رواية منة
المحتويات
فهمتي كل حاجة
ليل بهدوء وقد شعرت بالألم من أجلها
أنا آسفة لو كنت السبب في اللي حصل إنتي طيبة يا لبنى ليه بتحاولي تخبي ده
نظرت لها لبنى بسخرية قبل أن تقول بهدوء
أنا مش طيبة زي ما إنتي مفكرة بلاش تنخدعي وتحكمي على الكلام من بعيد أنا ذكية تقدري تقولي حسبتها صح يعني أنا دلوقتي بسبب اتفاقي مع يامن
وغير كده المؤخر اللي يامن أصر يدفعه يعني أنا كسبت كتير أوي
نظرت لها ليل لثواني وقالت
بس أنا متأكدة إنك جواكي إنسانة كويسة
أومأت لها لبنى بهدوء وهي تقول
براحتك خليكي مفكرة زي ما إنتي عايزة
بينما ظلت ليل مكانها تفكر بهدوء في كل تلك الأحداث وتفكر أيضا في طريقة للإعتذار منه على الخطأ الذي أوقعت فيه نفسها بسبب غيرتها وغباء لسانها الذي يسبق تفكيرها
........
كانت جالسة في جناحها في القصر تفكر بهدوء في كيفية مواجهته أو الحديث معه فقد مر أسبوع
منذ إخبار لبنى لها بأمر طلاقهما لم تستطع الحديث معه ففي نفس اليوم أثناء تواجده بالمشفى مع جدته
الأخبار وما تداولته عن چرائمه فكان عليه السفر في نفس اليوم ليحل تلك الأمور....
وبالطبع بسبب هذا الضغط الشديد وانشغاله بأمر الحكم في قضية عمه وتحقيقات الشرطة
أصبح وقته ضيقا للغاية فهو يتحدث معها لخمس دقائق يوميا يسألها عن حالها وحال جدته ثم يغلق الخط بدون إضافة أي شيء......
وصلت لغرفة المعيشة حيث تفضل الحاجة فاطمة أن تقضي جلستها كل يوم
ليل بهدوء وهي تبتسم لها
عاملة ايه النهارده يا نينا
الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة
الحمد لله بقيت كويسة .....لكنها استطردت بقلق....
هو
يامن ماكلمكيش النهارده ولا إيه أصله من ما اتصلش من إمبارح
لا والله يا نينا ما اتصلش أول ما يتصل هخليه يكلمك واضح إنه مشغول أوي علشان اتصلت بيه وتليفونه كان مقفول
الحاجة فاطمة بهدوء
إن شاء الله يرجعلنا بالسلامة متزعليش نفسك
ليل بهدوء
آمين يارب
قاطعهم دخول لبنى وهي تتحدث بصوت عالي
لبنى بابتسامة شامتة
الحكم على راغب بيه وجابر هيطلع قريب المحاكمة بتاعتهم كمان كام يوم
أنا مش قولت الموضوع ده مايتفتحش تاني مش عايزة أعرف أي حاجة عنه أنا اتبريت منه
نظرت ليل للبنى بتحذير علها تصمت
ليل بهدوء وهي تضع يدها فوق كف جدته تهدئها
هي لبنى مش قاصدها تضايقك بكلامها .....ثم أكملت بهدوء علها تصلح الوضع ولو قليلا بينها وبين إبنها....... وبعدين مهما حصل في الأول وفي الآخر ده ابنك حتى لو إنتي مش هتقفي جنبه علشان هو غلطان بس على الأقل روحي زوريه ولو مرة
الحاجة فاطمة پألم والدموع تجمعت في عينيها
نعم إنها أم تتألم من أجل ابنها لكنها في قرارة نفسها تعلم أنه يستحق ما يحدث له
أطبق الصمت عليهم بدون أن يتفوه أي أحد منهم بحرف واحد فهي محقة فيما قالته
حاولي ليل الحديث معها عدة مرات أخرى ولكنها كانت ترد عليها بردود فاترة وظلوا على هذا الوضع حتى موعد العشاء لكن ليل شعرت بعدم رغبتها في تناوله فصعدت لغرفتها بهدوء
.......
كانت جالسة على السرير تشاهد أحد الأفلام الكوميدية على هاتفها ولكنها شعرت بجوع شديد فالساعة تخطت الواحدة بعد منتصف الليل وهي لم تتناول أي شيء منذ تناولها لطعام الغداء فقررت النزول للأسفل لتناول وجبة خفيفة
ترسم انحنائات جسدها كريشة فنان ماهر
فسحبت شالا خفيفا تضعه فوق كتفيها محدثة نفسها
من الممكن أن يكون بالمنزل في هذا الوقت فالجميع قد خلد للنوم بالإضافة إلى أن جميع المتواجدين في المنزل من الإناث
توجهت للأسفل بخطوات حذرة لكي لا تسبب أي ضوضاء فيستيقظ على أثرها الجميع
وقفت أمام الثلاجة تعبث في محتوياتها فأخرجت بعض الأطعمة تضعها على الطاولة ثم اتجهت للموقد لتقوم بتسخينها.......
في نفس الوقت كان يامن يدخل من بوابة القصر بعد أن قام بركن سيارته
كان يسير بخطوات سريعة متلهفة للقائها فقد افتقدها بشدة في تلك الأيام التي ابتعد فيها عنها بغير إرادته متخيلا ماذا ستكون ردة فعلها عندما تراه
اشتاق لكل شيء بها من رائحتها العطرة التي تشبه الزهور البرية
علت ابتسامته وهو يرى تلك الفاتنة ذات الشعر الأحمر تجهز بعض الطعام لنفسها بينما يتسلل ضوء القمر من الشرفات يداعب وجهها فكانت في أبهى صورها وشعرها مفرود على ظهرها بحرية
تسلل بهدوء وهو يقترب منها بخطوات حذرة وابتسامة خبيثة تعلو وجهه
انتفضت بفزع عندما شعرت بشخص يقبض على خصرها وبيده الأخرى كمم فمها ليمنعها من الصړاخ
وحشتيني
من فورها علمت صاحب هذا الصوت وما أكد لها وجوده ذاك العطر القوي الذي داعب أنفها برائحته الجذابة ارتخت ملامحها وهي تشعر بالإطمئنان يغمرها ذاك الدفئ اللذيذ الذي يلفها بقربه
اشتاقت له بمقدار شوقه لها وربما أكثر
ليل بصوت هادئ
مقولتليش اللي إنت جاي ليه
يامن بهدوء ونبرة عميقة
حبيت أعملهالك مفاجأة
فابتسمت بشدة على كلامته
وإنتي وحشتيني إنت كمان
حسنا يبدو أنه سيصدم كثيرا في هذه الليلة فهو لم يتوقع هذا الهدوء منها توقع منها أن تثور غاضبة منه بسبب سفره المفاجئ وعدم أخذه لها معه بالإضافة لإعتقاده أنها ما زالت غاضبة منه بسبب موضوع لبنى لكن من الواضح أنها تخطت الأمر
رفقا بقلبي الذي تألم من شدة شوقه لكي
أقسم لكي أن روحي تنازعت مع جسدي لشوقها
لكي
فكادت أن
تغادره لكي تراكي
فأصبحت مبعثرا وأنا أرى طيفكي في كل لحظة
في كل زاويةكلما أغمضت عيناي تمثلت أمامي
فأصبحت تغزين كل أحلامي
ليل بهدوء وابتسامة عاشقة
يا ريت كنت أعرف أعبر زيك بالكلمات بس أقدر أقولك إني بمۏت فيك وعمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك بعشقك يا يامن
آخر ما كان يتوقعه هذه الليلة أن ترد عليه بهذا الهدوء ولم تكتفي بهذا بل أخبرته أيضا بعشقه له يقسم بداخله أن هناك شيئا غريبا يحدث فقبل سفره بيومين فقط كان يرى بوضوح تلك النظرات الباردة
حسنا هناك شيء غير طبيعي ويجزم أنه سيعرفه بعد قليل
يامن بهدوء وهو ينظر لها
بتعملي ايه بليل كده ولوحدك في المطبخ
ليل بهدوء وهي تعود للطعام الموضوع فوق الموقد والذي أصبح شبه محترق
كنت بعمل حاجة أكولها علشان ماتعشتش وكنت جعانة تحب أعملك معايا
أومأ لها بهدوء وهو يراها تلقي الطعام المحترق في سلة المهملات لإخفاء جريمتها وأعادت ملئ الإناء بكمية أخرى من الطعام لتسخنها بهدوء
إلتقط يامن ذاك الشال بهدوء وهو يبتسم ابتسامة عابثة
يامن بخبث
مش ملاحظة حاجة وقعت منك ولا إيه يا ليلي
ليل بهدوء وهي تضع الطعام في الأطباق فوق الطاولة
هو إيه اللي وقع يا يامن
رفع الشال وهو يحركه أمام عينيها
يامن بعبث
ده يا روح يامن
ليل بهدوء وابتسامة سمجة
ضحك بخفة ثم قال بهدوء وهو مازال محتفظا بابتسامته
رفعت حاجبها باستخفاف ثم قالت بهدوء
طيب إبقى اعمل اللي إنت عايزه بعدين
يامن بهدوء وهو يجذب طبق الطعام
ما أنا فعلا هعمل اللي أنا عايزه
لم تفهم ما يرمي إليه لكنها بدأت تناول الطعام بهدوء عندما رأته بدأ في تناول طعامه
ليل هي تصرخ بصوت هامس
يامن نزلني خليني أشيل الأكل على الأقل وبطل الجنان اللي إنت بتعمله ده
لم يعر انتباها لكلامها وهو يصعد الدرج متجها نحو غرفته
يامن بهدوء وهو يقف أمام الباب
افتحي الباب
نظرت له پغضب لكن ليس بيدها حيلة أخرى فمدت يدها على قبضة الباب تفتحه بهدوء
ليل پغضب من تصرفه
تسمح تنزلني
يامن بهدوء ونبرة عميقة ذات مغزى
ليل ممكن تفهميني فيه إيه
نظرت له باستغراب شديد
ليل بصوت هادئ رغم ڠضبها
يامن بعدين أفهمك إيه أنا مش فاهمة حاجة
يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها بقوة
اثبتي مكانك واتفضلي بكل هدوء كده قوليلي إيه سبب الرقة والهدوء الغريب وكمان المقابلة اللطيفة اللي قابلتهالي على ما أعتقد إني كنت مسافر وأنا سايبك وحاسس إنك بتكرهيني
ليل بهدوء وابتسامة واسعة
طيب قبل ما أنا أتكلم مفيش حاجة إنت مخبيها عليا
صمت قليلا يفكر بهدوء لكنه قال باستغراب
مخبي عليكي حاجة زي إيه
ليل بابتسامة واسعة وصوت هامس
زي إنك مثلا طلقت لبنى
نظر لها باستغراب وزهول فمن أين لها أن تعلم بهذا
يامن بتساؤل وهو يتأمل الاحمرار الخفيف فوق وجنتيها
مين بقا اللي قالك الكلام ده
ليل بهدوء وابتسامة عاشقة بينما يدها تمر على ملامحه
لبنى هي اللي قالتلي بنفسها........ وأخذت تقص عليه كل ما قالته لها
في ظهيرة اليوم التالي كانت الحاجة فاطمة تجلس في الصالة بهدوء بينما تتسائل بداخلها عن سبب تأخر ليل لهذه الدرجة في النزول
الحاجة فاطمة بهدوء للخادمة
إطلعي شوفي كده ليل إتأخرت ليه
الخادمة بهدوء
أنا طلعت من شوية بس يامن بيه هو اللي رد عليا
وقالي إنهم نازلين كمان شوية
الحاجة فاطمة بهدوء واستغراب
هو يامن جه إمتى من السفر
الخادمة بهدوء
مش عارفة والله بس تقريبا كده جه امبارح بليل بعد ما الكل نام أومأت الحاجة فاطمة بهدوء
في الأعلى كانت ليل قد إنتهت من تغيير ملابسها
لملابس مريحة فارتدت تنورة واسعة من اللون البني مع قميص باللون الابيض المائل للسكري يتناسب بشدة مع جسدها ويناسب أيضا
سفرهم المفاجئ
إنتهت من تجهيز حقائبهم للسفر فقد فاجأها في الصباح وهو يخبرها بضرورة سفرهم اليوم معللا السبب بأنه لديه مفاجأة لها
أبعدته بهدوء وهي تبتسم له
ليل بهدوء
خلص خلينا ننزل علشان نلحق نسلم على نينا قبل ما نسافر علشان متزعلش منك
أومأ لها بهدوء وهو يحمل حقائب السفر وينزل للأسفل بخطوات هادئة بينما تتبعه هي
دخل يامن لغرفة المعيشة بهدوء وهو يضع الحقائب على الأرض ويتجه نحو جدته بابتسامة هادئة
يامن بهدوء
صباح الخير يا أمي صحتك عاملة ايه دلوقتي
الحاجة فاطمة بهدوء وابتسامة هادئة
الحمد لله يا ابني حمد لله على سلامتك
ابتسم يامن بهدوء وهو يقول
الله يسلمك يا أمي
جذب انتباه جدته تلك الحقائب
الحاجة فاطمة بتساؤل
هي الشنط دي إنت منزلها ليه
يامن بهدوء
أصل أنا مسافر النهارده علشان عندي شوية حاجات لازم أعملها وكنت لازم أجي علشان آخد ليل
الحاجة فاطمة بمعاتبة
هو إنت لحقت تيجي يا ابني علشان تسافر تاني
....لكنها أكملت بتفهم..... خلاص روح ربنا معاك أكيد عندك شغل كتير
بعد انتهائهم توجهوا للخارج لتركب السيارة بهدوء
ثم اتجه يامن لمقعده وهو ينطلق مسرعا...........
بعد ساعات طويلة من القيادة وصلوا القاهرة لكنها تفاجأت من الشوارع الغريبة التي يسير بها فهي ليست بقرب منزله الذي في الحارة أو شركته
بل حي شديد الرقي مليئ بالمنازل المبهرة برونقها وفخامتها
ليل بتساؤل وهي تنظر له
هو إحنا راحين فين
يامن بهدوء وابتسامة عاشقة وهو ينظر لها
هتعرفي دلوقتي
ثم أعاد توجيه أنظاره للطريق
توقفت السيارة أمام بوابة كبيرة ولكن ما هي إلا لحظات حتى فتحت تلك البوابة وهو يتجه للداخل
تأملت بهدوء ذاك القصر الذي يبدو كقصر في أحد كتب الخيال لشدة روعته فالحديقة منسقة
متابعة القراءة