رواية رائعة وكاملة بقلم ولاء رفعت
_ في قصر البحيري ....
تهبط خديجة الدرج في حين يدلف آدم إلي داخل البهو والإرهاق الجلي ع ملامح وجهه وخصلات شعره المبعثرة ... تقابل كليهما فوقفت وهي تنظر إلي حالته بنظرات لوم وعتاب وهي تتذكر كلماته لصبا التي ليست من حقه
_ آدم ... كنت فين ... قالتها جيهان التي تقف بأعلي الدرج
رفع عينيه إليها ليقول كان ف شوية مشاكل ف المخازن روحت أشوفها ولما حلتها جيت ع طول
_ بداخل غرفته تدلف جيهان إلي الداخل وهو خلفها ... لتقف أمامه بملامح غاضبه وقالت تقدر تفهميني هتستفاد أي لما تتكلم واحده متجوزه وجوزها مستني لأبوك ع غلطة عشان يدمره ويدمر كل الي بناه ف لحظة
أحتدت عينيه وقال مين الي قالك الكلام ده
حياتك تضيع عشان بنت عابد الرفاعي !!!
أجاب عليها بإقتضاب وقال أرجوكي ياماما أنا تعبان ومش قادر سبيني أنام ولما أصحي نبقي نتكلم لأنك فاهمه غلط ... وأنا هاعرف بنفسي مين الي قالك كده ... قالها ليهم بالمغادره فأوقفته وقالت استني عندك لسه مخلصتش كلامي
جيهان أنزل وخد خديجة وديها تروح لبابها المستشفي وأنا مستنيه باباك لما يرجع من الشركة عشان أروح معاه نطمن ع عمك سالم
نظر بتوعد وقال حاضر هانزل وهاخدها ... ثم فتح الباب وذهب وأردف بداخل عقله وهاعرفها إزاي تنقل الكلام كويس
_ تركض في الحديقة لدي المسبح و ع عينيها وشاح عقدته لها تلك الصغيرة ...
خديجة بضحك ومرح ياتري أنتي فين يالوجي ... قالتها وظلت تسير ولم تنتبه إنها ع وشك الإقتراب من المسبح ... والصغيرة كانت تختبأ خلف الشجرة
هو خرج للتو من الباب الزجاجي المطل ع المسبح لتتسع حدقتيه وهو يراها تتراجع للخلف و لم تنتبه إنها ستقع ... لم يشعر بقدميه ليركض بسرعة البرق وأمسك بها وقدميها تنزلق .... شهقت بصوت دوي ورغما عنها تشبثت به ليفقد كليهما توازنهما ووقعا ف المسبح
_ عجبك الي عملتيه فينا ده !!!... صاح بها آدم
أنتبهت إنها تمسك بقميصه وهو يمسك بها محاوطا جذعها بزراعيه .... دفعته ليبتعد عنها لكنه أكثر تمسكا بها
فأردف أنتي مبتعرفيش تعومي ولو سيبتك هتغرقي وأنا مش عايز يجرالك حاجه قبل ما أعلمك الأدب
وقفت ع الحافه بثوبها المبتل وصاحت به قبل كده حذرتك إيدك أنت فاهم ولا لاء !!
صعد وقميصه الرمادي المبتل الملتصق بجسده وبنطاله الأسود ... أحتدت نظراته وصاح پغضب الحق عليا أنقذتك !!! وبطلي تخلف بقي أنتي فاكره نفسك أي عشان تقوليلي مش !!
أشتد حنقها وقالت المتخلف الي عارف الصح من الغلط وبيبقي موصر ع الغلط
وقال پغضب أصدك ع مين متخلف
خديجة بنظرات ڼارية أوعي أيدك أنت مبتفهمش !!!
وهو يجز ع فكيه وقال بتحدي
وريني بقي هاتعملي أي وهاعرفك كويس إزاي تغلطي ... وهاعلمك الأدب زي ماقولتلك عشان تحرمي تنقلي حاجه سمعتيها بعد كده ... قالها وهو ېعنفها قابضا ع يدها وزراعها
_ أوعي بقي ... صاحت بها لتفلت يدها من قبضته وبدون أن تدري هبطت بكفها ع وجهه صفعه تردد صدها
ويليها صوت حطام الفنجان الذي وقع من يد إنجي التي رأت تلك الصڤعة ووضعت كفها ع فمها ف صدمة وذهول
١١
: أشعة الشمس تولج من بين فتحات الستائر... تهبط ع جفونها تداعبها ... لترمش عدة مرات بإنزعاج فألتفتت لوميض هاتفها معلنا عن رساله واردة ع ال الواتس
فأطلقت تنهيدة بملل ثم جذبت الهاتف من فوق الكومود لتري محتوي الرساله حتي أنفرجت أساريرها بإبتسامة جلية وهي توصد عينيها بسعادة ثم أخذت تقرأ
يونس : صباح الخير ع أجمل عيون ف الكون
عضت ع شفتها السفلي بخجل ثم أجابت كتابة : أعتبر دي مجامله ولا غزل صريح!
يونس : إعتبريه رأي فنان ف إبداع الخالق فيما خلق
تنهدت وقالت بصوت مسموع : وبعدين معاك هتروح بيا ع فين كده! !!
يونس : سكتي ليه عموما لو بتضايقي من الكلام ده إعتبريني مقولتش حاجه
كارين : أبدا أنا عارفه إنك بتهزر
يونس : بهزر!!!
أرادت تغير مجري المحادثه فأرسلت : نسيت أقولك ميرسي كتير ع وقفتك جمبي الأيام الي فاتت بجد مش عارفه من غيرك كنت هعمل أي
يونس : العفو أنا معملتش حاجه .. المهم جهزي نفسك عشان شويه وهعدي عليكي عشان هاروح معاكي تسلمي الرساله بتاعتك
كارين : مفيش داعي أنا هطلب أوبر
يونس : كارين أدامك نص ساعه بالكتير وهكون عندك سلام
أرتفع حاجبيها بإندهاش ثم ضحكت وقالت : مچنون وشكلك هتجنني معاك
ألقت بالهاتف ع فراش مضجعها الحريري ذو اللون الذهبي لتنهض وهي ترتدي ذلك الشحاط ذو الفراء ع شكل أرنب وردي .... دلفت إلي المرحاض لتزيل آثار النعاس من وجهها بالإغتسال وتنظيف أسنانها ... عقصت خصلات شعرها للأعلي ع شكل كعكه وهي تغادر الغرفة متجهة نحو المطبخ لتعد كوب القهوة التي أعتادت عليه صباحا
مازالت البسمة لم تفارق ثغرها وكلماته التي تجول ف ذهنها ... تضغط ع زر تشغيل ماكينة عمل القهوة وأنتظرت حتي أمتلأ الكوب فتناولته ... قطبت حاجبيها بإنزعاج من تلك الرائحة القوية الآتيه من الردهة
غادرت المطبخ متجهه نحو مصدر ذلك الدخان ... شهقت پذعر وسقط منها الكوب ليتناثر حطاما فوق الأرض ... تنظر إلي ذلك الجالس واضعا ساق فوق الأخري يزفر دخان سيجارته التي لم تفارق أصبعيه
: قصي !!! قالتها كارين وهي تبتلع ريقها بتوتر
أنحني بجذعه قليلا إلي الأمام وهو يدفس ماتبقي من سيجارته ف المنفضة الكريستاليه ثم تراجع بظهره بكل هدوء وسخرية :
بونجور يا فنانه
ومن نظراته التي يرمقها بها أيقنت بعلمه بكل ما حدث ... عقدت ساعديها أمام صدرها وأجابت بسخرية مماثله :
بونجور يا قصي باشا ... واضح إن رجالتك ماشاء الله عليهم شايفين شغلهم ع الأخر
نهض وعينيه ع معصمها الأيمن الذي يحاوطه الجص وأقترب منها وقال : لولا رجالتي كان زمانك مشرفه جمب الوالد وبقرء عليكي الفاتحه
أبتسمت بتهكم وقالت : ولما أنت خاېف عليا للدرجدي مش عايز تبطل شغلك الۏسخ ده ليه !!!
أحتدت عينيه بنظرات قد دق قلبها مرتجفا وهو يقترب منها حتي توقف أمامها مباشرة يمسد ع وجنتها مبتسما قال :
كارين أنا جاي أطمن عليكي وأقولك أبعدي بمزاجكك أحسن ما هخليه هو يبعد ڠصب عنك
تسمرت بمكانها وهي ترمقه بنظرات ساخطة وهي تعلم مقصد حديثه وقالت بتحدي : ولو مبعدتش يا قصي هتعمل أي!!!
وضع يديه بجيوبه بشموخ وأجاب بنبرة ټهديد : حاډث سير مروع أدي إلي إنقلاب سيارة ابن رجل الأعمال المعروف مما أدي إلي ۏفاته المنيه
أتسعت حدقتيها وصړخت ف وجهه وقالت : أنت شيطان
أبتسم بجانب فمه ثم تحولت ملامحه إلي الڠضب وقال:
طول ما عيلة البحيري بتقرب من الي يخصني هتلاقيني ألعن من الشيطان ... أنا مش بحجر عليكي ولا بقولك ماتعيشيش حياتك ... لكن مع أي حد ماعدا أي كلب من كلاب العيلة دي بالذات
أنسدلت عبراتها لتجيب بصوت مخټنق : أنت مش أخدت الي أنت عايزه منهم وأتجوزتها وخلاص ف أي تاني !!
صاح پغضب أكثر : لسه .. لسه في حساب كبير لازم أصفيه .. حاجه أنتي ملكيش دعوه بيها
صاحت بمستوي نبرة صوته : وأنت كمان ملكش دعوه بحياتي وأحب مين وأكره مين
أمسك بمعصمها الأيسر ورمقها بنظرات تحذيرية وقال غاضبا : وقسما بالله يا كارين لو حسيت بس لسه ع علاقة بيه هخليكي تقري خبره ف الجرايد تاني يوم وأنتي أكتر واحده عارفاني بقول الكلام مرة واحدة
قالها وهو يلقي يدها بقوة ف الهواء ثم أبتعد ليهم بالذهاب متجها نحو باب المنزل فأستوقفته پصرخة مدويه :
أنا بكرهك ياقصي
جز ع فكيه ثم أكمل سيره مغادرا ولم يعيرها إي إهتمام ليصفق الباب خلفه بقوة لتهتز النوافذ بصوت أهتز له قلبها وهي تبكي پقهر وألم وهي تجلس ع الأرض تضم ركبتيها نحو صدرها وأطلقت العنان لعبراتها حتي أنتبهت لصوت رنين هاتفها من داخل غرفتها ... نهضت لتذهب إلي الداخل لتمسك بهاتفها حتي قرأت أسم المتصل
: بينما يونس يخرج من المصعد متجها نحو منزلها وهو يضع هاتفه ع أذنه منتظرا أن تجيب عليه ... زفر بسأم ثم أخذ ينقر ع