وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم وياسمين عادل
المحتويات
أقرب للركض نحو باب الفيلا لكنه هدر بها بصوت آمر
استني !
لم تلتف إليه بل تابعت حديثها بصوت جاد وهي تمنع نفسها من البكاء مرة خرى
اعتذاري الرسمي هتلاقيه مبعوت لسيادتك من المكتب !
ثم استدارت برأسها نصف استدارة لترمقه بنظرات أخيرة ولكنها كانت غريبة
التقت عيناه بعينيها المنكسرتين ورأى بوضوح فيهما تلك النظرات
استطاع أن يقرأهما أن يبني تواصلا محدودا معها لكنها ت تواصلهما البصري قائلة بصوت جاف
وبالتوفيق مع حد احسن مني عن اذنك يا يا مالك بيه !
تركته وسارت بخطوات أقرب الى الركض وهي تاركة العنان لعبراتها للإنهمار مرة أخرى
كانت تود الخروج من هذا المكان أن يطبق على أنفاسها فقد كانت تشعر بالإختناق بعدم استطاعتها للتنفس
لماذا تتحمل هي كل اللوم والذنب بمفردها
لماذا يتعمدون تركها حطام كلما حاولت بناء نفسها
ولماذا هو تحديدا من يقسو عليها هكذا
تابعتها نظراته المشټعلة الغاضبة منها ورغم هذا لا ينكر انها أوقظت فيه روح الڠضب والانفعال
مشاعر مضطربة تختلج ه وتعصف بروحه التي ظن أنها وجدت سكناها أخيرا فسقطت حصونه واضطرب قلبه
لحظات حبهما لقاءاتهما المتكررة رومانسياتهما العذبة وخطبتهما
البسيطة
ثم تلتها لحظات مظلمة تضمنت لحظة الفراق القاسېة ارتباطها بمحسن واكتشافه مصادفة لهذا تخليها عنه غربته الموحشة فراق أخته وما تبقى من عائلته الغالية رؤيتها تزف إلى غيره وما أصعبها من لحظات
عجزت الخادمة راوية عن الاعتناء بالصغيرة ريفان فعادت بها إلى رب عملها وهمست پخوف
مالك باشا ريفان مش عاوزة تسكت من ساعة ما خدتها من المربية الجديدة !
رمقها مالك بنظرات حادة وعبس بشدة وهو يقول
هاتيها !
ناولته إياها بحذر وهي تقول بهدوء
اتفضل يا فندم
أمسك مالك بإبنته الصغيرة واحنى رأسه عليها ليها بحنو متناقض مع حالته الهوجاء ثم تلمس وجنتيها بأطراف أصابعه وداعبها في ها لتضحك ببراءة ثم همس لها بصوت رخيم
ها من جبينها ومسح على رأسها برفق شديد واختنق صوته إلى حد ما وهو يقول
انتي الهدية الغالية اللي فضلت من مامي !
التقت روان في طريقها بشبح إيثار ظنت انها توهمت رؤيتها وهي تترجل من سيارة الأجرة وحدقت في طيفها لفترة طويلة
ولكنها نفضت تلك الفكرة عن عقلها فمن المحال أن يقابلها أخيها بعد ما حدث بينهما من صدام موجع
كانت من أصعب اللحظات التي مرت بها بل من أقساها على الإطلاق أن تظل في نظر مالك مذنبة مخادعة
لم تستقل أي سيارة أجرة وظلت تسير هائمة على وجهها واكتفت بتغطية وجهها بنظراتها القاتمة
بكت من أعماق قلبها على القهر
والظلم
هي كانت تحتاج إلى ه الدافيء ليعيد إليها ما افتقدته
لكنها وجدت فيه شخصا أخر
رأت شخصية تشبه محسن في قسۏتها وأخيها في ظلمها
ما أضنى قلبها حقا هو تكوينه لعائلة صغيرة في الوقت الذي خدعت هي فيه وذاقت الأمرين من طليقها
فارق كبير بين حياتها وحياته
هو استعاد ما فقده وهي فقدت كل شيء
توقفت عن السير أمام أمواج البحر المتلاطمة
شردت في تصارعها وتلاحقها لتتذكر كيف تصارعت معها الحياة حتى أصبحت ما هي عليه الآن
ألقت روان بالصغيرة ريفان في الهواء وظلت تتقاذف معها الكرات وهما تمرحان سويا في الحديقة الواسعة إلى أن انضم إليهما مالك فهتفت بسعادة
ماشاء الله روفي زي العسل يا مالك
رد عليها بهدوء
ايوه
أضافت روان قائلة بإبتسامة عريضة
هي شبه مامتها خالص !
أومأ برأسه إيجابا وهو يقول
ده حقيقي خدت لون عنيها وشعرها وحتى ملامحها
هتفت روان بمرح وهي تشير إلى نفسها
بس خفة ډمها اكيد مني مش هاتكون نكدية زيك
نظر لها محذرا وهو يقول بجدية
روان !
ابتسمت له لتردد بسعادة
بهزر يا مالك مش تزعل مني
دنا منها أخيها و أعلى رأسها وكذلك صغيرته ثم همس بصوت يحمل الحزن
مقدرش ده انتي الوحيدة اللي قريبة من قلبي
تعلقت في ذراعه ومالت برأسها على كتفه وهمست بخفوت
حبيبي يا مالوك ربنا يخليك لينا !
سألها مالك بإهتمام وهو يمسح على شعرها
ها مش ناوية تيجي تستقري معايا في الفيلا
هزت كتفيها نافية وهي تقول بجدية
لأ أنا عاوزة افضل مع عمتو
لكزها بخفة في مؤخرة رأسها وعاتبها قائلا
يا بنتي ماتبقاش دماغك نا زيهم مش معقول هافضل قاعد هنا لوحدي
ردت عليه بإصرار
وأنا مش هاقدر اسيبهم لوحدهم على الأقل لحد ما اقنعهم يجوا هنا
طيب !
ظلت روان تلاعب الصغيرة إلى أن طرأ ببالها شيء ما فهتفت بنزق
تصدق أنا اتخيلت بمين النهاردة هنا
سألها بفتور وهو يعبث بهاتفه المحمول
مين
ردت عليه بإبتسامة رقيقة
ايثار ! فاكرها
تبدلت تعابير وجهه المرتخية إلى قاسېة واشتدت حدة نظراته ثم سألها بصرامة
وانتي شوفتيها فين
هزت رأسها نافية وهي تقول
لأ أنا ماشوفتهاش أنا بأقولك أني اتخيلت بيها هنا
عضت روان على يها بتوتر قليل فقد أرادت أن تستشف من أخيها عن أمر ما ظل يشغل تفكيرها لوقت طويل
أخذت نفسا عميقا وزفرته على مهل ثم استجمعت شجاعتها وسألته بحذر
مالك هو هو انت لسه بتحبها
وكأنها أشعلت فتيل غضبه فتوقف عن التحديق في هاتفه ثم رفع بصره نحوها ورمقها بنظرات ڼارية وصړخ بها پجنون أخافها
روان ! كلام في الموضوع ده مش عاوز !!!!!
خاڤت من هيئته المرعبة وأشارت له بيدها وهي تبتلع ريقها بإرتعاد قليل
طيب طيب مش تزعق فيا !
اكتسى وجهه بحمرة غاضبة شديدة وكور قبضته بشدة حتى ابيضت مفاصله من قوة الضغط
ثم تحرك بإنفعال مبتعدا عنها فسألته بتوجس
انت رايح فين مش هاتتغدى معانا !!!!
أجابها نافيا بقوة وهو يلتفت برأسه نحوها
لأ وماتمشيش إلا لما أبعتلك
السواق يوصلك !
ردت عليه بمزاح محاولة تخفيف حدة الأجواء
أيوه يا عم بقينا من علية القوم
تابع مالك قائلا بصوت آمر وجاد
اسمعي الكلام يا روان ماتمشيش إلا لما أبعتلك العربية بالسواق
ردت عليه بإبتسامة ناعمة
حاضر يا مالك باشا !
مر الوقت على إيثار وهي جالسة على الشاطيء دون أن تشعر بتأخره فنهضت بتعب من على المقعد وقررت الذهاب إلى المكتب التابع لعملها لتقديم اعتذار عن رعاية صغيرة عائلة مالك
وبالفعل توجهت إلى هناك ولكنها تفاجئت بالمديرة تبلغها بجدية
للأسف اعتذارك مش مقبول يا إيثار
اتسعت حدقتيها في صدمة وهتفت بذهول
نعم
أوضحت المديرة قائلة بجدية
الأستاذ مالك أصر على وجودك لرعاية بنته !!!!
وبدت كمن تلقى صاعقة كهربائية للتو جعلت ها كله ينتفض على ذكر اسمه
هو رفض قرارها بالرحيل هكذا وأصر على على بقائها في العمل رغما عنها وكأنها لا تملك حق الاختيار
تشنجت تعابير وجهها من تخيل هيئته الغاضبة وهو يحط من قدرها وېهينها بشراسة وهتفت محتجة وهي تصر على أسنانها
بس أنا مش موافقة
ردت عليها المديرة بهدوء حذر
مش هاينفع ترفضي انتي ماضية على تعاقد !
أدركت إيثار أنها واقعة في مأزق قانوني فتعاقدها بالفعل ينص على الالتزام مع العائلة حتى تنتهي مدة التعاقد وإلا وقعت تحت طائلة الشروط الجزائية
حاولت أن تبرر للمديرة موقفها الرافض فهمست برجاء
بس بس في أكفأ مني قادرين يقوموا بالمهمة دي بدالي ويمكن أحسن أرجوكي اي اعتذاري ورشحيله الأفضل
هزت رأسها معترضة وهي تجيبها بإلحاح
هو رافض إن أي حد يشتغل غيرك ولو ولو انتي رفضتي للأسف مضطرية أطبق الشرط الجزائي !
خفق قلبها بفزع وتساءلت بتخوف
يعني ايه
ردت عليها بضيق قليل
انتي فة بموضوع الشرط الجزائي ولو احنا خلفناه هنقع في مشاكل والأستاذ مالك وقع معانا على العقد فبالتالي انتي لازم تروحي !
هتفت إيثار بصوت شبه مخټنق
بس آآ
قاطعتها المديرة قائلة بجدية
ايثار انتي لو امتنعني عن شغلك هاتخسري كتير وهاتتحملي لوحدك قيمة الشرط وهو مش سهل
سألتها إيثار بقلق
كام يعني
صمتت المديرة للحظات أن تجيبها بتلعثم
م مليون جنية
شهقت إيثار مصډومة وهي جاحظة العينين
ايييييييه !!!!
في مكان أخر
أت سارة سبة لاذعة وهي تلقي بالصحن المتسخ في الحوض ثم رفعت ذراعها للأعلى لتجفف عرقها المب فالجو كان حارا للغاية وهي لم تعد تتحمل تلك الحياة المرهقة التي تعيشها
استندت بعدها بكفيها على حافته وأخفضت رأسها في خزي واضح
أغمضت عيناها بقوة لتمنع نفسها من البكاء حسرة على حالها
لقد ظنت أنها بمجرد أن تتزوج من ذلك الشاب الثري رامز سح ملكة متوجة ترتاد القصور وتقتني أفخم الثياب وتتقلد أثمن المجوهرات ولكنها تفاجئت بأنها مجرد أوهام أكاذيب واهية خدعها بها
فرامز لم يكن سوى رجل عادي لا يملك الكثير وظيفته عادية يدين لغيره بالكثير من الأموال كان يبحث عن عروس ليتزوجها ليحصل على أموال من أبيه كنفقات للزيجة ولكنه ببساطة خدع الجميع وأتى بها لتخدمه وتنفق عليه فقد كان بخيلا للغاية و لم ينفق عليها مليما
واحدا
في البداية خشيت سارة أن تخبر عائلتها بما حدث معها فتتعرض للشماتة والتشفي خاصة وأنها كانت من أصرت على الزواج منه في أسرع وقت
فإدعت أنها بخير وحياتها مثالية ولكنها يئست من كل شيء وأرادت الخلاص نهائيا منه لكنها تقيدت هي الأخرى بالديون فأصبحت مجبرة على سدادها أولا أن تطلب الطلاق وترحل وإلا تعرضت للزج
في السچن
عادت لترفع رأسها للأعلى ثم فتحت الصنبور وأكملت غسل الصحون المتسخة وهي تبكي
استطاع مالك أن يحاصر إيثار بحق لم يكن ليتركها تفر بما فعلته به دون أن يعاقبها على خيانتها له
وجودها الآن هو فرصة هامة ولا تعوض للإنتقام منها ولمحاسبتها على ما مضى نعم هي فرصته لتلقينها درسا أخرا في توابع الغدر والخداع
وبالفعل نجح في هذا ووقع بنفسه على عقد عملها وبات متأكدا من عجزها عن الرفض وسينتظر بترقب قدومها إليه
فكرت إيثار مليا طوال سيرها في حياتها بأسرها هي لم تحقق أي انجاز يذكر سوى في عملها الذي أحبته بشغف فأثبتت نفسها وكفائتها وحرفيتها مع الصغار بشهادة جميع من عملت معهم وها هي اليوم على وشك خسارته بسبب من أحبته
أردت ترك العمل معه لتتجنبه لكنه
متابعة القراءة