رواية ونس بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


يرجع القصر تاني. أزاي يا طنط
_ علشان بتفكر في مصلحه كيان وأسم العيلة مش زيك مش بتفكر غير في نفسك وبس
لم تكن تلك أجابه شاهيناز لكنها كانت أجابه حاتم الذي يقف عند السلم. ليقول أديم ببعض الغرور _ وبعدين أنت مالك أصلا أي حاجه داخل عيلة سراج الصواف محدش مسموح ليه يدخل فيها المعنيين بالأمر بس هما إللي ليهم الحق. وأقصد هنا بكلامي حاتم. لأنه جوز سالي. لكن أنت يا طارق تدخل ليه ومحموق أوي كده ليه

وقف طارق ينظر إليه پغضب مكتوم وبداخله ڼار تشتعل معنى وجود أديم هنا أنه لم يرى رسالته وأن مخططه سوف يأجل. وذلك يثير غضبه خاصة بعد موقف شاهيناز الذي شعر به مائع وليس له معنى هو كان يريد أن تستغل فرصه الڤضيحه وتأكدها حتى يقضى على أديم تماما لكن وكما العادة الظروف جميعها تتحالف ضد رغبته ودائما ينجح أديم في التغلب على كل شيء ويحصل على كل شيء. لكنه لن يظل صامت أكثر من ذلك. ولو كان ما تبقى أمامه ڤضيحه أكبر أو حتى سڤك الډماء فأبتسم لأديم أبتسامة صفراء يملئها التحدي وغادر دون أن يضيف أي شيء. ليلقي أديم التحيه على شاهيناز وأقترب من حاتم وقال_ تعالى ورايا على أوضتي. ضروري ولوحدك
وصعد درجات السلالم وأكتافه مهدله من كثرة الحمل التي وضع فوقها دون رحمه .. ليتوجه حاتم إلى المطبخ يخبرهم بما غادر غرفته من أجله وعاد إلى الطابق العلوي ولكن إلى غرفة أديم. لكن حين مر من أمام غرفته تذكر كلمات سالي الأخيرة _ نفسي في أكل شعبي يا حاتم فول وطعمية وجبنه قديمة وجرجير
ليبتسم رغما عنه وهو يتذكر رد فعله حين ظل ينظر إليها بصمت وكأنها لم تقل شيء. ثم قال بهمس مستفهم_ هو أنت قولتي أيه يا سالي
_ قولت عايزة فول وطعمية وجبنه قديمة وجرجير
أجابته بنفس الهمس. ليرفع حاجبه بأندهاش ثم رفع كفه يتحسس جبينها قائلا بقلق_ أنت سخنه يا حبيبتي وبعدين أنت مين فين سالي
وأبتعد عنها قليلا ينادي بصوت عالي _ سالي سالي
لتضحك هي بدلال وأقتربت منه أكثر وكأنها سوف تبلغه بسر نووي_ أصل ماما لو عرفت إني طلبت الحاجات دي ممكن ترميني من الشباك عادي. وأنا نفسي فيهم أوي
احتواها بحنان وقال بصدق_ طول ما أنا موجود مفيش حد ممكن يأذيكي

حتى والدتك. وكل إللي نفسك فيه يتحقق في التو واللحظة
وغادر الغرفة حتى يطلب من العاملين بالمطبخ تحضير كل ما طلبته سالي ووضع هو لمسته السحرية المميزة
لكن ما حدث بالأسفل جعله يشعر بالضيق وهيئة أديم وصوته زاد من قلقه. وخوفه طرق على باب غرفة أديم وسمعه يسمح له بالدخول. ليسقط قلبه أسفل قديمه حين وجده يجلس أرضا يستند إلى الحائط ويخبئ رأسه بين ذراعيه المستريحين فوق ركبتيه. ليدلف إلى الغرفة وأغلق الباب بسرعه وأقترب يجلس أمامه وهو يقول بقلق وتوتر _ في أيه يا أديم أيه إللي حصل
لم يتحرك أو يتكلم ولكنه حرك يده حركه بسيطة لينتبه حاتم للظرف الأبيض الذي بين يدي أديم ليأخذه وفتحه بلهفه. لتجحظ عيناه وهو يقرأ ما كتب بتلك الطريقة الغريبة التي تشبه أفلام العصاپات الأجنبية_ لو قدرت تداري على الڤضيحة الأولى فأنا بقى عارف الڤضيحة التانية. وكنت شاهد على اللي حصل لأختك وعارف إللي عملها ودور الشرف إللي كلكوا عايشين فيه بكلمة مني هيتفضح أستعد علشان إللي جاي مش هيبقى سهل أبدا. ليا شروط وأنت هتنفذها. وإلا المرة دي عيلة الصواف مش هيقوملها قومة.
_ مين إللي بعت الكلام ده
سأل حاتم پصدمة وعدم إدراك. لينظر إليه أديم بعيون زائغه وقال_ معرفش لا في عنوان ولا أسم ولقيت الجواب ده قدام باب شقتي
خيم الصمت عليهم والصدمه لا تزال ترتسم على ملامح حاتم الذي يشعر أنه فقد النطق والمنطق. ولم يعد لديه عقل يفكر به. وظل أديم ينظر إليه والحزن ينطق من عينيه خاصة مع تلك الدمعات التي التمعت داخل عينيه دون أن تغادرها.
في صباح اليوم التالي كان الجميع في حاله عدم توازن لكنهم أبدا لم يتخيلوا المفاجأت التي تنتظرهم وأولهم طارق الذي كان يجلس على طاولة الطعام وبداخله أحساس بالأنتشاء رغم فشل أستغلاله لما حدث بالأمس. لكن مازال لديه الكارت الرابح الذي سيستطيع به أن يضع الجميع أسفل قدميه يتوسلوا له أن ينقذهم جميعا وأولهم تلك المغرورة التي لم تلقي عليه حتى الصباح. ولم تنظر إليه ولو لمرة لكنه إنتبه لغياب كاميليا عن التجمع فقال لإحدى الفتايات العاملات_ أطلعي نادي كاميليا علشان الفطار
ليبتسم أديم بسخريه وهو يقول_ هو أنت متعرفش أختك فين يا طارق باشا. صحيح هتعرف أزاي وأنت مش شاغل نفسك غير بيا أنا بس. وأزاي تكسرني وتاخد كل إللي ليا ويبقى ليك
أحتقن وجه طارق پغضب كبير وهو يضرب سطح الطاولة قائلا بصوت عالي_ هو أنت عايز تعمل
 

تم نسخ الرابط