رواية ونس بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


الخجل_ مزهقتش بقا يا فيصل أحنا بقالنا سنين أنا بتعالج وأنت صابر عليا بالأسم بس مراتك
ليقف أمامها وقال_ عمري كله فداكي يا نيمو أيامي وسنيني من غيرك ميسوش حاجة وبعدين كفاية وجودك في حياتي أنا بحبك. وأنت بتحبيني يبقى أيه إللي فاضل بقى الحاجات التانية يا حبيبتي دي هتحصل بس لما أنت تبقي جاهزة ومستعده وحابه وراضيه وإلا مش عايزها كفايه أني بصحى كل يوم الصبح على عيونك الحلوين دول

أقتربت منه خطوه وأمسكت يده وهي تقول _ خلينا نجرب يا فيصل وعلمني الصح صحح مفاهيمي خليني أشوف جمالها بين أيديك
ليبتسم بسعادة واحتواها بحب وقال بصدق_ أنا بحبك أوي. بحبك. بحبك
لتضحك بسعادة رغم الخۏف بداخلها لكنها لن تتراجع ستحارب أشباحها من أجله وستصل معه لبر السعادة والأمان.
تجلس في مكتبها تقوم بعملها اليوم تكمل عامها الثاني هنا منذ

خروجها من السچن وهي لا تقوم إلا بالعمل في شركة حاتم وتذهب لزيارة قبر أديم وأخراج صدقات من أجله والنوم هذه هي حياتها بلا أي تجديد أو خلل حتى أنها أصبحت تخبئ خصلات شعرها تحت حجاب صغير لا يوصف بالحجاب بالشكل الطبيعي لكن لأنه كان يعشق خصلاتها الغجريه أصبحت تلمها دائما وتخبئها عن العيون. رفعت عيونها عما كانت تفعله حين وصلها صوت مميز لتنظر للواقف أمامها شاب طويل أسمر البشرة بشكل مميزه وكأنه كان يعمل تحت أشعه الشمس لفترات طويله حليق اللحيه لكن له شارب مميز وخصلات شعره قصيرة بشكل واضح يقول _ الأنسه ونس أنا المهندس إسلام علي الدين علام
ظلت تنظر إليه وعيونها تلتمع بها الدموع وضربات قلبها داخل صدرها تشبه طبول الحړب التي توشك على الإندلاع وتنذر الجميع أن هناك خسائر كثيرة. لكن أبتسامته جعلتها تقول بصوت مرتعش_ أهلا بحضرتك أتفضل
وأشارت على الكرسي الموجود بجانب المكتب ليجلس بشموخ هو في طبعه منذ كان صغير. وقال بهدوء_ الباشمهندس حاتم طلب مني أتواصل معاكي علشان نتفق على شكل الإعلانات إللي هتم بخصوص المشروع الخاص بشركتي ADWA للمعمار والهندسة
أرتعشت يدها وسقط القلم من يدها وهي تهمس _ أديم
ليبتسم أبتسامته الجانبيه الجذابه وقال بحب_ وحشتيني يا ونس
لتنحدر دموعها وأرتعشت شفتيها وهي تلتهم كل أنش فيه وجهه بشوق وألم وقالت بصوت ضعيف_ طيب ليه كنت فين أنت.
لم يدعها تكمل أسئلتها وقال بهدوء بعد أن وضع ورقه صغيره أمامها_ هستناكي في العنوان ده وهناك هشرحلك كل حاجة
ووقف حتى يغادر لتهمس بأسمه بلوعه_ أديم
ألتفت ينظر إليها بأبتسامة حانيه. لتقول بشك_ أنت حقيقي
ليعود إليها ووقف أمامها مباشرة ينزع عن رأسها ذلك المنديل الذي يحجب خصلاتها عن عينيه وقال وهو يرفعه أمام عيونها_ هتخديه مني لما تيجي. يمكن كده تصدقي أني حقيقي
وأهداها أجمل أبتسامة ممكن أن تراها في العالم. وغادر لتلملم أغراضها وغادرت خلفه لكن حاتم كان في إنتظارها وهو يقول_ أصبري شويه علشان متثريش الشكوك حوليه
نظرت له پغضب ليقول موضحا_ هو هيفهمك كل حاجة ولازم تعرفي أني أتعذبت زيك لشهور لحد ما أكتشفت كل حاجة
تنهد ببعض الراحه وأكمل قائلا_ المهم أنه بخير
أومأت بنعم والدموع تنحدر من عيونها لكن ترافقها أبتسامه رقيقه تملئها السعادة نظر حاتم في ساعته وقال_ تقدري تخرجي
دون كلمه تحركت سريعا يسبقها قلبها..لتقترب نرمين منه والتي أصرت على حضور هذا الموقف وقالت_ لمېت الشمل
لينظر إليها بنصف عين وقال بشك_ هو أنت بتغيري على أديم
نظرت له بفم ملوي وعيون مقلوبه وغادرت ليقول بمرح_ هقول لفيصل على فكره
رفعت له يدها تشير بالسلام دون أن تنظر إليه. ليبتسم بسعادة وأخذ نفس عميق فلقد عادت الحياة إلى طبيعتها من جديد ولولا الخسائر التي حدثت. لكانت السعادة أكبر.
في فيلا مميزة في إحدى الشوارع الراقيه. يزينها لوحه كتب عليها بوضوح إسلام علي الدين علام وقفت أمامها تبتسم. أنها أحبت أسم أديم. وذابت في عشق إسم إسلام
دفعت الباب الخارجي الذي كان مفتوح بالفعل ودلفت إلى الداخل لتجد حديقه متوسطة مميزة بزهور خلابه ورائحتها ربتت على قلبها بحنان. وفي أحد الأركان أرجوحه كبيرة. وبالجهه الأخرى حديقة أطفال بألعابهم المميزة. قطبت جبينها بحيرة وقلق. والسؤال يضرب عقلها بلا رحمه جعل روحها تتألم هل تزوج أديم وأصبح لديه أطفال أيضا لتغمض عيونها وهي تحاول أبتلاع تلك الغصه. لكنها قالت لنفسها بأقرار حقه بعد إللي أنت عملتيه.
سارت الباقي من الخطوات حتى الباب الداخلي للفيلا بأقدام من هلام وقلب کسير رغم سعادتها بعودته التي لن يضاهيها شيء في هذا الكون وقبل أن تطرق الباب فتح أمامها وطل أديم بجسده الضخم الذي أكتسب بعض الوزن والعضلات أيضا ينظر إليها بشوق لتعود إبتسامتها تزين وجهها من جديد..أشار لها بالدخول خطت إلى الداخل خطوتان فقط أغلق هو الباب ولم يعد يتحمل ليجذبها بقوه بين ذراعيه يزرعها بين ضلوعه يستنشق عطرها الذي رافقه لأيام وأيام بين أحلامه ويقظته وكانت تلك اللحظة هي الأمل الوحيد الذي يجعله يتحمل
 

تم نسخ الرابط