فوق جبال الهوان ( الفصل الثامن) بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


من وشه مستحيل أتوه عنه.
استدعى الضابط معاونه ليأمره في الحال
خدها يا صول صادق وكمل الإجراءات.
أدى له التحية العسكرية قائلا
حاضر معاليك يا باشا.
انصرفت بعدها دليلة وهي تشعر بالارتياح لأنها تمكنت من الإمساك بهذا اللص اللعېن وسارت خلف الصول الذي سألها بشكل فضولي
وإيه اللي جابكم النواحي دي
أجابته بتلقائية
أنا ساكنة في المنطقة وأختي فاتت علينا وكنت بوصلها لأول الشارع علشان تركب تروح بيتها.

هز رأسه مرددا بطريقة غامضة
قولتيلي...
استشعرت في نبرته الغريبة شيئا غير مريح وصدق حدسها عندما توقف عن المسير ليستطرد بصوت خفيض ومملوء بالتحذير الخفي
في حاجة لازما أنبه عليكي قبل ما تعملي المحضر بشكل رسمي.
سألته بعينين ضيقتين
إيه
مال ناحيتها ليتابع بنفس الصوت الهامس
الحرامي ده مش سهل مسنود.
لم تفهم ما الذي يرمي إليه بكلماته تلك زادت ملامحها تعقيدا وهي تسأله
يعني إيه الكلام ده
نظرة عابرة ألقاها حوله قبل أن يخبرها مطلقا تحذيره الجاد لها
يعني اللي واقف وراه ناس بلطجية تقال أوي مش أي حد يقدر يتعامل معاهم.
ظنت أنه يحاول إرهابها بعباراته تلك لتتراجع عن موقفها خاصة بعدما تعرفت إليه لم تقبل بفرض ذلك عليها وعاندته بتحد
وأنا مش هتنازل عن حقنا ده احنا المجني عليه مش الجاني.
رد بإيجاز
براحتك.
غمغمت بعدها في تبرم ساخط وقد ساد وجهها تكشيرة كبيرة
بقينا في زمن العجايب اللي يتسرق هو اللي ېخاف ويكش!
كانت إيمان صامتة غالبية الوقت تتابع كل ما يدور پخوف وتوتر فتشبثت من جديد بذراع أختها لتهمس لها
دليلة أنا قلقت والصراحة خاېفة.
أخبرتها كنوع من بث الطمأنينة لها
ما تقلقيش يا إيمان أنا هتصرف.
انشغل تفكيرها مجددا بزوجها فتمتمت في نبرة منزعجة ومشوبة بالخۏف
زمان راغب بيتصل دلوقت.
سمعتها شقيقتها فاقترحت عليها
لما نخلص ابقي خدي كلميه من عندي وعرفيه.
شعرت بجفاف شديد يجتاح حلقها وتمتمت في توتر آخذ في التزايد
ربنا يستر أنا مړعوپة من ردة فعله أكتر من أي حاجة تانية.
استنكرت دليلة ارتعابها منه وعلقت ساخرة بفم ملتو
والله تلاقيه ولا فايقلك أصلا!
اشتدت عروق وجهه وازداد تجهما وعبوسا لأنها لم تعاود مهاتفته مثلما أخبرته قبل قليل لم يستطع راغب التركيز في المحاضرات التي يتلقاها وشرد في أمرها محاولا تفسير سبب غيابها غير المبرر فلو كانت لا تزال مقيمة عند والدته لوصلت إليه كل أخبارها وكأنه متواجد مع العائلة. كز على أسنانه مدمدما في غير صبر
ده اللي 10 دقايق وهتكلمني!
لم يتوقف عن الاتصال بها وفي كل مرة كان يأتيه الرد بأن هاتفها مغلق ويتعذر الوصول إليها ليتضاعف حنقه وهواجسه ضغط بقبضته على حواف هاتفه مخاطبا نفسه
كمان قافلة موبايلها أكيد في حاجة بتحصل من ورايا!
توعدها بعدما حرر زفرة معبأة بدفقات من الحنق
طيب يا إيمان لولا ظروف سفر ماما مكونتش سبتلك الحبل على الغارب كده!
فرك طرف ذقنه مكملا وعيده
أما أرجع بس ونتحاسب.
الټفت خلفه دفعة واحدة حينما ناداه أحدهم من بعيد مشيرا بيده إليه
يالا يا راغب احنا بدأنا.
هز رأسه معقبا
تمام جاي وراك!
هم بالتحرك تجاه باب القاعة وهو يجري آخر محاولاته للاتصال بزوجته على أمل أن يجدها تجيبه لكن لا جدوى!
القيام بأعمال المنزل البسيطة لم يكن من هواياته المفضلة ومع ذلك كان مضطرا للاهتمام بما يخصهما وخصوصا ما يتعلق بنظافة ثيابهما القديمة. وقف حمص عند حافة سور السطح حيث علق الحبل الذي تتدلى عليه ملابسهما لمح من علياه مركبات الشرطة وهي تخترق الزقاق الضيق فاستطرد متحدثا إلى رفيقه المقرب باسترابة
هي الدبابير جاية عندنا ليه
سأله شيكاغو 
مين قالك
ظل مراقبا للوضع الغريب وأشار له بيده للأسفل مؤكدا
راكنين تحت البيت.
انتفض واقفا من على الأريكة المتهالكة وهرول نحو
 

تم نسخ الرابط