ضراوة ذئب بقلم سارة الحلفاوي
وصعدت على الدرج وهي تشعر بأن تلك النيران المتأججة في قلبها لن يطفيها سواه سوى قربه!!
صعدت له ودلفت الجناح ثم الغرفة لقته طالع من الحمام لتوه لكن مرتدي ملابسه تفوح منه رائحته التي تعشقها توقفت للحظة لا تعلم ماذا تقول وكيف تبدأ لما لاقاها واقفة ساكتة قال بحنان وهو بيمد كفه الأيمن لها والأيسر ممسك بمنشفة بجفف خصلاته
أسرعت الخطى نحوه ثم قالت بإبتسامة
أقعد وأنا هنشفلك شعرك!!
مدلها المنشفة وقال بإبتسامة
إتفقنا!!
تأمل ملامحها وإتنهد بإشتياق
إنت وحشتيني أوي يا يسر!!
توقفت عند تلك الجملة حطت المنشفة جنبه وهمست
أوي أوي ولا نص نص
إبتسم وقال بحنان
لاء أوي أوي فوق ما عقلك يصورلك!!
و إنت كمان يا زين!!
قالتها وهي تقبل يديه إبتسم على أثرها
همست بها بتبصله بأعين إلتمعت بالدموع جزع قلبه عليها وقال بإبتسامة حنونة
طب بتدمعي ليه!!
عشان مقدرش اعيش من غيرك
قالتها پألم ف همس بعشق مغمضا عيناه
أنا اللي هتجنن عليك أساسا!
وضع المزاح جانبا لما قالت ب صوت مرتجف
زين! أنا محتاجالك أوي أوي!!!
لم يجعلها تعيدها كلمتها .. كم يعشقها لإنه شعر ب إن لسة الموقف مأثر فيها يخبرها بأنها الوحيدة اللي قلبه دق ليها إنها الوحيدة اللي خلته قرفان لمسة ست
يتبع
إحساس الغيرة بياكل في صاحبه!!
الفصل الأخير
زين! أنا محتاجالك أوي أوي
كان حنونا معها كعادته يخبرها بين الحين والآخر كم يعشقها لإنه شعر ب إن لسة الموقف مأثر فيها يخبرها بأنها الوحيدة اللي قلبه دق ليها إنها الوحيدة اللي خلته قرفان لمسة ست تانية بعدها هي الوحيدة اللي مستعد يفديها بروحه وعمره وفلوسه وكل حاجه تبقى تحت رجليها هي!
ده أحلى صباح ممكن أصحى عليه
توقف لما رفعت وشها ل وشه ف تأمل وجهها للحظات وخصلاتها المفردة على جانبي وجهها تأملها ب شرود ف أغمضت عيناها تبتسم ب هدوء
إزاي جميلة كدا
إبتسمت له بتقول ببراءة
لو مكنتش جميلة كنت هتحبني كدا
إبتسم على عفوية سؤالها وأجاب بصدق
كنت ھموت فيك متحاوليش
إبتسمت ملء شفتيها ونظرت لعيناه قائلة بحب
على فكرة إنت كمان زي القمر!
إبتسم وقال ب غرور
جدا عارف
ضحكت برقة وهتفت تميل برأسها للجنب شاردة في عيناه
بتكلم بجد عينيك ما شاء الله لونها ما شاء الله مش طبيعي لون أخضر زتوني كدا!
ياه لو البيبي ياخد لون عينيك
هتعملي إيه بقى
قالها وهو مستمتع بحديثها ولو فضلت تتكلم معاه يومين كاملين دون إنقطاع مش هيمل تبقى بس بالقرب ده منه ومش عايز حاجه تانية!
قالت بلطف
هفرح جدا وهفضل أبوسه في عينيه ليل نهار
إغمقت عيناه وقال بضيق كل ما يفتكر إن كائن تاني هيشاركه فيها وإن كان إبنه
إنت هتبوسيه أصلا!
لاحظت ضيقه ف قالت بإبتسامة
و إنت كمان هتبوسه يا حبيبي
لا يعلم لم إبتسم شرد في لحظة تقبيله لصغيره في أول مرة سيضعوه بأحضانه ف إبتسمت وهي متأكدة في اللي بيفكر فيه قالت بحنان
إنتوا الإتنين كل حاجه في حياتي!
هتحبيه أكتر مني صح
قال بهدوء معاكس لما بداخله رفعت وشها ليه وقالت بحنو بتمسح على دقنه
يا عمري أنا بحبك أكتر من أي حاجه وأي حد
لما ييجي كل ده هيتغير
قالها بجدية وهوبيرجع خصلة ثائرة ورا أذنها ف حاولت تغيير مجرى الحديث قائلة بإبتسامة
يا خۏفي إنت اللي تحبه أكتر مني
إتنهد ورفع كفها يقبله بعشق
محدش هيعرف ياخد مكانك في قلبي يا يسر
أنا خاېفة لاء أنا مړعوپة يا زين
قالتها وهي ماسكة دراعه ترتدي ذلك الزي الطبي وغطاء الرأس الطبي أيضا تتجهز لإجراء عمل ية ولادة طبيعية تحدق به بأعين دامعة حاول يطمنها رغم الړعب والخۏف اللي عليها جواه مسح دموعها بحنان وقال برفق
مټخافيش يا قلب زين كله هيبقى تمام دي ولادة من غير أل م يعني مش هتحسي بحاجه مټخافيش
ماشي
أن حان موعد ولادتها بصتله بصة أخيرة ودخلت قعد على الكرسي بيحاول يهدي نفسه إنها هتبقى كويسة وإنها هتخرجله بالسلامة تليفونه رن ف قطب حاجبيه وأخد التليفون خرج بيه برا المستشفى رد وهو بيقول بعدما زفر بضيق
ها يا عابد
زين باشا أنا عارف إنه مش وقته وربنا يقوم المدام
ب تر عبارته پحده هادرا فيه بصوت جعل من حوله يلتفت له بإستغراب
ما تخلص يا عابد
قال بتوتر مش ضامن ردة فعله سكت زين لدقائق لدرجة إن عابد إفتكر إنه قفل لكن بعدها قال بهدوء
إنت متأكد إنها م اتت
هتف عابد بحيرة
زي ما بكلم حضرتك كدا يا باشا!
هي فين دلوقتي
قال وهو بيشعل سيجارته ف هتف عابد
هي في التلاجة هيش رحوا جث تها عشان يعرفوا الم وت كان من الض رب ولا من حاجه تانية
صورهالي
قالها ببرود شديد لدرجة إن عابد قال پصدمة
إيه!
وقعت على ودانك ولا إيه
قال زين ساخرا أسرع عابد يقول بحيرة من بروده
لاء معاك يا باشا طيب أنا في المستشفى هدخل أصورها لحضرتك دلوقتي بس ده لو دخلوني!
قال بجمود
هفضل معاك ع التليفون لحد ما تقفل ولو حد وقفك خليني أكلمه المهم أنا عايز صورتها ووشها في ظرف دقيقتين
حاضر يا باشا!
و أسرع بخطواته داخل المشفى تسلل ل المش رحة يحاول تذكر في أي ثلاجة وضعوها جسده يرتجف وسط الج ثث اللي حواليه وريحة الم وت مخترقة أنفه لحد ما إفتكر وشد الثلاجة عليه إنحبست أنفاسه لما رفع تلك الملاءة البيضاء ولقى وشها أزرق بدرجة كبيرة وكدم ات على وجهها قال ب صوت بيرتعش
ه هصورها لحضرتك دلوقتي
إبتسم زين بسخرية وهتف
بسرعة قبل ما تقع من طولك
إلتقط عابد صورة لها وأرسلها ل زين شاف وش اللي من المفترض أمه للحظات بيتأمل سوء خاتمتها نضف حلقه وسحب نفس عميق من السېجارة ورماها على الأرض بيدوس عليها برجله ومن ثم هتف بنفس الجمود
مالوش لازمة التش ريح أدفنوها على طول!
بس الطب الشرعي قال آآ
هتف زين بحدة
عابد مش عايز مش رط ېلمس جسمها تدف ن على طول فاهم
فاهم يا باشا
قفل معاه ورجع دخل لجوا غسل إيده كويس وفمه من السچائر ورجع جنب غرفة العمليات قعد على المقعد شاردا لتمر ساعة إنتفض بعدها على صوت صرخات صغيره وقف عينيه متعلقة بالباب زي الطفل مستني حد يخرجه عشان يشوفه وبالفعل خرجت ممرضة بيه لافاه ب بطانية تقيلة نبضات قلبه أزدادت وهو شايف الممرضة بتتقدم نحوه بالطفل وقفت قدامه ومدتله الطفل بتقول بإبتسامة
إتفضل يا فندم ربنا يباركلكوا فيه
مسمعهاش واقف ثابت مش عارف لأول مرة يعمل إيه عينيه ثابتة على الطفل اللي بيعيط من قلبه بيفرك بكفيه فضلت الممرضة واقفة مستغربة سكونه مش قادرة تترجمه ف قالت بهدوء
حضرتك سامعني
بصلها ب نظرات تايهة ورجع بص لإبنه مد
إيده وحمله ب ړعب خاېف يعمل حركة غلط ف تإذيه أول ما لمسه كل خليه جواه إرتجفت قربه لحضنه حاسس إنه بياخد أنفاسه بصعوبة من تأثير الموقف عليه لكن إبتسم لما شاف إبنه سكت وعياطه هدي قرب شفايفه من ودنه وهمس ب صوت متأثر
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر
غمض عينيه وحبس أنفاسه بيسند جبينه على راسه الطرية بخفة شديدة خوفا عليه بيحمد ربنا جواه على إحساس مكنش متخيل في يوم جماله خرجت يسر على التروللي ف أسرع عليها بيحضن إبنه بيسأل الممرضة بلهفة
كويسة
قالت الممرضة بهدوء
متقلقش يا فندم كويسة
مشي معاهم لحد ما دخلت الغرفة كانوا بيحاولوا يشيلهوا لحد ما وقفهم بضيق وقال
بتعملوا إيه خدي
و مدلها إبنه وهو بيبصله وكإنه هيشتاقله مسكته الممرضة بإستغراب لكن شهقت لما زين ميل على يسر عشان يشيلها وقالت پخوف
حضرتك كدا ممكن تإذيها
حمل جسدها الذي إكتسب الوزن بسبب الحمل برفق شديد بيبص للمرضة بسخرية حطها على الفراش بحذر مسح على وجهها الشاحب ومال يقبل جبينها ومن ثم عيناها ليقول ل الممرضة بضيق
هي هتفوق إمتى
هتفت الممرضة بضيق
شوية وهتفوق
هاتيه
قالها بحدة ف أعطته ولده پخوف منه شاورلها عشان تخرج مع باقي الممرضات ف فعلوا قعد على طرف الفراش جنبها وبصلها ورجع بص ل إبنه إبتسم وهو بيقول
خد عينيا يا يسر
و قلبي
إسترسل بعد تنهيدة بيبصله بعطف سمع همهماتها بإسمه بتعب
زين!
مسك كفها بكفه اللي مش شايل إبنه بيه وقال بحنو
روح زين!
إبني
همست بحزن وهي لسه تحت تأثير البنط ف أسرع بيقولها بإبتسامة
معايا يا حبيبتي
عايزاه
فوقي كدا يا أم يونس
إبتسمت وبصتله وهي بتدمع ورجعت بصت لإبنها ودفنت أنفها بجسمه الصغير بتستنشق رائحة جسده بتضحك وپتبكي مسح على خدها برفق وهو بيبصله بسعادة برفق فتحت عينه النايمة وإبتسمت وهي بتقوله
نفس لون عينيك
أومأ لها ف مسحت على خصلات زين بتقول بحنان
مبسوط!
فوق ما عقلك يصورلك!
إنفجرت يسر ضحكا وقامت ويونس إستخبى وراها وهو پيصرخ بمزاح
و الله يا بابا هي اللي قالتلي أبوسها
شهقت يسر پصدمة وقالتله
بتسلمني يا يونس
أنا ماليش دعوة
قالت له بعشق
لو تعرف أنا بحبك أد إيه
همس أمامها بعشق أكبر
مش أكتر مني
فهمست برقة
زيني
روح قلب زينك
قالها وهو يقبل يديها بحب لن ينضب ولوعة حب لا تنطفئ ونيران عشقه لا تخمد عندما دلفت مرغمة ل عرين الذئب تظنه ضاري لتجد ضراوة الذئب تحولت ل ضراوة أيضا ولكن ضراوة عشق محببة ل قلبها
تمت بحمد الله
هتوحشوني أوي
ضراوة ذئب
زين الحريري
الكاتبة ساره الحلفاوي