أيغفر العشق بقلم ناهد خالد
تالا يامن مش هيدي نفسه فرصه يحب رودينا صاحبي وأنا عارفه يابنتي كل الكلام الي بيقوله ده في الهوا صدقيني ولا هيعرف يتعامل معاها كويس حتي يامن لما بتدخل حياته ست مستحيل تحل محلها واحده تانيه في يوم من الأيام وده طبع فريد فيه.. حلو ووحش في نفس الوقت وأكيد أنت عارفه ده مش محتاجاني أقولك هو وفي بزياده وفي في مشاعره وحبه والمكان الي بيحدده لكل شخص في حياته أنا لو يوم طلعت من حياته واثق مليون الميه محدش هيحل محلي في يوم ممكن يصاحب حد تاني ممكن بس بعد معاناه لكن الحد ده يبقي مكان أحمد مستحيل يامن صاحبي من 20 سنه وأنا بقولك أنه مش هيقدر يسمح لرودينا تدخل حياته أصلا مبقولكيش تعالي أخربي عليهم بس الوقت ده لو عدي يبقي خسرتيه للأبد ما أنت مش هتيجي تصلحي غلطك وهو متجوز وعنده عيال ! لسه معاك وقت يا تالا بس مش كتير ويا تستغليه يا تنسي يامن تماما وتبدأي حياه جديده.
رددتها سريعا باستنكار ورفض تام وأكملت بشجن
ياريتني أقدر أنساه يا أحمد النسيان مش بالسهوله دي خصوصا لما يكون الشخص سايبلك كل الذكريات حلوه لما جيت أدور علي ذكريات له وحشه يمكن أقدر أنساه ملقتش يامن حبني بجد وحبني بكل مشاعره المخزنه الي مخرجتش لحد غيري أنا كنت الولد الي قش الكوتشينه بس كنت الولد الوحيد مش أربعه فكل الورق كان من نصيبي وللأسف مكنتش استاهل .
جلد الذات ده مش هيفيد دلوقتي تالا أنت مستعده ترجعي وتحاربي عشان حبك وعالأقل تكوني حاولت وصلحتي الي عملتيه زمان ولا خلاص استسلمت وهترضي بالأمر الواقع
شعرت برأسها يدور وكأنها في دوامه حقا لا تدري أين الصواب وأين الخطأ تتخبط بين كل الجهات ولا تعرف أي جهه ستكون نهايتها طريق النجاه تريده بالطبع تريده وټموت شوقا للعوده له وأن يغفر لها ذنبها ولكن أستسطيع فعلها هنا يقبع السؤال الأهم .
هفكر يا أحمد عشان لما أقرر أبقي قد قراري .
رد بهدوء
فكري بس مش قدامك كتير الوقت بيجري منا فكري وقرري وكوني قد قرارك أيا كان هو ايه لينا بتسلم عليك .
قالت بهدوء
الله يسلمها .
استمعت لصوت لينا من جواره وهي تهتف بضيق
ايه ده يا أحمد ! أنا مقلتلكش تسلم عليها أصلا أنا مبكلمهاش ومش طيقاها .
أديها الفون يا أحمد أشوف الهانم مقموسه ليه .
ثوان واستمعت لصوت لينا تهتف بضيق
يا نعم !
ردت تالا بمرح
أيه يا نعم دي يابت هو أنا جوزك ومتجوز عليك
ردت بغيظ
ياريتك ياختي عالاقل كنت جهزت العده وزماني قاعده بشفي .
اتسعت عيناها بذهول مصطنع
ردت بضيق ساخر
ياسلام ! فاضيه بس تتصلي بأحمد عشان تسأليه علي حبيب القلب !
هتفت تالا بتحذير
لينا !
خلاص ياختي متزوقيش علي فكره ملك زعلانه منك جدا .
تنهدت تالا بإرهاق وقالت
ردت لينا بمكر
بمناسبه هي عامله ايه دي غيث رجع وراجع يصلح الي فات بعد 4 سنين اهو عقبال ناس .
فهمت تالا حديثها فقالت بضجر
لينا اقفلي اقفلي بجد أنا مش ناقصاك .
أغلقت الهاتف معها وهي تنظر أمامها بشرود هل غيث عاد بالفعل بعد سنوات ليصلح خطأه إذا الأمر ليس بهذه الصعوبه ليس بهذه الصعوبه ! حقا ! وهل ملك مثل يامن يامن يحب بكل جوارحه وحين يغضب يغضب أيضا بكل جوارحه وليس من السهل أبدا إرضاءه .
_____________ ناهد خالد ________
عادت لمنزلها بعد يوم عمل طويل وشاق كادت تفتح باب شقتها حين استمعت له يهتف من خلفها مناديا بإسمها
ملك .
أغمضت عيناها بوله كم اشتاقت لأسمها من بين شفاتيه وبنبرة صوته المميزه فتحت عيناها تأخذ نفس عميق تداري به اشتياقها واستدارت له لتجده يطالعها بابتسامته الرائعه وعيناه تفيض حنانا وبيده علبه صغيره من الواضح أنها الأكله الشهيره المسماه ب البيتزا
نعم
قالتها بملل مصطنع ابتسم وهو يمد يده لها بما يحمله وقال
كنت طالب غدا ليا بيتزا سيفود بعدين اتلغبطوا في الأوردر وجابولي بيتزا فاهيتا فراخ وأنت عارفه أني مش باكلها وأنا عارف أنك بتحبيها فقلت تاخديها أكيد لسه متغدتيش .
رفعت حاجبها باستنكار تقول
وعرفت منين أني متغدتش
ابتسم وهو يرفع يده اليسري مشيرا لساعة يده
الساعه 4 العصر لسه وأنت مبتتغديش قبل 6 المغرب عشان مبتتعشيش ولا عاداتك اتغيرت
نفت برأسها وهي تنظر ليده وقالت بقلة ذوق
شكرا بس مش هاخد حاجه منك .
أسبل عيناه وهو يقول لها برجاء
يعني هتحرجيني ! طب ده حتي حرام تترمي ! أقولك خديها ولو مكلتيهاش ارميها أنت وشيلي الذنب .
أنهي حديثه ووضعها بين يديها وتركها متجها لشقته حاولت التحدث والرفض مره أخري لكنه أغلق الباب في وجهها ! ليس بالمعني الحرفي ولكنه أغلقه نظرت لها بين يديها هي حقا تشتهيها وتحبها أنها أكلتها المفضله بالنكهه المفضله ماذا تريد بعد ! فتحت الغطاء ټشتم رائحتها بشهيه كبيره وابتسمت بشغف وهي تدلف لشقتها مقرره التهام تلك ال بيتزا وبالطبع لأنها جائعه وليس لأنه من جلبها !
ابتعد عن الباب بعد أن كان يتابعها من العين السحريه وابتسم بسعاده وهو يراها تدلف بها شقتها فقد ظن أنها ستلقي بها أمام الباب ولكن يبدو أن الطريق إليها ليس بتلك الصعوبه .
______ ناهد خالد ______
ها ايه رأيك يا يامن الخاتم ده حلو
قالتها رودينا بتساؤل وهي تنظر للخاتم الذي بين يدها غير منتبهه ليامن المنشغل في هاتفه رفع نظره سريعا بفتور يلقي نظره للخاتم وقال
آه حلو .
طب وده
قالتها وهي تشير لخاتم آخر فرد بنزق
امم حلو برضو .
نظرت له متسائله بحيره
يعني أنهي أحلي
نظر لها بابتسامه هادئه يتواري خلفها ملله وضيقه
يعني هو أنا الي هلبسه ! متشوفي أنت وقرري أو أسألي صاحبتك أنا مليش في الحجات دي .
عاد يعمل علي هاتفه بعدم اهتمام نظرت له بأعين دامعه والټفت تنظر لصديقتها التي أصرت علي القدوم معها وجدت علياء تبتسم بسخريه وهي تنظر لها أشاحت ببصرها وهي تشير للصائغ علي من وقع عليه الاختيار دون اهتمام .
أما عنه زفر بضيق خانق وهو يتذكر مشهد مماثل لكنه معها وليس مع من تقف بجواره وكان في محل ملابس حين أرادت أن تنتقي
له بذله علي ذوقها .
يامن .
انتبه لصوتها المحبب لقلبه وهو يناديه بخفوت ..
نعم ياحبيبي .
همست له تقول
المحل ده مش فيه حاجه حلوه والبايع سمج أوي ومصمم يخليني اشتري وأنا اتخنقت .
همس لها بالمثل يقول
وساكته ليه ما تقوليلي ..
رفع صوته وهو يقول
طب يلا يا حبيبتي .
هتف البائع بإصرار
ليه ياباشا بس ده أنا عندي تشكيله جديده اا
قاطعه يامن پحده
لا جديد ولا قديم معجبهاش حاجه عندك هنشتري بالعافيه !
رد البائع بيأس حرج
لا ياباشا براحتك .
بعدما خرجا من المحل هتفت تالا بضيق
ليه كده يا يامن الراجل اتحرج كان ممكن نمشي بصنعة لطافه .
مسك يدها وهو يهتف بحنو
ياحبيبي مش كل الناس تتعاملي معاهم بلطافه كمان أنا مخڼوق من طريقته من وقت ما دخلنا لازم يفهم أنه لو رزقه نشتري من عنده هنشتري بس مش بالطريقه دي ده بيقنعنا بالعافيه يا تولي !
ابتسمت بهدوء وقالت
حصل خير أنا جعانه بقي .
رفع حاجبه بذهول مصطنع
ياخبر ! جعانه وأنا معاك ! حالا نكون في أشيك مطعم للبرنسيس .
ابتسمت بدلال تقول
بتحبني يا يامن
ذم شفتيه باستنكار
بحبك ! أنا معرفتش الحب إلا معاك محبتش في حياتي غير أمي وأبويا و أحمد صاحبي قبل ما أعرفك وكل واحد فيهم حبه مختلف عن التاني وأنت حبك مختلف عنهم الحب في حياتي هو أنت يا تالا .
باك
استفاق من شروده علي صوت رودينا يقول
خلاص أنا اخترت .
نظر لها لثوان ليفيق لواقعه قبل أن يؤمئ بهدوء واتجه للدفع دون أن يعرف حتي أي الاثنين اختارت
____ ناهد خالد ______
في عصر اليوم الثاني خاصة في الرابعه بتوقيت روسيا كانت تسير في أنحاء المطار وهي تتجه للممر المؤدي للطائره العائده ل مصر حيث الوطن والمحاربه من أجل حبها .
يتبع
رفعت هاتفها علي أذنها تنتظر الرد من الطرف الآخر وهي تقف خارج مطار القاهره الدولي وما إن جاوب حتي هتفت
_ أحمد تعالي خدني من المطار..
استمعت لصوته المذهول يهتف
_مطار ايه
زفرت بملل وهي ترد
_ ركز يا أحمد هيكون مطار ايه! مطار القاهره..
تسائل بذهول أكبر
_أنت بجد جيتي
ردت بهدوء
_ايوه..
أتاها رده السريع وهو يقول
_ ربع ساعه وهكون عندك مسافة الطريق..
أغلقت الهاتف معه ووقفت تنظر للمكان حولها.. بلدها الحبيبه أخيرا عادت إليها.. لا يمكنها وصف شعور الاطمئنان الذي تسرب لها منذ وطأت قدامها أرض المطار.. دفئ.. وحنين..حنين لوطن وحنين لأشخاص يزيدون من حب المكان.. فالمكان وحده لا يوفر الحب والدفئ والحنين حين نغيب.. بل الأشخاص لهم دور مهم.. فمكان يسكنه من لا يهواه قلبا يشبه القپر مهما كان جميلا.. استنشقت الهواء بسعاده ومن ثم تعمقت أنظارها حين أتي ببالها ماهي مقبله عليه.. حرب ضاريه ستتسلح بها بكل الأسلحة كي تستطع مواجهته ولن تستسلم حتي تصل لمبتاغها أو تتأكد أنه قد نساها فتتركه ربما يستطع أن يبني حياه أفضل بدونها..
_______ناهد خالد _______
أنتهت من التهام ال بيتزا بأكملها بسعاده.. ورجعت بظهرها للوراء تمسد علي بطنها بشبع زائد.. استمعت لرنين هاتفها ووجدتها لينا..
_ألو..
أتاها رد الأخيره تقول
_ انزلي يلا أنا قربت عليك..
ردت بحرج وهي تحمحم بخفوت
_ سوري يالينو روحي انتي بقي عشان كلت..
تسائلت لينا باستغراب
_ كلتي ايه بس يابنتي! أحنا مش اتفقنا هعدي عليك ونروح لماما عشان عزمانا علي الغداء..
هتفت بحرج حقيقي فمن كثرة شغفها بالأكله المفضله لديها تناست عزومة والدة صديقتها
_ والله هي جت كده