حطمت قلبي بقلم سوليية نصار
المحتويات
خروج الطبيب ليطمئنه عليها ...
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول
مراتي ..
اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط ...واضح انها مكانتش بتاكل كويس ...دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
الله يسلمك يا دكتور ..شكرا ...
قالها مراد براحة ....
ماما ...
اخرجها من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما
اندفعت الفتاتين إليها وتقول
متخافوش يا حبايبي ...متخافوش .....
يا بنات خلوا ماما ترتاح لو سمحتوا ..تعالوا واقعدوا هنا ...
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش ...
شطار يا حبايبي ...
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيدا عنه وكأنها لا تطيق ان تراه ...
اقترب هو منها وجلس على السرير الصغير التى تجلس عليه ...
منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه ...
...تخيل أن يرى بعينيها الألم ...او الإنهيار ....ولكنه رأى أسوأ من هذا ...رأى البرود ...رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب ...
همس بها پصدمة
طبعا حضرتك فرحان دلوقتي ...فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.!
قالتها منار ببرود ...هز مراد رأسه بقوة ...أوجعه اتهاماتها الظالمة له لتكمل هي بسخرية مريرة
انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك ...تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق منك ...ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني ...كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة ... تتجوز عليا بقا ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم ...مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه...
أغمضت عينيها بتعب وقالت
للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي ...مش عايزه غيره
قال
طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و ...
س
قالت
للأسف رصيدك عندي خلص يا مراد ...أنا هعيش معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
الفصل الثاني عشرغيرة
.........
ما هذا الشعور الذي يعتمل قلبي ...لماذا أختنق وأنا أراك معها
.........
كان مراد يسند منار وهو يدخلها لمنزل عائلة المنصوري ...كانت تريد أن تبتعد عنه ... ولكنها لم تعارض...أرادت فقط ان تتسطح على فراشها وترتاح .....
كان هنا واقفة بجوارها حماها وحماتها وهي تحمل طفلها وتنظر الى منار والذنب يمزقها من الداخل ...تشعر انها سبب الدمار الذي طال تلك الأسرة ...
أخيرا وصلا لمنزلها وأدخلها غرفتها وهو يجلسها بكل راحة ...
وضع الحقيبة البلاستيكية التي كان يحملها معه والتي كانت بها ادويتها على الكومود وقال
هعملك حاجة تاكليها عشان تأخدي الادوية ...
لم ترد عليه وهي تنظر للناحية الآخرى ..فتنهد وهو يجلس بجوارها ... وهي تقول بإختناق
سيبني لو سمحت !!!
ولكن رفض ان يتركها قائلا
انا عارف ان زعلتك كتير يا منار ...عارف اني جرحتك وانا آسف وطالب تديني فرصة اصلح اللي انا عملته و...
فات الاوان!..فات الاوان يا مراد
قالتها منار وهي تشعر ان شئ انكسر داخلها ...شئ لن تشفيه كلمات الآسف من مراد ...
تنهدت وأكملت
خلينا كده يا مراد....خلي الوضع زي ما هو ....متحاولش تصلح حاجة ...لان مفيش حاجة هتتصلح
...أنا مش هنسى انك مديت ايدك عليا عشانها ...ولا هنسى كمان انك بتحبها هي مش بتحبني أنا....فيه حاجات كتير مش هنساها ...
منار اس....
ولكنها قاطعته وهي تبكي
خلاص يا مراد روح لو سمحت كفاية...سيبني في حالي انا رجعت وتقبلت الوضع متحاولش تصلح حاجة عشان مش هيتصلح....قلبي مش هيتصلح مهما عملت !!!
تنهد مراد بيأس وهو ينظر إليها...هي حتى ترفض أن تنظر إليها ...يشعر أنها تذبل رويدا رويدا ...
هز رأسه وقال
أنا هقوم أعملك حاجة تأكليها عشان هتأخدي العلاج ...متقلقيش على البنات امي هتراعيلهم ...اقعدي أنت ارتاحي ...
لم ترد عليه وهي ما زالت تنظر للجهة الآخرى ...
ليجد دموعها تنساب من عينيها الجريحة ...أغمض عينيه بيأس وهو يفكر أنه ربما خسرها ...والأمر مؤلم ...رغم أنه لا يحبها ولكن التفكير في أمر خسارتها مفجع بالنسبة إليه ...
أنا اسف
تمتم بها وهو يخرج من غرفتها متجها إلى المطبخ وهو معكر المزاج ...
.....
في منزل هنا ....
وضعت طفلها النائم على الفراش ونهضت وهي تجلس على المقعد المجاور ...تفرك كفيها بعصبية والضيق داخلها يزداد ...لا تعرف لماذا هذا الشعور الخبيث يتسلل إليها ...عندما رأت مراد و منار وينظر إليها هي فقط شعرت بقلبها ينقبض ...
وضعت كفها على قلبها ودموعها تتساقط من عينيها ...لا لا
متابعة القراءة