رواية ونس بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


الطبيب سريعا. في ذلك الوقت كل هذا وحاتم يقف خلف الزجاج ينظر إليها بقلب ملتاع يود أن يقتحم الغرفة ويأخذها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحنان. يحميها من كل شيء. يمحو عن ذاكرتها ما حدث وما سيحدث لكنه ظل واقف مكانه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لم تهدء إلا حين وقعت عيونها عليه عبر الزجاج لتمد يدها له وهي تصرخ بأسمه. لم يعد يحتمل ليقتحم الغرفه ودلف إليها. أبعد الطبيب وتمسك بها بقوه لتبكي بحرقه وبكائها يحمل الكثير من الصرخات صدمة كلمات طارق. وصوت طلقات الړصاص الذي يصم أذنيها حتى الأن. ألم ذلك الچرح في معدتها. وأيضا ذلك الشعور بالخواء التي تشعر به. رغم عدم عرفتها بسببه.. ظل الموقف متجمد لعده لحظات. تبكي وتصرخ بين ذراعيه ويشاركها هو الدموع بصمت. لكن يده لم تتوقف عن الربت على ظهرها. وصوته المخټنق بالبكاء يهمس لها بأن تهدء وأنه جوارها. مرت عدة دقائق ثم أبتعد عنها قليلا حتى يستطيع رؤية وجهها وقال پألم _ عارف أن كل ده صعب أختبار شديد من ربنا يا سالي لكن لازم نكون قده يا سالي. أنا وأنت علينا مسؤليه كبيرة رغم مصيبتنا

كانت تنظر له بتشتت وضياع والدموع ټغرق عينيها زهرته ذبلت وأوراقها النديه يبست. لكنه لن يسمح بذلك. سوف يخفي حزنه ويدفنه داخل قلبه من أجلها ومن أجل الباقين لكنها أغمضت عيونها وذهبت في إغمائه جعلته ينتفض ينظر إلى الطبيب الذي أقترب سريعا يتفقدها. ليخبره إنها في غيبوبه. لكن الأمور مستقره وتلك الغيبوبه. متوقعه
كان حاتم يتذكر كل هذا أيضا وهو يقود سيارته متوجها إلى شركته وأكملت الذكريات تنهمر على عقله. حين خرج من الغرفة متهدل الأكتاف بعد أن أطمئن عليها إنها نائمه ولن تستيقظ الأن. ما يحدث معهم الأن شديد وصعب. مؤلم حد المۏت كيف يتحمل ذلك مۏت صديقه وأبن عمه الذي دفنه بيده. وقف وسط جمع غفير من الناس. موظفين المؤسسه. عمال القصر. عمال المستشفى. وبعض المارة بالشارع الذين سمعوا في مكبرات الصوت الخاصه بالمسجد الذي يجاور المستشفى أن هناك حالة ۏفاة وسوف يتم الصلاة عليها الأن عدد كبير وقف خلفه الچثمان يصلي من يعرفه ومن لا يعرفه. كان حاتم يبكي طول صلاته على صديقه الوحيد المقرب والغالي. وحين حمل النعش حتى يوصله إلى مثواه الأخير لم يكن يستطيع التحكم في دموعه. ولا حديثه الذي لم يكن أحد يفهم منه شيء سوا همام أقربهم له_ رايح فين وسايبني يا أديم هنا عليك تسيبنا وتمشي. هان عليك تسيب تار نرمين. طيب ونس هتسيبها كده وتمشي من غير كلمه وداع ولا لوم ولا حتى حب. طيب وأنا يا أديم أعمل أيه من بعد يا صاحبي. قولي. أعمل أيه من غيرك. المسؤليه تقيله أوي يا أديم أوي. ااه يا صاحب العمر والأخ والسند اااه يا كل حاجة حلوه في حياتي مرتبطه بيك
صمت لثواني يحاول أيجاد صوت من بين شهقاته أكمل قائلا_ متخفش يا صاحبي أخواتك أمانة في رقبتي هشيل سالي جوه قلبي وراسي وجوه عيني. ونرمين أختي وفي ظهرها ومش هسيبها أبدا. وهجيب تارك من طارق وتارها. أطمن يا صاحبي أطمن أنا موجود وهسد في غيابك. غيابك إللي دبحنى وھيموتنا كلنا من بعدك
كان همام يبكي على كلمات حاتم. هو لم يتعرف على أديم من وقت طويل لكنه حقا شخص مميز وذلك الحزن الظاهر على حاتم قليل على خسارة شخص مثله وحين فتح النعش وحملوا الجسد من داخله أنهار حاتم في البكاء وهو يتشبث به بقوه وېصرخ بكل ألم قلبه_ هتوحشني يا صاحبي. هتوحشني يا أديم هتوحشني أوي أوي يا صاحبي
ليربت

همام على كتفه وقال _ مينفعش كده يا حاتم حرام عليك متعذبوش
ليبتعد حاتم منتفضا وهو يقول_ حقك عليا يا صاحبي
وضمھ للمره الأخيرة وهو يقول_ في أمان الله ورحمته يا صاحبي
وبدء العمال في عملهم وكان صوت ټحطم قلب حاتم مع كل لحظه تمر وتلك الحفره تغلق على أبن عمه تصم أذنه وتجعله يود أن يكون معه الأن. داخل تلك الحفره. أو يعود الزمن ولا يحدث كل هذا
وعلى جلوس همام جواره بوجه لا يفسر خرج هو من أفكاره. ليغمض عينيه بقوه هو لا يتحمل كل هذا. لا يتحمل كل تلك المصائب لكن همام قال _ حاتم أنا محتاج منك تيجي معايا علشان تتعرف على چثة كاميليا
لينظر إليه حاتم پصدمه لتنحدر دموع همام وهو يقول بوجه حاد_ في واحده بلغت عن حدوث حالة ۏفاة روحنا الشقه وعرفنا أنها بتشتغل عندها من أسبوع واحد بس وأن ده معاد حضورها كل يوم الصبح وبعد ما بدأت في ترتيب البيت حست أن صحبة الشقه في أوضتها فسابت تنظيف الأوضة أخر حاجه لكن لما فات أكثر من ساعتين وهي مخرجتش خبطت عليها ولم مسمعتش رد دخلت ولقتها واقعه على
 

تم نسخ الرابط