رواية منة

موقع أيام نيوز

 


عايزاني أرجع البيت
كان جالسا أمام تلك النافذة الكبيرة في شقته الفاخرة يتطلع للقمر هو يتمنى أن تأتي في أقرب وقت
سمع صوت رنين هاتفه فقام بالرد عليه
يامن بهدوء ايه يا عادل في ايه
عادل إحنا المفروض نسيب سامي النهارده فكنت عايز اعرف هنوديه فين
يامن بخبث لا أنا غيرت
رأيي خليه في الاستضافة عندنا يومين كمان

عادل بتحذير بس كده ممكن حد من أهله يقلق ويسأل عليه وإحنا مش عاوزين شوشرة
يامن بهدوء متقلقش اعمل اللي أنا بقولك
عليه
بس
عادل تمام
مر أكثر من أسبوع وهو حتى الآن لم يصله ولو إتصال واحد منها كان يرسل لها الرسائل كل يوم
على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ولكنها كانت
تراها ولا ترد عليها
يشعر بالاشتياق لها بشدة يفتقدها بكل تفاصيلها صوت ضحكتها همستها شعوره بملمس أناملها
شعرها الڼاري وجهها الصافي شفتيها الندية
يشعر بأنه سيجن إن لم يراها
طوال ذاك الاسبوع كان ينهك نفسه بشدة في العمل
حتى يمنع نفسه من التفكير فيها
توجه للمصعد بهدوء يستعد ليوم آخر منهك من العمل بدون وجودها في حياته
نظرت لنفسها في المرآة بعد انتهائها من ارتداء ملابسها برضى تام عن مظهرها فهي لا تريد أن ټتشاجر معه اليوم
فاليوم قررت الذهاب لشركته فقد قضت تلك
الفترة في الاستجمام محاولة استعادة هدوئها
وجمع شتات نفسها لا تنكر أنها شعرت بالاشتياق الشديد له لكنها منعت نفسها من الذهاب له عدة مرات ولكن اليوم الأمر مختلف فهي ترغب برأيته بشدة ولم تعد تستطيع منع نفسها
أوقفت سيارة أجرة وأعطته العنوان وانطلقت
في طريقها لملاقته وهي تشعر بأن قلبها يقفز من
مكانه بسبب شدة حماسها
وصلت للشركة وهي تخطو أول خطوة بداخلها وتشعر برهبة المكان
توجهت للاستقبال
ليل بهدوء لو سمحتي مكتب يامن بيه فين
نظرت الفتاة لها باستغراب حضرتك عندك ميعاد معاه
فأومأت بالنفي ليل بهدوء مظنش إني محتاجة ميعاد علشان أقابل جوزي ولا ايه
أومأت الفتاة پخوف واستغراب فهي لم تسمع يوما بأن لديه زوجة وأرشدتها لمكتبه
كانت نور جالسة على مكتبها وهي تزفر بضيق
وقع نظرها على ليل وهي تتوجه لمكتب يامن وتفتح الباب بدون طرقه قفزت نور من مكانها بفزع
ولكن بالنسبة لليل توقف الزمن حولها من صډمتها.......
الفصل الخامس عشر
كانت نور جالسة على مكتبها وهي تزفر بضيق
وقع نظرها على ليل وهي تتوجه لمكتب يامن وتفتح الباب بدون طرقه قفزت نور من مكانها بفزع
ولكن بالنسبة لليل توقف الزمن حولها من صډمتها
تسمرت نور مكانها پخوف فقد حذرها يامن
من السماح لأي أحد بالدخول
تجاوزت ليل صډمتها وتوجهت ناحيته دون الالتفات
للجالس معه
شعر يامن بأنه إنفصل عن العالم بمجرد رأيتها كأن أنفاسه عادت إليه ورجع للحياة مرة أخرى
وقفت بجواره مباشرة وانحنت عليه مقبلة خده
توقفت أنفاسه لوهلة شعر بأنه في حلم جميل لا يود أن يفيق منه هل أثر عليه غيابها لدرجة أنه أصبح يتخيلها في كل مكان حتى باتت تغزو أحلام يقظته
أيضا
وقفت بجواره وهي تضع يدها على كتفه وجهت نظرها باتجاه الجالس أمامها
ليل ببرود سمير بيه بنفسه هنا
أفاق من شروده على صوتها موقنا في تلك اللحظة أنها حقيقة لا ريب فيها وجه نظره ناحيتها
فهو لم يفهم أي من تصرفاتها إلا عندما قالت تلك الجملة
سمير بحنو إزيك يا بنتي عاملة ايه
أطلقت ضحكة ساخرة طويلة
ليل بسخرية بنتك وده من امتى يا سمير بيه شكل حضرتك نسيت طردك ليا كلامك اللي قولتهولي قبل ما امشي وعموما كويس إن حضرتك جيت لأني كنت
في الحقيقة عايزة أشكر حضرتك على جوازي من يامن بجد مش متخيلة حياتي من غيره كانت هتبقى إزاي وكل اللي أعرفهم إتخلوا عني حتى اللي أنا من لحمهم ودمهم
كانت كلماتها مثل السكاكين تغرس في صدره فعلى الرغم من قسۏتها إلا أنها كانت الحقيقة المرة
يامن بهدوء محاولا إنهاء هذا الحوار خلاص يا ليل اللي حصل حصل وجدك كان جاي النهارده علشان يصالحك وتحاو.......
وقبل أن ينهي كلماته قاطعه
سمير بهدوء مش وقته
دلوقتي الكلام ده أهم حاجة تفكر في الكلام اللي قولتهولك
يامن باختصار شديد تمام
نهض من مكانه متجها ناحية الباب ولكن قبل أن يخرج إلتفت لليل
سمير بهدوء أتمنى إنكم تيجوا تزروني قريب
لم ترد عليه فتولى يامن مسؤولية الرد بدلا عنها
يامن بهدوء هبلغك بميعاد الزيارة قريب يا سمير بيه
فأومأ بهدوء متوجها للخارج وأغلق الباب خلفه بهدوء وكأنه كان ينتظر رحيله ليختلي بها
فور خروجه امتدت يده لتقبض على كفها
أفاقت من شرودها عندما شعرت بكفه تقبض على يدها الموضوعة على كتفه حاولت سحبها منه ولكنه قبض عليها بشدة جاذبا إياها بقوة ناحيته
تعانده وتعاند قربه منها رغم أنها تتمنى أن ترمي نفسها 
ليل پغضب مصطنع يامن سيبني إحنا في الشركة
ممكن أي حد يدخل ويشوفنا كده
قام بتثبيت حركتها
يامن بمشاغبة يعني خاېفة حد يدخل دلوقتي و عادي وجدك كان موجود
شعرت بالاحراج الشديد منه فهي لم تتقترب منه
بهذا الشكل إلا بغرض أن تثبت لجدها أن كل شيئ بينهما على ما يرام وأنها سعيدة في حياته معه
حتى بعد اجباره لها على الزواج من يامن
ليل بمعاندة أيوه عادي وسيبني بقا قبل ما حد يدخل أه ونسيت أقولك وأكملت بتكبر مصنع متفكرش إني سامحتك أنا لسه زعلانة أنا جيت علشان عايزة أبدأ شغل
ضحك بشدة على أسلوبها فهو يعلم أنها تكذب فتهرب عينيها من عينيه يكفي لڤضحها
قربها بشدة منه وهو يضمها لا يريد أن
يخرجها من أحضانه مرة أخرى فقط يتمنى أن تستمر هذه اللحظة للأبد هو وهي كل منهما ينعم بأحضان الآخر دون مشاكل أو حواجز عندما غمرها بأحضانه هدأت حركتها تماما فقد كانت بحاجة له أكثر من أي شيء آخر
أطلق سبة نابية وهو يسمح للطارق بالدخول فهو
قاطعه عن لحظة كان ينتظرها بفارغ الصبر
يامن بغيظ ادخل
دخلت نور وهي توزع النظرات بينهما فهي تود الاعتذار له خصوصا بعد سماع نبرة صوته تأكدت أنها في مأزق
نور بتوتر أنا آسفة يا يامن بيه على اللي حصل بس أنا والله ملحقتش حتى أقول ليل هانم إن حضرتك في اجتماع حضرتها دخلت المكتب علطول أنا يدوبك لمحتها محلقتش حتى أكلمها
أومأ بهدوء وهو ينظر نظرة ذات مغزى لليل
يامن بهدوء ماشي اتفضلي على مكتبك انتي دلوقتي وأجلي الاجتماع الفاضل لبكرة
فأومأت بهدوء وقبل أن تتجه للخارج
نور تحبي تشربي ايه يا مدام ليل
أجاب يامن بدلا عنها ملهاش لزوم يا نور أنا ومدام ليل ماشيين دلوقتي اتفضلي انتي على مكتبك
فأومأت بهدوء واتجهت لمكتبها واغلقت الباب خلفها
ليل باستغراب هو احنا رايحين فين
يامن باختصار ورايا
استغربت من أسلوبه الآمر فهي لم تعتد على هذه الطريقة معه
كانت تسير خلفه وهي تتبع خطواته بهدوء حتى وصلا للمصعد الموجود في نفس الطابق دخل المصعد بهدوء وتبعته هي حاولت الحفاظ على مسافة بينهما
ضغط على زر الطابق الاخير
بعد عدة دقائق من الصمت فتح باب المصعد
محى المسافة الموجودة بينهما واضعا يده على خصرها متجهين للباب الموجود أمامهما
بعد فتحه للباب دفعها للداخل برقة ودخل خلفها وأغلق الباب بالمفتاح
ليل بصوت حاولت جعله ثابتا يامن انت بتبصلي كده ليه.
جلست بجواره على سرير المستشفى
هايدي بسخرية مكنتش متوقعة إنك رقيق بالشكل ده يا سامي متحملتش يومين في ايده
سامي پتألم أخرسي أنا مش ناقصك
هايدي بتهكم هو ده اللي هتقدر ترجعها وتخليه يسيبها ده كنت قربت أصدق يا شيخ
سامي پغضب مكنتش اعرف إنه كده أنا توقعت إنه هيتنرفز هيضربني بوكس
ولا حاجة وهقدم البلاغ وخلاص خلصت
هايدي بهدوء ما أنا قولتك إنه مش سهل ولو حطك في دماغه مش هيسيبك غير لما ياخد اللي هو عايزه
سيبنا بقا من اللي فات وقولنا هنعمل ايه دلوقتي
سامي بخبث تشوفي أي طريقة تدخلي بيها شركته
وتشتغلي فيها وعايز المعلومات المهمة عن الصفقات بتاعته توصلني أول بأول
هايدي بابتسامة خبيثة متقلقش حتى لو أنا مدخلتش هعرف أجيب كل حاجة
سامي بهدوء تمام كده وعايز خبر على بكره
فأومأت له واتجهت للخارج وهي تفكر في طريقة للدخول للشركة
وقفت تتأمل الشقة بهدوء فقد سلبتها لبها من شدة جمالها ورقيها فالجدران باللون الابيض ومعظم الاثاث كذلك ماعدا المزهريات والتحف واللوح كذلك الأرضية باللون الاسود
صالة استقبال واسعة تبدو مثل لوحة فنية يقابلها مطبخ على الطراز الامريكي وبار كبير يفصل بينه وبين صالة الاستقبال
خرجت من تأملها على صوته وهو يشير لها بالجلوس ومازال ينظر لها نفس النظرة
يامن بخبث هتفضلي واقفة كده كتير اتفضلي اقعدي
جلست على الكرسي الموجود بجوارها ونظراتها معلقة به
اقترب منها بهدوء 
فارتدت للخلف وأدارت وجهها للناحية الأخرى
ابتسم بخبث على ردة فعلها هو فقط يريد أن يشاكسها قليلا فلا ضرر من اللعب معها بعد غيابها عنه كل تلك الفترة
ولكن فاجأه صوت معدتها تعلن عن جوعها
أطلق ضحكة صاخبة عليها أما هي شعرت بالاحراج الشديد واحمرت وجنتيها فقد نسيت تناول طعام الفطور من شدة استعجالها لرغبتها في رأيته
فوقفت امامه تعلن اعتراضها على سخريته منها
ليل پغضب طفولي مفيش حاجة بتضحك على فكرة
عادي جعانة عمرك ما جوعت مثلا وسع بقا من قدامي كده أما أشوف حاجة عندك تتاكل
توقفت ضحكته وهو يفسح لها الطريق
توجهت للمطبخ وهي تعبث في الأغراض والثلاجة
وقفت أمام الثلاجة بحزن
ليل بخيبة أمل بقا التلاجة الطويلة العريضة دي ومفهاش غير شوية خضراوات وجبن
سحبت الخضراوات لتقطيعها مقررة صنع شطيرة من
الجبن والخضراوات
نظر لها بشغف وهو يرى حركتها حوله تملئ فراغ كيانه اتجه لاحد الخزانات الموجودة في المطبخ وهو يسحب منها كيس التوست ووضعه بجورها
وقام بتشغيل آلة القهوة ووقف بجوارها يتأملها مستندا على طاولة الطعام
ليل بهدوء انت مكنتش بتاكل في البيت ولا ايه
يامن يعني مش قوي كل يوم بتغدى بره وممكن أعمل ساندوتش قبل ما أخرج ومعظم الحاجات الناقصة بخلي نور تشتريها
جزت على أسنانها پغضب
ليل بغيرة وهي تشتريلك حاجتك ليه ما تنزل تشتري لنفسك
لاحظ غيرتها فقال بخبث مثلا علشان هي السكرتيرة بتاعتي
ليل بإصرار بس ده مش من المهام بتاعها هي آخرها تساعدك في الشغل وبس مش تتسوق وتشتريلك حاجة البيت
أحاط خصرها بهدوء وهو يقف خلفها قام بسحب السکين من يدها ورميه على خشبة التقطيع
ليل باعتراض يامن ايه اللي بتعمله ده
قامت بسحب قطعة من التوست ووضعت الجبن عليها تلتهما بهدوء حاولت ابعاده لكي تخرج من المطبخ فهي تشعر بضيق المكان من حولها ولكنه
ادارها باتجاهه 
تعلقت عينيه بعينيها فهي تتمنى قربه منها كما يتمناه هو وقع نظره على قطعة الجبن 
ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر لعينيها المغلقة وو.
جلس في مكتبه وهو يفكر في قراره بطلب المساعدة من يامن
فتحي باستغراب بس يا سمير بيه ليه تطلب المساعدة من يامن وأنت عارف إنه ممكن في اي وقت يقول لليل
سمير باطمئنان يامن مستحيل يقولها حاجة إلا لو عرف مكانها فين
فتحي باستفهام طيب وايه الضمان إنه لما يعرف مكانها مش هيخبي علينا
سمير بهدوء أنا ميهمنيش يخبي علينا
 

 

تم نسخ الرابط