليكم .
سارة بترحيب حار بجد مبسوطة اوي انك انضميت لينا يا جسار قصدي استاذ جسار. 
رمقها أمين بنظرة ما بينما رحبت به شمس برسمية لا تخلو من ود بنت عمي دايما تثني على شغلك وقدارتك في حصد حقوق عادت لأصحابها اعتقد زي ما قال الجميع انك إضافة لينا.. شرفتنا.
تعجب ترحيبها هي بالذات لكنه تخطاه بقوله المقتضب شكرا استاذة شمس. 
أنا بقي بدون مقدمات بقولك نورت يامتر.
قالها ريان بمرح ذكره بشقيقه رائف فقال ده نورك والله.. يارب اكون عند حسن ظن الجميع. 
أمين تمام بما ان التعارف تم بينكم حمزة هيعرفك فين مكتبك وبالتوفيق. 
بعد مرور شهر!
راح يطرق الباب بصخب ينادي 
يا سيادة المحامي المخضرم.. أفتح ياجسار بيه. 
فتح له الباب وهي يصيح ايه يا ابني الدوشة بتاعتك دي وايه اللي معاك 
دي حاجة معمولة ليك مخصوص من الحاجة ام أشرف ثم كشف جسار غطاء الصحن ليصيح باستحسان الله لقمة القاضي.. 
قال بتهكم ايوة يا سيدي امي عملتها مخصوص عشان عارفة انك بتحبها مع اني من رمضان اللي فات بطلبها معبرتنيش.. 
طب ادخل انت اعملنا شاي يا أشرف عشان نشربه معاها هنا علي السطح.. 
رفع له حاجبية نعم هو انا الفلبينية اللي بتشتغل عندك 
سوري يا أشرف اظاهر أخلاق ولاد الأكابر لسه مأثرة على سلوكي.. 
بس أخلاقك دي لأزم تتقوم وإلا هتفسد..مش ناقص غير انك تطلب تفطر فينو وفلامنك.. أحنا هنا بنقدس عيش التموين اللي بخيره.. وركز على بخيره دي.. 
عارف قصدك عشان كده مش بدوقه انجز بقي واعمل شاي لقمة القاضي هتبرد يا رخم.. 
ماشي بس اوعي ټضرب الطبق كله! 
ليه شايفني مفجوع وطفس زيك
لأ ازاي يا ابن الأكابر.
صب لهما قدحان من الشاي الساخن وقال أخبار شغلك ايه في شركة أمين بيه 
الحمد لله تمام الحقيقة عيلة محترمة ومنظمة جدا كل واحد له شغله.. يعني أمين بيه هو الرئيس التنفيذي المسؤل عن مسار الشركة بشكل عام.. وبيشاركه أخوه رضوان بيه اللي ولاد التلاتة شغالين معاه شاب فيهم مدير تنفيذي لقسم المعلومات وأنظمة الكمبيوتر والتاني ماسك قسم الهندسة المدنية واختهم شمس هي اللي ماسكة قسم الحسابات. 
ما شاء الله فعلا حاجة تشرف..بس شمس دي مش هي البنت اللي جت الجامعة رشت عليك اسبراي 
أيوة هي.. 
ده تلاقيها
مش طايقاك هناك.. 
بالعكس يا أشرف
دي طلعت ظريفة وكمان جادة في شغلها اوي ومحترمة واتعاملت معايا بود كبير وده اللي استغربته جدا منها وأثار إعجابي بيها..
فعلا غريبة يعني سارة عادي ترحب بيك وهي فرحانة بحكم زمالتكم وشغلها معانا في مكتبك..لكن شمس
ارتشف بعضا من فنجانه وقال الدنيا علمتني ان المظاهر خداعة يا أشرف..عشان كده أنا غيرت نظرتي ليها.. هي مش بنفس الفظاظة اللي كنت فاكرها لما اتعاملت معاها عن قرب ابتديت اشوفها بشكل تاني ليها جمال هادي ومختلف.. يمكن ده نابع من انجذابي لشخصيتها في الشغل مثلا 
ممكن جدا..لعلمك مافيش بنت وحشة الفكرة في الطباع والأخلاق.. خصوصا في الزمن اللي احنا فيه.. اللي يلاقي بنت كويسة المفروض يحمد ربنا على حظه.. 
عندك حق.. وتسلم ايدك انت بتعمل شاي أحسن من دادة سيدة.. 
رمقه بحنق فرماه جسار بغمزة عين مشاكسة ثم أرتشف باقي فنجانه دفعة واحدة وقال أنا هسيبك بقي وانزل عشان هقابل رائف..وبعدها هنعدي على جدي عشان اطمن عليه.. 
هتحكيله الحقيقة 
لازم دي حاجة مش هينفع تستخبى عنه. 
طب وبعدها هتفضل علاقتكم ولا 
قال بثبات جدي ورائف بالنسبالي معزتهم هتفضل زي ما هي وعلاقتنا كمان..هو اخويا اللي بحبه وبخاف عليه وهفضل جنبه دايما.. 
ربت علي كتفه وهو كمان بېموت فيك يا جسار خلاص روح قابله وربنا يعمل الخير بينكم.. 
اللهم امين سلام يا أشرف.. 
توجه لإحدي المقاهي في وسط البلد وانتظر شقيقه الذي أتاه بعد قليل قائلا أخيرا فضيت نفسك عشان اشوفك..في ايه يا جسار ليه سايب البيت وكل اما اسأل حد ألاقي رده غامض بالذات جدي وبابا.. فهمني ايه الحكاية 
نظر له بحنان لا يدعيه وقال طب اهدي وهفهمك كل حاجة.. بس
تشرب ايه الأول 
ياريت فنحان قهوة مانمتش ودماغي هتتفرتك.. 
بعد الشړ عليك يا حبيبي.. 
انتظر ليضع النادل فنجان القهوة ثم استجمع تركيزه وقوته وسرد كل شيء له وكلما توغل بسرده ظهرت الدهشة علي ملامحه ليهتف أخيرا مش ممكن اللي بسمعه ده يكون حقيقة! يعني انت مش اخويا لا مستحيل..أنا مش مصدق.. 
ربت برفق علي كف أخيه وقال بالعكس يا رائف لازم تصدق..لو راجعت شكل علاقتي بوالدتك ووالدك هتتأكد انها الحقيقة اللي كنت دايما بحسها بقلبي بس بنكرها.. 
أغرورقت عين شقيقه وتمسك بكفي جسار كأنه طفلا يتشبث بأبيه وهو يقول بس أنا ماليش دعوة بالحقيقة دي ولا هتفرق معايا انت اخويا ومحدش ممكن هيفرقني عنك ابدا. 
لمعت عينه بمحبة طاغية وداعب شعر أخيه بود مين قال هنفترق ياحبيبي..مفيش حاجة بنا هتتغير صدقني كل الحكاية اني استقليت ماديا عنكم لأن مبقاش من حقي اتمتع بقرش مش بتاعي.. انما علاقتي بيك انت وجدي مستحيل تنتهي.. 
طب وماما وبابا خلاص مش بتحبهم 
لا يا رائف مش كده بس يمكن عشان عمري ما حسيت معاهم بعلاقة دافية.. الفتور والبعد كان هو أساس علاقتنا.. فمتلومنيش لو بعدت.. لكن أنا بحترمهم وكفاية انهم عطوني اسمهم اعيش بيه لحد ما كبرت. 
بس بابا بيحبك وزعلان من وقت ما مشيت.. 
بكره ينساني وربنا يخليك ليهم يا رائف.. 
تأمله الأخير بحزن كيف لم يعد جسار شقيقه ومن نفس دمه كيف 
طب وعايش ازاي يا أخويا
اطمن والله انا زي الفل وشغال والدنيا تمام.. 
ثم تنهد مع قوله كل اللي بتمناه دلوقت يا رائف اعرف طريق يوصلني بأهلي..بس مش عارف ابدا منين.. 
أكيد هتلاقي سكة بس ادعي ربنا.. 
طبعا بدعي والله طب يلا بينا نروح لجدي اطمن عليه معاك
يلا بينا.. 
وفجأة صاح كأنه وجد كنزا 
جسار.. أنا ممكن اساعدك تلاقي أهلك.. 
برقت عين الأخير بحماس ودب الأمل في صدره وهو يستمع لحديث أخيه. 
معلومات ايه اللي عايزها يا رائف 
تسائل الجد بتعجب ليتدخل جسار بحماس عن الحاډث اللي لقيتني فيه ياجدي ورائف هيسأل عميد شرطة قريب واحد صاحبه هناك في نفس البلد اللي حصل الحاډث فيها..ليكمل الأخر بالظبط كده.. وممكن جدا نعرف اي معلوماته توصل اخويا لأهله..
ومضت عين الجد سعادة وهو يري علاقة أحفاده مازالت قوية رغم كشف ما كان..هاهو حفيده الأصغر يدعم أخيه بمحبة.
حاضر هحكي كل اللي شوفته والمكان بالظبط وشوف هتعمل ايه يمكن يجي الڤرج علي إيدك ياحبيب جدك.. 
اطمن ياجدو أنا متفائل..
قص
له سريعا التفاصيل التي ربما تساعده خاتما قوله كده انت عرفت كل حاجة يا رائف. 
تمام يا جدي بأذن الله أعرف اساعد اخويا. 
ربت جسار علي رأسه بود فهتف الجد نادر 
طب يلا يا حبايبي نرجع البيت نتغدي كلنا سوا..بقالنا كتير متجمعناش..
تنحنح جسار بحرج معلش ياجدي مش هينفع عندي مشوار تاني ومش جعان أصلا بالليل هتعشي مع أشرف..
أظلم وجه الجد لرفض دعوته فأشفق عليه وقال بس لو حضرتك هتعزمني أنا ورائف بكرة علي أكلة سمك..موافق.. 
وأشرف كمان.. 
ده أساسي وألا يفضحني..
ابتسم الجد لهما وغمغم خلاص اتفقنا يا ولاد وبلغ أشرف بالنيابة عني.. 
تمام استأذنكم انا ونتقابل بكره
رائف طب انا عايز ازورك مكان ما انت عايش.. امتي هتاخدني عندك يا چيسو
نفوت بكره وبعده عشان هكون مشغول شوية باستثناء طبعا وقت الغدا بتاع جدي.. ومعادنا الجمعة تيجي من الصبح تقضي اليوم معايا أنا وأشرف.. 
يبقي اتفقنا.. 
وجدكم ماينفعش يجي معاكم 
نظر له جسار مستشعرا القلق أن يأتيه جده ويري مسكنه المتواضع ېخاف ان يضغط عليه ثانيا ليساعده ماديا.
فكرة ممتازة وبابا كمان يجي معانا.. 
لم يجد جسار بدا سوي قوله تشرفوني كلكم طبعا.. يوم الجمعة نتقابل..
انتهي اجتماع قصير بينه وبين السيد أمين وشمس وتم تقديم بعض العقود ليتم تظبيطها قانونيا من قبل جسار..
أنا كده الفواتير والعقود وفاضل استاذ جسار يظبط وضعنا القانوني. 
تناول الأخير طرف الحديث ده اللي هيحصل هحط كل الشروط الجزائية اللي تثبت حقنا..
تمام طيب عايز مني حاجة تاني يا عمي 
ابتسم بود لا ياشمس كده تمام..روحي مكتبك.. 
أستأذنت وهي توميء لكليهما وتبعها الأخر بقوله 
أنا كمان استأذن حضرتك أمين بيه..
أشار له بالجلوس وقال خليك شوية يا جسار حابب ادردش معاك واحنا بنشرب القهوة.. 
تحت أمر حضرتك.. 
أمر بإحضار قهوتهما ثم قال قولي بقي انطباعك ايه في الشغل معانا مرتاح.. 
غمغم بصدق مرتاح بس أنا بجد محظوظ بانضماني للصرح العظيم ده..ماشاء الله حضرتك واخوك وولاده والأنسة شمس وسارة.. بجد في تناسق رائع بينكم وكله بيجتهد لمصلحة الشركة مافيش دلع ولا تهاون كله قلب واحد وبيحب شغله حتى الموظفين نفسهم..
الحمد لله الصرح اللي انت شايفه ده مجاش من فراغ احنا شقينا وتعبنا كتير انا واخويا عشان نبنيه ونكبره والحمد لله ولادنا كملوا معانا..
ربنا يبارك فيهم وفيكم يا امين بيه.. 
وفيك ياجسار.. الحقيقة انا معجب جدا بشغلك حتي من قبل ما تيجي
انك في العمر الصغير ده وأسمك يتردد في عالم المحاماه بالشكل ده.. أكيد دي عبقرية منك..
ابتسم له شكرا لحضرتك.. أمال لو عرفت اني في الكلية أخدت السنة بسنتين هتقول ايه..
تعجب قوله معقولة ازاي
معرفش في فترة من حياتي كنت مشتت ومش لاقي حافز..
 

تم نسخ الرابط