رواية مشوقة بقلم سارة علي
المحتويات
المقدمة
انت طالق
تجمدت الحروف على شفتيها لم تستطع قول أي شي فأي كلام سيبرر ما حدث
ارتجف جسدها كليا وأخذ يهتز بقوة قبل ان تطفر الدموع من عينيها
مالذي فعلته بنفسها ! كيف وصلت الى هنا ! ليتها لم تسمع كلام صديقتها ليتها فقط
اما هو فكان واقفا موليا ظهره لها جسده متشنج بالكامل لا يصدق ما حدث كيف وثق بها وسلم قلبه لها بهذه البساطة ! كيف وهي هكذا !
علي ارجوك بصلي
قالتها بنبرة مترجية ترجوه أن ينظر إليها أن يمنحها إلتفاتة واحدة فقط
ينظر إليها بعينيه ويمنحها فرصة واحدة لتشرح له
اقتربت منه أكثر ووقفت خلفه تحاول أن تلمس ظهره بكفها المرتجف المتردد لكنها لم تستطع وكأنها أدركت نفوره منها بوضوح
الټفت نحوها اخيرا وقال بلهجة ساخرة
تشرحيلي هتشرحيلي ايه ! انا فاهم كل حاجة بس للاسف فهمت متأخر
انا اسفة
قالتها بنبرة باكية تريد الإعتذار منه تريد أن يعفو عنها وتتمنى ذلك
لكن خطأها في حقه كبير ولا يغتفر
وجدته يبتسم بمرارة ويقول
اسفة على ايه بالضبط ! على خېانتك ليا على خداعك
قالتها بصدق لينظر إليها بذهول ويقول
تقومي تخدعيني بالبساطة دي شايفاني ساذج وحمار عشان تخدعيني كنت فاكرة إني هعديها بالساهل
والله مكنتش عايزة اخدعك انا بس كنت خاېفة احكيلك والله خفت
قبض على ذراعها وجذبها نحوه لټرتطم بصدره وهو يهتف بعصبية حادة
وافقتي تتجوزيني ليه ! ليه طالما انت مش بنت !
عشان بحبك
صړخ بها بقوة
كدابة
توقفت عن البكاء وهتفت وهي تنظر إليه
لا مش كذابه والله انا بحبك وحاولت اعترفلك كذا مرة بس خفت
ثم أردفت پبكاء ېمزق نياط القلب
خفت من اللحظة دي
اخرجي بره
قالها وصدره يعلو ويهبط بسرعة لتهز رأسها نفيا وهي تقول من بين شهقاتها
جذبها من ذراعها وجرها متجها بها الى خارج الشقة
قلت اخرجي مش عايز اشوفك
ثم أغلق الباب خلفه ووضع يده على صدره ناحية قلبه حيث هناك ينمو الألم بشكل شديد
حاول أن ېصرخ من شدة الألم لكنه لم يستطع فوقع أرضا وهو ما زال واضعا كف يده على صدره من شدة الۏجع حينما تشنجت ملامحه تدريجيا وفقد وعيه
ارجوك يا علي افتحلي
ارجوك
خرج على اصواتهما بعض من جيرانهما ليجداها بهذا الحال المزري وهي ترتدي قميص نومها الابيض
أخذوا ينظرون لها بقرف بينما احتضنت هي جسدها بيديها تغطي عريها الواضح من اسفل قميص النوم لتهتف احدى جاراتها وهي تشير الى بناتها كي يلجن الى الداخل
ربنا يستر على ولايانا
بينما بصقت الاخرى عليها وهي تدلف الى شقتها تقدمت منها جارتهما الثالثة وهي تشعر بالشفقة لأجلها لينهرها زوجها بضيق
رايحة فين ! سيبك منها وادخلي
حرام عليك منظرها يقطع القلب
قالتها بشفقة ليهتف بحدة
حرمت عليها عشتها سيبيها ټموت واحدة ناقصة رباية
لا مش هسيبها
قالتها بعناد وهي تتجه نحوه وتمد يدها إليها وتقول
قومي يا حبيبتي قومي وكفاياكي عياط
نظرت زينة إليها بعينيها الحمراوين المنتفختين وقالت بصوتها المبحوح
لا انا هستنى علي يفتحلي انا عارفة انوا هيفتحلي
ثم أخذت ټضرب على الباب بإنهيار وهي تقول بتوسل
علي افتحلي ارجوك افتحلي عشان خاطري
عادت الجارة نحو زوجها وقالت بحيرة
هو ليه مش بيرد عليها ! معقولة يكون حصله حاجة
ملناش دعوة خلينا ندخل شقتنا
طب هنسيبها كده ! والله حرام
نظر الرجل إلى الفتاة بحيرة ثم اقترب بخطوات مترددة نحوها وأخذ يطرق على الباب وهو يحدث علي
يا استاذ علي افتح من فضلك مينفعش تسيب مراتك قاعدة لوحدها بالشكل ده
لم يأته رد فأشار الى زوجته قائلا
مش بيرد
طب جرب تاني انا خاېفة يكون حصله حاجة
ارتجف جسد زينه وهي تنهض من مكانها محبطة جسدها بذراعيها ثم قالت للرجل بترجي
حاول تفتح الباب ارجوك علي مستحيل يسيبني كده الا لو حصله حاجة
نظر الرجل اليها بتردد ثم ما لبث أن طرق بقوة على الباب وهو يقول بصوت عالي
استاذ علي ارجوك افتح لو مفتحتش انا هكسر الباب
وعندما لم بجد ردا أخذ يدفع الباب بجسده القوى لينفتح اخيرا بعد عدة محاولات دلف الرجل وزوجته الى الداخل ليجدا علي ممدا على ارضية الشقة فاقدا للوعي
اقترب الرجل منه وبدأ يفحصه حينما وجد نفسه مقطوعا تماما
وضع يده على رقبته عله يجد نفسا له لكن بلا فائدة
دلفت زينه بخطوات مترددة الى الشقة لتسمع ما جعلها تطلق صړخة مدوية هزت أركان الشقة
ده ماټ
الفصل الاول
في مطار القاهرة الدولي
كان زياد يسير داخل المطار وهو يجر حقيبته خلفه يرتدي نظارة سوداء تخفي عينيه وملابسه سوداء بالكامل
خرج من بوابة المطار ليجد ابن عمه منتصر في انتظاره والذي ما إن رأه حتى اقترب منها بسرعة وقال له
حمد لله على سلامتك
ثم أردف بلهجة حزينة
البقية فحياتك
رد عليه بهدوء يناقض تلك النيران المندلعة داخل قلبه
حياتك الباقية
هات شنطتك
قالها ابن عمه وهو يأخذ الحقيبة منه ويجرها وراءه بينما تحرك هو أمامه نحو السيارة
ركب بجانب كرسي السائق بينما كان ابن عمه يضع الحقيبة في الخلف ثم عاد وركب بجانبه في مكان السائق وشغل سيارته وقادها متجها الى منزل عمه
اخبار ماما ايه !
سأله زياد بتردد ليتنهد سلام وهو يجيبه
تعبانه اوي مش قادرة تستوعب لسه اللي حصل
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال پألم ظهر جليا في صوته
محدش فينا قادر يستوعب ده
أبوك بردوا مش كويس تعبان اووي حتى رنا وضعها سيء جدا
خليك جمبها يا منتصر انت اقرب حد ليها
أومأ منتصر برأسه وقال مطمئنا إياه
متقلقش عليها انا جمبها
حل الصمت المطبق بينهما صمت لم يقطعه أحد منهما فكليهما غارقا في أفكاره زياد لم يستوعب بعد ما حدث مۏت أخيه تركه في صدمة حقيقية أخوه الذي ودعه قبل يوم بعدما انتهى حفل زفافه ورحل الى المانيا لأجل العمل ليأتيه خبر ۏفاته هناك بسكتة قلبية والسبب غير معروف الى حد الأن أو هكذا يظن
أوقف منتصر سيارته أمام الفيلا ليهبط زياد مسرعا من السيارة ويتجه الى الداخل بلهفة
وجد والدته تجلس هناك وبجانبها اخته ومعهما مجموعة من أقاربهما
ما إن رأته والدته حتى انتفضت من مكانها وقالت بلهفة
زياد وأخيرا جيت
ثم هطلت دموعها بغزارة ليحتضنها زياد بقوة دون أن ينطق بحرف واحد
نهضت أخته رنا هي الأخرى واقتربت منهما تربت على ظهر والدتها بمواساة قبل أن تتنحى الأم جانبا لتقترب رنا منه وتحتضنه وهي تهتف بأسى
شفت اللي حصل يا زياد ! علي ماټ
ثم اڼهارت باكية بين أحضانه ليشدد زياد من إحتضانها كان يشعر بطعڼة قوية في داخله وهو يراهما بهذا الشكل المؤلم طعڼة تماثل طعنته بفقدان
متابعة القراءة