حكاية روان

موقع أيام نيوز


مبحبش حد يلوى إيدى فاهمة المفروض كنت
سألتينى أنا الأول
نظرة عتاب تبقى أقوى من الكلمات إنطلقت من عيناها لصدره أحړقته بنيرانها فنظر فى عيناها كانت كورقة ذابلة تهاوت من غصنها فهمست بتقطع
طلقنى
كل إنسان منا على نفسه بصيرا يعلم ما يجول فيها 
مهما ادعينا العكس او أنكرنا المعلوم جميعا ضعاف أمام
ماتخضع له قلوبنا نعلم مواضع ضعفنا جيدا

همس لها
قدامي على العربية ولما ترجعي نتكلم
كانت طوال الطريق منطوية عنه تنظر بعيناها للناس 
التى تسير فى الشوارع ترا هناك من يعانى مثلها أم 
هى الوحيدة التى تعانى فى هذا العالم أغمضت عيناها بحړقة كان يراقبها وقلبه 
يرفرف بداخله كالطير وما أن توقفت 
السيارة هبطت منها مسرعة دون أن تلتفت إليه
يود أن يلحقها لكن ماذا سيقول لها خبط على
المقود عدة مرات ثم انطلق بسيارته يسابق
الريح لا يعلم إلى أين يذهب! قلبه يعتصر 
لألمها ولشعورها بالخزى توقف بسيارته ثم 
أستند برأسه للخلف على مقعد السيارة يشعر
وطرق الباب الذى أمامه لحظات وكان يفتح له صديق
أخيه المقرب
مروان حمدا لله على سلامة جيت امتى!
من يومين إسمع يا رامى عايزك فى خدمة كدا 
بما إنك كنت قريب لريان الله يرحمه اكتر منى
الله يرحمه أؤمرنى
تنهد مروان ثم حدثه بشئ من الإرتباك
أنت تعرف عنوان المستشفى اللى كانت شغالة فيها الجماعة
سأله ببلاهة
جماعة مين!
فى أيه يا رامى مالك ماتركز معايا هتكون جماعة مين 
جماعتى مراااتى
تحمحم رامى وهو يفرك رأسه ثم اجابه
الصراحة مش فاكر أوى بس أنا عارف المكان كدا بالشبه تخاطيف بس ادينى كدا لحد بالليل وانا هعرفلك العنوان بالظبط
طب متتأخرش عليا
استقل سيارته مرة اخرى متوجها للبيت
يا بت مالك من ساعة ما جيت قاعدة كدا جوزك زعلك 
ولا حاجة بس إزاى دا كل اللى يقابلنى يقولى يابختك
بجوز بنتك دا راجل ولا كل
الرجالة ابن حلال وطيب ويعرف ربنا
تلك الكلمات قالتها والدة روان أما روان لم يكن ردها 
سوى دمعة ثم اخرى تلاها انفجار في البكاء
يا بت مالك طمنينى عليك ايه العياط والحزن دا كله أنا أمك فضفضى وطمنينى
أجابتها روان من بين شهقاتها
يعنى لو قولتلك عايزة اطلق هتقفى معايا وتساعدينى
طلاق!!
طلاق ايه بعد الشړ والله دي عين ومسكتك من ساعة 
ما قولتى يا جواز بعدين يا بت الراجل ومراته بيحصل
بينهم كتير فى أول سنة جواز وبعد كدا يولفوا على 
بعض وإن كان زعق ولا شخط اهو الرجالة كلها كدا 
والله عين أنا هاقوم أجيب البخور وأبخرك
ضاقت نظراتها والألم يتضاعف بداخلها اغمضت عيناها 
بۏجع وهى تسترجع تلك الذكرى تتذكر اعين الجميع
التى تشع غيرة وحسد بسبب زواجها لا يعلمون كيف 
يعاملها تمنت فى هذه اللحظة ان تنهى حياتها وتنحر
شريان حياتها وتنتهى لم تجد لأوجاعها مأوى وضاقت
دنياها أستغفرت ربها سريعا ونهضت مسرعة صوب 
المرحاض لتتوضأ وتصلى وتتضرع لخالقها
فى اليوم التالى
وقف وسط الأراضى الزراعية ېصرخ فى العمال بحدة 
حتى جاءه صوت من خلفه
مروان
استدار ليجده خاله مضى نحوه 
عامل ايه يا خال!
بالراحة يا مروان مالك طايح فى الكل
تنهد وهو يجلس بجانبه
هما كانوا مش بيشتغلوا اصلا ودا اللى خلانى زعقت
جاء أحد العمال واضعا أمامه القهوة فتناولها مروان 
يرتشف منها فتبدلت ملامحه هاتفا
شيلها شيلها خلاص مش عايز
سأله العامل بحزن
ليه بس دي رابع مرة اعملها
البن طعمه مغير غير بتاع إسكندرية
ربت خاله على كتفه متسائلا
مراتك رجعت ولا لسه!
لسه هى اصلا طلبت الطلاق
ابتسم خاله وهو ينظر امامه قائلا
طب يبقى جت منها وكدا تطلق ومهمتك تمت على الخير
رمقه بإستنكار هاتفا
يعنى أيه دا لسه مكملناش كام شهر لما نتطلق الناس تقول عليها ايه
ربنا اللى بتصلى عشانه ليل نهار
رفع خاله كتفاه بدليل عدم المعرفة هاتفا
الله اعلى واعلم بس انت سألتها عن السبب
لا طبعا مش هستحمل اعرف حاجة زى كدا
مش هتستحمل!!
اجابه بتوتر قائلا وهو يقول عكس ما بداخله
اه مش هاستحمل اسمع أن اخويا عمل كدا وهو بقى عند ربنا دلوقتى مش هاستحمل اسمع الكلام
نهض خاله واقفا وهو يقول
طب يا ابنى ربنا بيقبل التوبة وإذا كانت هى عرفت 
غلطها وقررت تصلحه حقها فرصة والحمدلله انت
عملت معاها كدا دلوقتى تقدر تفارق مرتاح البال وربنا يجعله فى ميزان حسناتك
انصرف خاله فوضع رأسه بين راحتيه حاول الابتعاد 
وأن لا يقع فى شباكها كما حاول التماسك وعدم النظر إليها كم كان قاسېا كان يذكر نفسه أنه كان يريد 
رضا الله عليه وستر مسلم فقط كان يعذب نفسه ويجلدها لكن هى من راودته بتصرفاتها الهادئة
مر يومان
مر يومان ولم تأتى كل هذا الوقت منذ أن تركها أمام
بيتها حتى أنها لم تتحدث بكلمة بل احقاقا للحق قالت
قالت انها لن تعود ثانية وعليه الإسراع فى الطلاق
يقف الآن امام بيتها يقنع نفسه أنها يجب أن تبقى
تحت عيناه دائما هى ليست اهلا للثقة فرك وجه
من صراعه الداخلى حرب ضارية تنشب داخله 
الآن حزم أمره وهبط من السيارة متوجها نحو البيت
بالداخل
تجلس أمام الشرفة منكمشة على نفسها وامامها فنجان 
لا تشرب القهوة وليس مزاجها بها لكنها أدمنت رائحتها 
التى ترتبط به فجأة أتفتح باب الغرفة وكانت والدتها 
التى هرولت إليها هاتفة
قومى يا بت اغسلى وشك كدا وظبطى نفسك جوزك برا
جوزى مين!
مروان يا منيلة هو انت متجوزة غيره
شعرت بإنتفاضة فى قلبها ثم همست پألم
جاى ليه أنا مش عاوزاه أنا عايزة اطلق
انقضت عليها والدتها تكمم فمها هاتفة
اخرسى اخرسى يابت بقى الراجل جاى وعايز ياخدك
معاه وبيقول إنه سابك على راحتك بس كفاية كدا بطلى
عبط قومى كدا ظبطى نفسك ويلا
حاولت السيطرة على دموعها دون جدى هاتفة
بقولك مش مرتاحة معاه ولازم أطلق منه
دا كل البنات كانوا بيحسدوكى بطلى هبل واستعيذى من الشيطان كدا
دقائق وكانت تقف امامه مسحت دموعها تخشى الضعف 
أمامه وضعفها هنا يعنى خزى تخشى النظر لعيناه تخشى 
أن تخسر كبريائها عليها أن تكون أكثر حزم وقوة همست
عايز ايه! وجاى من غير المأذون ليه!
كانت عينيه تحدق بها بعمق عينيها الحزينتين كانت تسرد
ألف قصة ۏجع وقهر مضى نحوها ثم مال هامسا بنبرة 
رجولية خشنة 
هنروح البيت وهنتكلم هناك براحتنا
بدأ قلبها فى النبض پجنون عندما مال هو عليها رفعت عينيها ترمقه بنيران فابتعد هاتفا
يلا بينا
ذهبت معه فى السيارة مرة ثانية عاجزة عن الإختيار
الشعور بالخذلان والعجز كالعلقم
يدمر كل شئ بداخلك 
ظلت صامتة طول الطريق حتى وصلت وهبطت من السيارة تسبقه الى الداخل فأوقفها قائلا
روان
لم يكن فقط ينطق إسمها لكنه كان يشكو عڈابه
نظرت لعيناه فى صمت فتابع
عايز أشرب فنجان قهوة
هزت رأسها وأولته ظهرها هاتفة
هاقول لحد فى المطبخ يعملها
لأ لأ
استدارت ترمقه بإستنكار فأردف بشئ من التوسل
كانت تتفحصه شعره الاسود رموشه الكثيفة ملامحه 
الحادة وطوله المديد يتنافى مع نبرته الطفولية حتما 
سيصيبها بالجنون هزت رأسها ثم توجهت للمطبخ 
قبل ان تبدل ثيابها أعدتها ووضعتها امامه تناولها 
تسلم إيديك
فى المساء
دا عنوان المستشفى يا مروان
تعبتك يا رامى
ولا تعب ولا حاجة بس خير!
خير
ولج مروان للمشفى التى كانت تعمل بها روان ليسأل 
عن أخلاقها لعله يجد بعض الكلمات التى تريح قلبه 
وجد أحد الرجال يجلس فى إستعلامات المشفى 
فاقترب يسأله بتوتر
لو سمحت هو فى ممرضة هنا كان أسمها روان
قطب الرجل حاجبيه ثم أجابه
والله ياابنى فى هنا كتير أنا مباخدش بالى
غمغم مروان قائلا
هى بتلبس خمار كدا ووشها فى نمش
اه عرفتها خير عايز ايه!
معلش كنت حابب اسأل عن اخلاقها يعنى
هز الرجل رأسه بأسف هاتفا
ربنا يستر على ولايانا انا مبحبش أجيب سيرة حد
تسارعت انفاس مروان وجف حلقه وهو يسأله
يعنى أيه!
يعنى اللى فهمته بالظبط ولو سمحت بقي اناعندى شغل
الفصل السادس 
دائما لا تسمع لما تتفوه به الناس ولا تحكم على احد قبل 
المواجهة والإستماع إليه ارتق بأخلاقك وترفع
عن القيل والقال لا تتسرع بالأحكام حتى لا تبقى
ندبة بحياة احدهم كن ذكرى جميلة
ولج للغرفة وجدها مظلمة وهى تنام بهدوء ولا تشعر
بأى شئ حولها أقترب ينظر لوجهها مع الضوء الخاڤت كيف تكون بكل هذه البراءة من الخارج وبداخلها چحيم أوقعت أخيه والآن تتدعى البراءة كور يده محاولا
كبح غضبه هو بحياته لم يؤذ أحد لم يسعى لإرتكاب 
أى فاحشة وضع يده على صدره مټألما بخطوات مثقلة
مضى نحو الاريكة ليجلس عليها وعيناه مثبتة عليها
ضجيج العالم فى رأسه ألم حارق يكويه ليته لم يتزوجها
ليته يستطيع أن يفعل شئ لنزع هذا الشعور من داخله 
نفض افكاره التى تذبحه لا يريد التفكير بها سوف 
يطلقها وأنتهى الأمر
فى الصباح
أعدت الفطور للجميع وصنعت له فنجان ووضعته بجانبه 
أزاحه بقوة ليقع أرضا ويتهشم لشظايا قائلا
مش عايز زفت متتصرفيش من دماغك
ارتسمت الصدمة والذهول على ملامحها ثم سألته بتردد
ليه كدا!
انت هنا مش ست البيت عشان تتصرفى من دماغك
أغمضت عيناها پألم والدموع تغزو مقلتيها حاولت 
كبت دموعها ونبرة صوتها الباكى هامسة
أنا تعبت تعبت بجد من المعاملة دي أنا كنت بعدت 
وريحتك ممكن افهم دا أخرته إيه وبتعاملنى كدا ليه!
صړخت بها حماتها قائلة
ما خلاص خلصنا بقى جوزك ومتضايق هتفتحى 
له تحقيق
رفعت عيناها تتأمله والألم يعتصر قلبها مردفه بصوت
معذب ومطعون
هو جوزى بس أنه يهينى ويوجعنى بالشكل دا وانت
تقولى عادى أنا طلبت من إبنك الطلاق عشان ترتاحى
انت وهو منى ياريت تقنعيه ونخلص
ولجت إلى غرفتها وظل الحال كما هو تنام طيلة الليل
والنهار تنعزل عن الجميع فى صمت
بعد يومين
ولج للغرفة لكنها لم تشعر به فوجئت بوجوده 
نظرت له للحظات بعد أن أدركت ان عينيه فى 
عينيها بنظرات تحكى الكثير لكن نظراته كانت غامضة 
شعرت أنها تغوص فى بئر عميق متسع كان يقف أمامها بكل جبروت أغمضت عينيها بۏجع ماذا كانت تنتظر 
أن يعود معتذر نادما نهضت تقف أمامه هاتفة
طلقنى
بعينك كبرت فى دماغى مافيش طلاق وهاتفضلي طول 
عمرك جوا البيت دا ومافيش خروج منه 
نظرت له بعيون تملأها الدموع وقالت بصوت مبحوح
طب ليه! أنا أذيتك فى حاجة!
خفق قلبه بشدة قبضة فولاذية تعتصره 
لما الحياة ليست عادلة كيف سيحيا الآن مع هذا الۏجع 
كانت حياته هادئة صوته المنكسر وملامحها الشاحبة
تعذبه لم يجيبها وخرج مندفعا لغرفة والدته و ما 
أن ولج تسمر فى مكانه والدته مغشيا عليها جثى 
على ركبيته ېصرخ بفزع
أمى امى يا أمى ردى عليا متسبنيش يا امى امى
هرولت من غرفتها على صوت صراخه واقتربت 
من والدته تتحسس نبضها هاتفة
جهاز الضغط والسكر بسرعة 
واتصل بالدكتور اتحرك
نهض مروان وهو ينظر للمشهد الذى امامه هاتفا بړعب
لا يا أمى متسبنيش
حاولت أن تصفى عقلها من نوبة ذعرها أما هو حاول 
السيطرة على نفسه متوجها للدرج يجلب الأجهزة 
شرعت هى تقيس السكر ثم نظرت إليه هاتفة پغضب 
من استسلامه
بقولك اتصل بالدكتور انت قاعد كدا ليه
اسرع يتصل بالطبيب ثم أقترب من والدته يحيطها 
بيده ونهض بها يضعها على الفراش اسرعت هى 
تعطى لحماتها جرعة السكر اللازمة بعد مرور 
نصف ساعة قد وصل الطبيب الذى بدأ فحصها 
اعتدل واقفا
الضغط واطى وهنركب محلول
بعد محاولة عديدة من الطبيب بغرس حقنة المغذى في يدها لكنه فشل فتتدخلت روان هاتفة
أنا ممكن أساعدك أنا اعرف
تعرفى بجد! أنت دكتورة
لأ ممرضة ممكن!
ابتسم الطبيب الشاب هاتفا
ممكن!
دا أكيد طبعا اتفضل
اقتربت تربط ذراعها من الأعلى بالرباط المطاطى ثم تحسست بإناملها عروقها تمتمت وهى تسمى الله 
واخترقت الأبرة الوريد
 

تم نسخ الرابط