رواية علي السحور بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

وقال بصوت خاڤت لا يسمعه غيرهم
هنتظرك عندي في الفيلا الساعة 12بالدقيقة 
جحظت عيناها پصدمة وهمست پخوف قائلة
يعني اية
لاحت ابتسامته الصفراء وقال
مابقدمش حاجة بدون مقابل هنقضي مع بعض وقت لطيف مقابل تعرفي ولادك فين وكمان هجبهملك لحد عندك بصراحة انتي عجباني أوي شخصيتك وشكلك وكلك علي بعضك وحاسك فوق في السما ونفسي أطولك
تركها مذهولة ولوح لها بكفة وهو يبتعد عنها بخطواته الواسعة الي ان اختفي تماما عن الأنظار.
أقترب منها معتز وهتف بصوت حاد
أنتي ازاي تديلو فرصة يتكلم معاكي وكمان كان عاوز يقولك ايه انتي مصدقة آن واحد زي ده ممكن يعرفك طريق ولادك حتي لو هو عارف مكانهم
انسابت دموعها وقالت
متعلقة باي قشة ممكن توصلني ليهم 
لم يريد أن يزيد من حزنها وهمها علي اولادها قال معتذرا
أنا اسف من انفعالي نمشي من هنا وبعدين نتكلم
ساروا مغادين مبني النيابة ثم استقل سيارته وهي جانبه وودع المحامي وأخبره بأنه سوف يلتقي به بمنزل والد زوجته لينهي أجراءت الطلاق ليلا.
نظرت له بتسأل
هو مافيش أمل للرجوع 
هي اللي اختارت يا رحمة تنهي علاقتنا بايديها مش عاوزة تقف جنبي في ظروفي انا بحمد ربنا أن مافيش بينا اطفال
شعرت بوخذة داخل قلبها عندما تذكرت أطفالها اللذين لم تقر عينيها بهم منذ اسبوع وهي لا تعلم عنهما شئ.
في المساء بعدما غادر معتز الفيلا برفقة المحامي وتاكدت من نوم الصغيرتين ظلت شارده بمصيرها ومصير صغارها.
تبكي پقهر ثم كفكفت دموعها وتوجهت الي المرحاض توضأت وافترشت سجادة الصلاة وظلت منكبة عليها تصلي وتناجي ربها بأن يلهمها الصواب وأن يرد إليها أطفالها فهي لا تريد شيئا من الدنيا إلا هم فهم نور عيناها ونبض قلبها ولم تتحمل غيابهما أكثر من ذلك.
ثم غلبها النعاس علي سجادة الصلاة ولا تعلم كم مر عليها من وقت وهي غافلة هكذا الي ان فتحت عيناها بفزع وانتفضت كالمذعوره تبدل ثيابها كانت كالمغيبة مسلوبة الاراده تتحرك كالروبوت
غادر الغرفة وهي تسير على اطراف أصابعها لكي لا يشعر بها أحد ثم غادرت الفيلا بأكملها ووقفت أمام الطريق تحاول ايقاف سيارة أجري لتقلها الي حيث وجهتها.
في ذلك الوقت كان معتز عائدا الي فيلته بعدما أنهي كل ما جمعه بزوجته وأصبحت الآن طليقته وأخذت كل مستحقاتها وانفصلا بهدوء.
كان يتذكر حياته معها وفجأة لمح طيف رحمة أمامه كان يظن بأنه مجرد طيفها اتي في مخيلته ولكن جحظت عيناه عندما وجدها تستقل داخل سيارة أجري وتنطلق بها 
سار خلف السيارة وهو يتسأل داخله إلي أين هي ذاهبة الان في ذلك الوقت المتأخر 
شلت الصدمة تفكيره عندما وجد السياره تتجه الي الكومبوند الذي يوجد به فيلا شقيقه وترجلت منها بالفعل أمام الفيلا الخاصة بعمرو القابعة بجانب فيلا عادل من جهة اليسار.
ترجلت هي من السيارة وأعطت السائق نقوده وظلت مكانها تتلفت حولها پخوف 
أما عنه فصف سيارته وترحل منها مسرعا ليلحق بها وجدها تدلف داخل الحديقة وتسير باتجهاة باب الفيلا وقفت أمام الباب والدموع تنهمر بغزارة
علم معتز حينها بأن عمرو طلب منها ذلك عندما اختلي بها وتحدث معها 
صړخ بصوته الرخيم يناديها وعيناه تشتعل بحمرة الڠضب
رحمة
دارت وجهها تنظر له بلهفة وكأنه طوق النجاة الذي سيخلصها من براثن عمرو
جريت عليه وارتمت باحضانه وهي تهتف بهسترية
أنا مش كده والله العظيم مش كده بس هو هيقولي مكان ولادي فين
ربت علي ظهرها بحنو وقال بصوت دافئ
وانتي مچنونة وبتصدقي أن ممكن يكون صادق معاكي 
ثم أردف قائلا وهو يحاوطها من كتفها مبتعدا عن ذلك المكان 
نبعد عن هنا وبعدين نتكلم بهدوء
صفا سيارته أمام نهر النيل ثم ترجل منها وفتح الباب الآخر و
أمسك بكف رحمة لكي تترجل هي الأخرى.
نظر لها مبتسما وقال
أية رأيك نتسحر درة مشوي علي النيل 
هزت رأسها بالايجاب
ساروا سويا الي ان جلست بالاريكه الخشبيه الموضوعه علي ضفاف النيل وذهب
ليبتاع الذرة ثم عاد إليها واعطاها واحدا وجلس بجوارها يتناوله بهدوء 
كانت الساعه الواحده ليلا والطقس شديد البرودة نزع عنه سترته ووضعها برفق اعلي كتفيها ثم نهض واقفا وقالنجيب بقا حلبسة تدفينا في الجو المرعب ده 
ابتعد عنها وهو مازالت عيناه تحاوطها پخوف وقلق يشعر اتجاهها بأنها مسئولة منه كأنها طفلته يريد أن يحميها من هؤلاء البشريريد أن يلقن طليقها درسا لن ينساه ثم ينهال ضړبا علي ذاك الحقېر عمرو يريد أن يفقده عيناه التي تطلع بهما إليها ويقطع له لسانه الذي تحدث معها يريد أن يفتك به وتوعد له بأنه لن يتركه هباءا سوف ينال منها وسيجعله يندم أشد الندم.
عاد إليها بعد لحظات واعطاها كوب حمص الشام الحار وجلس بجانبها يتطلع لمياه النيل بصمت 
قطعت رحمة ذلك الصمت والهدوء الليلي وقالت
أنا مش عارفة كنت هعمل ايه في نفسي لو حضرتك ماكنتش لحقتني
تطلع لها بهدوء وقال
ربنا ماكنش هيسيبك تاذي نفسك وتقعي في الغلط عشان ربنا بيحبك يا رحمة وعارف طيبة قلبك وعارف انك مش كده ومهما حصل لايمكن تكوني كده انتي بريئه ومهما تراكمت عليكي الضغوطات هتفضلي صابرة ومتماسكة ثقي بالله أنه مش هيضيعك ولا هيخذلك ومهما حاولي يلوثو براءتك ربنا هيفضل حاميكي وحافظك من شرهم 
نهض واقفايلا بينا عشان تروحي تنامي وترتاحي وبلاش تفكري في اللي حصل 
صعدت هي الي غرفة الصغيرتين ودثرت نفسها بالفراش أما هو فظل بالغرفة الملحقة بالفيلا الموجوده بالحديقة فمنذ أن وعدها بأنها ستظل هي بالفيلا وهو اتخذ تلك الغرفه لتقاسمه الليل وهمومه 
ابدل ثيابه واراح جسده اعلي الفراش ولكن جفاه النوم وهو شارد بتلك البريئه يريد أن يفي بوعده لها وهو جلب أطفالها من ذلك الخسيس طليقها الذي تأمر مع أخر عليها
صدح رنين هاتفه ليجد المتصل المحامي اجابه بقلق
الو أيوة يا متر خير 
بعد أن استمع لحديث الآخر انتفض من الفراش قائلا والإبتسامة تنير وجهه قائلا
أنت بتتكلم جد
الفصل التاسع 
علي السحور
بقلمفاطمة الالفي
لم يصدق معتز ما سمعه من المحامي نهض علي الفور وابدل ملابسه ثم استقل سيارته وغادر الفيلا متوجها إلي مدينة الإسكندرية كما أخبره المحامي بأن طليق رحمة واولادها الآن هناك بعد أن استأجر شقة بحي العجمي وعلم بذلك عندما تتبع هاتفه المحمول.
اصطحب المحامي معه وتوجهوا إلي مدينة الإسكندرية فجرا وعندما وصلوا الي هناك كان وقت شروق شمس الصباح.
بالفعل وصلا الي البناية المنشودة وعلموا باي طابق يوجد محمد وأطفاله صعدوا الي الشقة ووقف معتز أمام الباب بهدوء ثم ضغط زر الجرس 
هتف المحامي وهو يربت علي كافة
معتز لازم تتصرف معاه بهدوء تمام 
هز رأسه بالايجاب
ولكن عندما فتح له محمد الباب لم يتمالك اعصابه لكمة بقوه اعلي وجهه وجعلها يرتد للخلف أثر تلك اللكمة
صړخ محمد منفعلا 
أنت مين يا جدع أنت وازاي تمد ايدك عليه
وقف معتز بشموخ وقال باستهزاء مبطن تحب أوريك تاني ازاي امد ايدي انا عادي ماعنديش مشكلة
ابتلع ريقه بتوتر وظهر ذلك علي ملامح وجهه التي تبدلت لذلك استغل المحامي ذلك وهتف بصرامة
أنا محامي مدام رحمة وفي قضية مرفوعة ضدك والمحكمة حكمت لها بحضانة ولادها وانت في نظر القانون خاطف الولاد 
اتسعت بؤبؤت عيناه پصدمه وهتف بلجلجله دول دول ولادي ازاي هخطف ولادي 
أكمل معتز خطتهم وقال 
هتمشيها قانوني ولا ودي انا بس ما بحبش الشوشره عشان موجود اطفال بينكم 
هتف محمد پخوف اللي تشوفه يا باشا أنا تحت أمرك
حلو اوي كده تعجبني
ثم نظر للمحامي وقال خلاص يا متر نحلها ودي عشان الاولاد وهو دلوقتي هيمضي بعدم التعرض لمدام رحمة والاولاد تاني 
هتف بتوتر همضي همضي 
أبتسم معتز بانتصار وأرسل غمزة للمحامي الذي أخرج اوارق خاصة بالتنازل عن حضانة الأطفال وهم بحضانة والدتهم مدا الحياة 
ومضي محمد الاوراق دون أن ينظر بها وبعد ذلك أعطاهم الصغيرين أنس وأحمد وغادروا الي البناية ثم عادوا الي القاهرة ثانيا ومعهم الاطفال.
وقت الظهيرة كانت بالحديقة تلعب مع الصغيرتين حبيبة وغزل وقررت أن تروي الازهار والأشجار بنفسها مسكت رشاش المياه وبدءت في عملها ومن حين لآخر تتطلع للصغيرتين وتبتسم لهم بحب 
الي ان هاجمتها حبيبة والتقطت منها رشاش المياه علي حين غفلة وبدءت معركة التراشق بالمياة
كانت رحمة غاضبة ولكن عندما تعالات ضحكات الصغيرتين ضحكت معهم ونست ڠضبها 
في ذلك الوقت صفا معتز السيارة أمام الفيلا وقرر أن يمسك بيد أنس ويحمل أحمد اعلي كتفه ويدلف بهم الفيلا تفاجئ بضحكات الصغار ورحمة مقيدة بينهم تحاول جذب الرشاش إليها ثانيا ولكن تترك لهم فرصة التمسك به تريد أن تمزح معهم فقط 
شهقت بفرحة عندما وجدت معتز يحمل صغيرها ولم تصدق عيناها عندما ركض أنس إليها 
مامااا 
حملته بلهفه وصرحت بفرحة لم تشعر بها من قبل وظلت تقبله قبلات متفرقة اعلي صفيحة وجهه الصغير وهي تردد 
قلب ماما وعقل ماما وروح ماما 
انسابت دموع الفرحة وقالت حياة ماما أنت
أقترب منها معتز يعطيها الصغير التقطته بلهفة ومازالت تحت تأثير الصدمة 
عانقة الصغير بقوة وظلت تستنشق عبيره وهبطت لمستوه أنس وضمته هو الآخر لاحضانها لا تريد غير الاستمتاع بتلك اللحظه الجميلة التي لا تعوض.. 
گانها ولدت اليوم من جديد عندما التقت بصغارها هم سعادتها وهنائها وراحة بالها.
هم فلذة كبدها وروح قلبها ولا تستطيع العيش بدونهمهم البسمة التي تنير وجهها كل صباح هم أمل اليوم وأشراق الغد.
نظرت لمعتز بأمتنان وليس لديها ما تقوله ليوفيه حقه علي كل ما فعله من أجلها وأجل صغارها وهو لم يريد منها شيء فقط يكفيه وجودها بحياته.
مرت الايام وجاء اليوم المنتظر يوم المحاكمة
داخل قاعة المحكمة.
هدوء تام داخل القاعة الجميع ملتزم بأماكنه فقد كانت جلسة سرية.
واقتصر الحضور علي العائلة والشهود فقط.
كان عادل يقف خلف القضبان الحديدية يتطلع لشقيقه الذي يقف أمامه يمد أنامله يلتمس كف شقيقه من خلف القضبان ويربت عليهم مواسياه إياه ويحاول أن يمده بالقوة
أطمن أن شاء الله خير
لمعت عيناه بالدموع وقال لشقيقه
خلي بالك من البنات
أبتسم له بحب وقال بشعور صادق
ماحدش هيخلي باله من البنات غيرك أنت فاهم هتخرج من هنا وهتبدء حياة جديدة وسط بناتك
طرق حاجب المحكمه المطرقة وهتف قائلا داخل القاعة
محكمة
دلف السادة المستشارين والقاضي ووكيل النيابة وجلس كل منهما باماكنه
والتزم معتز مقعده بجانب رحمة التي تفرك كفيها بتوتر 
وعمرو يجلس علي الجانب الآخر وبجانبه المحامي الخاص به ومن حين
لآخر يرمق رحمة نظرات غاضبة يود أن يفتك بها.
تطلع القاضي الاوراق التي أمامه ثم نظر للدفاع وقال
محامي المتهم يتفضل يقدم مرافعته 
تقدم المحامي من هيئة المحكمه ووقف امامهم وقال بصوت جلي اهتزت له أركان القاعة
بسم الله الرحمن الرحيمولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون.
صدق الله العظيم.
إننا اليوم أمام قضية أهتزت لها الإنسانية فالفاعل هنا يا سيادة القاضي هو الضحېة الحقيقية هو الذي ولذلك أطالب هيئة المحكمه الموقرة ببراءة موكلي
نظر القاضي

لملف القضية وتشاور مع المستشارين ثم
تم نسخ الرابط